ها هي الأيام تطوي بعضها بعضاً والأشهر تتوالى كما البرق .. بالأمس القريب ودعناه .. وها نحن اليوم نقف على أبوابه مشتاقين ل لقيامه .. يتسابق بنا الزمن إليه .. ونتسابق بعمل الخيرات عليه أوله بركات من الرحمن وأوسطه غفران وآخره عتق من النيران .. وكما قال سيد الأنام عليه أفضل صلاة وأتم سلام : "اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام، ربي وربك الله" دعوه : لنقف إجلالاً .. بقلوب يسكنها النقاء . وأيدٍ تصافح البياض لاستقبال ضيف كريم عمره"شهر" وفضله كأنه"الدهر" فيه يتضاعف"الأجر"ويتجلى على عروشه بشتى الألوان معنى"الصبر" فمن منا سيكون المودع للكسل... والمهلي ب أجلّ عمل؟ من سيرقى بذاته ويضاعف حسناته؟ من سيشيد له قصراً أثاثه لؤلؤ... ياقوت... وذهباً؟ من سيعمر ذاك وخلال شهر؟ عجباً لعظم كرمك ربي عجباً ..! فلك منا عدد النبض حمداً .. والآلاء شكراً .. والرحمات تسبيحاً أبداً .. فنحمدك إن بلغتنا شهر رمضان ورؤية هلاله .. والقدرة على صيامه والعافية على قيامه .. ****** سؤال : هل هناك متسع للتراخي أو للتلاهي أو الخمول؟ قال تعالى:"أياماً معدودات" لذا ينبغي علينا أن نغتنم هذه الأيام بالصدقة والبر والإحسان تعلم العلم وحفظ القرآن .. صلة الأرحام .. وقيام الليل والناس نيام .. بالصلاة والتسبيح والاستغفار التدبر والتفكر في الأسحار الصلاة على النبي... والاقتداء بالأخيار علينا وعلينا وعلينا... والأعمال توضع في الميزان .. ***** قيل : تمر بنا الأيام تترى وإنما نُساق إلى الآجال والعين تنظر فالثانية من العمر إن ولّت لن تعود ولو اُنفق ملء الوجود قال المصطفى عليه الصلاة والسلام : " لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيمَ أفناه، وعن شبابه فيمَ أبلاه، وعن علمه ما فعل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيمَ أنفقه". وحتى لا يمرّ بنا رمضان مرور الكرام ويضيع فضلّه منّا من دون حُسبان !قطفت لكم حروفاً وإنها لَقطوف تُسيّرنا إلى الأمان والفوز برحمته إلى الجِنان. اسأل الله أن نكون جميعاً من عتقائه من النار .. سبحان الله وبحمده... سبحان الله العظيم.