أكد اختصاصيون نفسيون أن العطور لها تأثير كبير على النفسية، بل إن لها تأثيرات فسيولوجية على الجسم. وأوضحت اختصاصية الأمراض النفسية عبير السيد أن العطر له تأثيراتٌ أكبر بكثيرٍ من مجرد رائحة جميلة، حيث ترتبط حاسة الشم القويةِ والعصبيةِ بالذوق والذاكرة، فتعمل على تهدئة النفس، والعطور تمنحنا الراحة النفسية إذا ناسبت ذوقنا أو على خلاف ذلك تُشعرنا بالإزعاج والتوتُّر إذا لم تناسبنا، وقد ترتبط الروائح العطرية بذكريات جميلة، أو بذكريات سيئة أيضاً، ومن الناحيةِ الفسيولوجية يُنشِّط استنشاق العطر جزءاً من الدماغ، حيث يتم تحليلها وتأثير الذكريات العاطفيةِ المخزنة، كما أنه يَربُط المناطق التي تتعامل مع معدل ضرباتِ القلب، وضغطِ الدم، والتنفس، ومستوياتِ الإجهاد، والتوازن الهرموني، وترتبط حاسة الشم ارتباطاً مباشراً في «مركز السيطرة العاطفية» حيث يُوجد القلق والخوف والاكتئاب والغضب والفرح. وأضافت السيد أن الدراسات النفسية أكدت أن اختيار العطر يعد من الأمور المهمة، لأنه يعبر عن طبيعة الإنسان وحالته المزاجية، ولا يمكن تحديد أنواع بعينها تتناسب مع الجميع لاختلاف طبيعة كل شخص، لذا من المهم اختيار العطر الذي يناسبك، حيث ترتبط الروائح العطرية بقوة بخبرات الفرد وتجاربه وما يختزن من ذكريات، كما بينت الدراسات أن الفتيات الصغيرات يناسبهن العطر المصنوع من الزهور، أما النساء فيناسبهن العطر الأثقل والأقوى، أما العطور المعتمدة على الأعشاب الخضراء فهي تناسب الشخصية التي تتصف بكثرة وقوة النشاط الجسماني. وقالت «ارتبط تعلق الإنسان بالعطور منذ القدم، فقد كان يحرق بعض أنواع النباتاتِ ذاتِ الروائحِ الفواحةِ، لاستخدام دخانها كبخور، واستخدم الفراعنةُ العطرَ منذ خمسةِ آلاف سنة، إلا أن العرب هم مَنْ استخدموا تاج الزهرةِ لاستخراج ماء الزهور، وذلك منذ عام 1300، واستعملوهُ كدواءٍ أيضاً، ويُعتبر عطر الورد أقدم أنواعِ العطور في العالم، حيث كان رائجاً جداً لدى القبائل العربية».