لم يختلف اثنان في هذه الحياة على أن شخصية المرأة الحديثة والناجحة تكمن في سر اختيار عطرها، والذي يبقى على مر السنين يمثلها تمثيلاً واقعياً، بل يعرف هذا العطر بأنه عطر فلانة. والحديث عن العطور لا بد أن يقودنا إلى القول إنه منذ أن خلق الله البشر وأوجد فيهم الحواس الخمس، وتأتي حاسة الشم على قمة تلك الحواس، ومن فقد هذه الحاسة يخسر خسارة فادحة في حياته، إذ سيُحرم من الروائح الذكية، إذ ارتبطت جميع الروائح بهذه الحاسمة المهمة. ولعل العطور تمثل متعة وسحر الحياة منذ قديم الزمان، وارتبطت هذه العطور بتاريخ يمجدها وبعلوم ومختبرات للتفنن في صناعتها، ويحدثنا التاريخ المجيد عن دول اهتمت بالعطور حتى أنها أصبحت جزءاً لا يتجزأ من طقوس بعض الأديان السماوية، ولعل"البخور" وهو نوع مشهور من العطور المحترقة، والتي قال عنها احد العلماء والفلاسفة"إن البخور تحترق لكي تعطر حياتنا"... ولعل المعابد البوذية والهندوسية تستخدم البخور كنوع من قرابين العبادة، وهناك أيضاً أنواع من الزهور والأشجار التي تعتبر مقدسة لدى بعض الشعوب. إن الحديث عن البخور يقودنا إلى أهمية هذا العطر المحترق والذي يستخدم كنوع من الحفاوة والاستقبال في المناسبات الملكية لكي يعطر الجو بل جميع الطرقات، إذ هناك متخصصون في اختيار البخور والذي تصل التوله منه إلى آلاف من الريالات، كذلك يستخدم البخور في مناسبات الأفراح والليالي الملاح، ولا تخلو حفلة منه نظراً لعطره المميز الذي تشتهر به بعض الدول. إن المرأة متخصصة في اختيار نوعية معينة من العطور، إذ يتم هذا الاختيار الموفق عادة بعد تجارب عدة على جميع العطور المختلفة، ومن ثم تختار العطر الذي يلائم شخصيتها وأنوثتها ومظهرها وثقافتها، وذلك من خلال بعض المتخصصات في العطور، إن المتخصصات في صناعة العطور يستطعن أن يدرسن ويقوّمن شخصية المرأة، ومن ثم اختيار العطر المناسب لها. إن جميع النساء اللاتي نجحن في اختيار عطورهن المناسبة لشخصياتهن نجحن في حياتهن الزوجية والعملية والاجتماعية، في النهاية أقول:"سيدتي الجميلة... إن اختيار عطرك المناسب يمثل شخصيتك... فأنت عطر الحياة" ريماز وليد - الرياض