رأيت من واقع الحياة المعاصرة في مجتمعنا أن بعضهم لا يحسن استغلال وقته بعقلانية ولا يستفيد من الأوقات المميزة والأيام الفاضلة التي تختلف عن باقي أيام السنة. إن التخطيط وتنظيم الوقت تعني وضع جميع هذه الأشياء في الحسبان فليس قضاء الوقت في أيام الدوام للموظف مثل أيام الإجازات وليست الأيام العادية للطلاب والطالبات مثل أيام الامتحانات والإجازات وليس قضاء وقت يوم الجمعة مثل سائر الأيام، أردت من تلك المقدمة الدخول إلى موضوع تنظيم الوقت في شهر رمضان المبارك الذي أصبح على الأبواب وأهمية استغلال أيامه ولياليه الفاضلة. إن بعضاً منا ينشغل عن ذلك بأشياء هامشية لا تعود عليه بالنفع والفائدة، إن الشخص يلاحظ أن هناك بعض العادات والممارسات غير الجيدة التي تمارس في شهر رمضان، فقد أصبح بعضهم يعرف قرب قدوم شهر رمضان بشراء ما طاب ولذ من الأطعمة والمشروبات التي يحرص كثيرون منا على شرائها التي تستنزف كثير من ميزانيات الأسرة ويصبح هم بعض ما سوف يتم وضعه على مائدة الإفطار والسحور وما يترتب عليه من إرهاق لربة المنزل والعاملات في المنزل وفي رأي هذا الشخص أن رمضان هو للأكل والشرب في الليل وتعويض صيام النهار حتى أصبح بعض يتعرضون إلى زيادة في أوزانهم في هذا الشهر وهذا خلاف المؤمل والمشروع؛ لأن زيادة الأكل يصرف الشخص عن أداء كثير من العبادات واستغلال أوقات رمضان الفضيلة. كذلك انصراف بعضهم بقضاء كثير من الوقت في السهر في الليل ومتابعة القنوات الفضائية وتضييع الأوقات الفضيلة حتى أصبحت القنوات تتسابق على عرض البرامج المخصصة لهذا الشهر، وكأنه شهر لتضييع الأوقات وكما أن بعضهم وخصوصاً النساء يقضون وقتا كثيرا من الليل في الأسواق، وآخرون يجعلون جل وقت نهارهم في النوم مع تأخير أداء الصلوات، وكأن رمضان شهر الكسل والخمول، وتناسوا أن كثيراً من الأحداث العظام في التاريخ الإسلامي حدثت في رمضان، ومن أشهرها غزوة بدر الكبرى. إن الإنسان المسلم الفاضل لابد أن يشعر بأهمية وقت هذا الشهر وضرورة استغلاله الاستغلال الأمثل الذي يعود عليه بالفائدة، وفضل هذا الشهر ليس بخافي على أحد وما ورد فيه من آيات في القرآن أو الأحاديث الشريفة قال الله تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) .. «185 البقرة» وقال صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) والآيات والأحاديث كثيرة وهو يحوي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر. وحري بالجميع وهم يعرفون فضل هذا الشهر أن يقوم كل شخص بالتخطيط لقضاء وقته بما يعود عليه بالفائدة والمنفعة، فما بالنا نضيع أوقات هذا الشهر بالنوم في النهار، والشراهة في تناول الأطعمة والمشروبات، ثم السهر وتضييع الأوقات، ولسائل أن يسأل هل النوم حرام أو تناول الأطعمة غير جائز؟. الإجابة أن ذلك ليس حراما أو جائزا ...، ولكن لابد لكل منا من تنظيم وقته سواء أثناء النهار أو الليل، فقضاء قسط من النوم بعد الفجر ثم الذهاب إلى العمل مع أخذ قسط من الراحة بعد الخروج منه مع الحرص على استغلال بعض الوقت في قراءة القرآن الكريم وأداء الصلوات في وقتها أثناء النهار والليل وتعويد الأبناء والبنات على ذلك والبعد عن السهر، والحرص على تناول المشروبات والأطعمة الخفيفة وعدم الإفراط فيها. وقد أوضحت الدراسات أن الشخص متى ما كان له هدف واضح في حياته تزاد إمكاناته المعنوية بشكل كبير ويستيقظ عقله ويتولد لديه أفكار من شأنها أن تؤصله لتحقيق هدفه، فحري بنا أن نخطط للاستفادة من أوقات هذا الشهر الفضيل واستغلالها فالوقت هو من أندر الموارد فهو لا يعوض ولا تستطيع أن تخزن الوقت. قال الله تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيمَ أفناه، وعن شبابه فيمَ أبلاه، وعن ماله من أين أكتسبه وفيمَ أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه). وفق الله الجميع إلى بلوغ رمضان وصيامه وقيامه واستغلال أوقاته الفضيلة. والله من وراء القصد،، * مستشار إعلامي بوزارة الثقافة والإعلام