تلعب العطور دوراً مهماً في المجتمع العربي منذ مرحلة مبكرة جداً، ويضع بعض التقارير الاسواق الخليجية، على سبيل المثال، في المرتبة الثالثة بعد الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي من جهة معدل استهلاك الفرد من العطور، ويقدر اجمالي استهلاكها بنحو ثمانية في المئة من الاستهلاك العالمي. وتذكر أدبيات العطور ان قدماء المصريين كانوا أول من برع في استخلاص الزيوت العطرية، وعنهم أخذ اليونان وبعدهم الرومان. وفي العصور الوسطى عرفت أوروبا التراث العطري عن طريق المواركة في الأندلس واحتكرت البندقية العمليات الانتاجية والتجارية لفترة طويلة من الزمن قبل ان تنتقل الى كان وغراس على شاطئ الريفييرا ثم تنتشر في معظم أنحاء العالم. لكن صناعة العطور دخلت مرحلة جديدة في القرن التاسع عشر حين تمكنت المخابر من فصل العنصر الكيماوي الذي يحمل الصفات العطرية للنباتات، وبدأت منذئذ مسيرة علمية وتقنية معقدة فصار الاستمتاع بالعطور يتطلب معرفة الكثير من خصوصياتها وطقوس استخدامها. وفي ما يأتي مجموعة من الأسئلة والاجوبة التي تدخل في هذا الاطار من وجهة نظر احدى جمعيات منتجي العطور في الولاياتالمتحدة. هل صحيح ان لكل شخص رائحته المميزة؟ - نعم، لكل منا رائحته الخاصة التي هي عبارة عن حصيلة الصفات الوراثية ونوع البشرة جافة، دهنية، سمراء، بيضاء، الخ، ولون الشعر، ونظام الأكل، فضلاً عن عوامل اخرى مثل تناول الأدوية والتعرض للضغوط العصبية والآثار البيئية. هل حاسة الشم لدى النساء أقوى منها عند الرجال؟ - نعم ومعظمها مكتسب. ففي حياتنا اليومية تجد المرأة ما يشجعها على استخدام أنفها أكثر من الرجل من خلال اعداد الطعام وترتيب الزهور والاستخدام المبكر للعطور. لكن حاسة الشم عند المرأة متقلبة ويعمل العلماء على التأكد ما إذا كان هناك دور ما تلعبه الهرمونات في هذا التقلب. اذ يعتقد ان هرمون الاستروجين يقوي حاسة الشم عند المرأة في النصف الأول من الشهر فيما يضعفها هرمون البروجيستروجين في النصف الثاني. ويبدو ان حاسة الشم تتغير خلال فترة الحمل اذ تكون الحامل قادرة على التقاط بعض أنواع العطور وغير قادرة على تمييز بعضها الآخر. هل صحيح ان حاسم الشم تكون في الصباح أقوى منها في وقت متأخر من النهار؟ - لا، ولكن يفضل استنشاق العطور القوية في الصباح لشحذ حاسة الشم. هل تضعف حاسم الشم بتقدم العمر كما هي الحال بالنسبة الى حاستي النظر والسمع؟ - من الشائع ان تبدأ حاسة الشم بفقدان حدتها عند الرجال والنساء فوق الخمسين. وعلى رغم ان الابحاث الحالية تشير الى ان النساء أقل عرضة لفقدان حاسة الشم من الرجال، فإن الكبار في السن من الجنسين يفضلون الروائح القوية. ويحذر في هذه الحالة من الإسراف في دهن العطور خصوصاً في الطقس الحار أو توقع التعرض للضغط النفسي والعصبي. هل يمكن شحذ حاسة الشم فوق الخمسين؟ - لا شك ان الاستخدام المتواصل والمبدع للحواس يساعد في الحفاظ على أدائها العالي حتى وقت متأخر من العمر. ويفضل تغيير العطور بين الحين والآخر الى ما هو أقوى منها. هل يمكن للمرء ان يفقد حاسة الشم؟ - نعم، ولكن في حالات خاصة مثل الإصابة بالبرد والزكام أو تعرض الرأس لصدمة أو إصابة ما. وحين تستمر الحالة لفترة أطول من المعتاد ينصح باستشارة طبيب متخصص. هل من المستحسن دهن كامل الجسم بالعطر؟ - نعم، فالعطور طيارة. إذا دهن العطر في الصباح فهل يستمر طوال اليوم؟ -لا، فالعطور ليست مستحضرة لتبقى طوال اليوم وينصح بإعادة الدهن على فترات تراوح من ثلاث الى أربع ساعات. هل تحتاج البشرة الجافة الى رشة أكثر سخاء من البشرة الدهنية؟ - نعم، اذ ان البشرة الجافة تختلف عن الدهنية في قدرتها على الاحتفاظ بالعطور وتحتاج بالتالي الى اعادة الدهن اكثر من غيرها. هل صحيح ان حاسة الشم هي أكثر حدة في الصيف منها في الشتاء؟ - نعم، اذ ان الحرارة تزيد فاعلية العطور وديمومتها ويستحسن في هذه الحال استخدام العطور الخفيفة. هل يؤثر تعاطي الدواء والتدخين في قدرتنا على التمييز بين العطور؟ - نعم، ويحدث ان يعتقد المرء احياناً ان شيئاً ما تغير في تركيبة عطره المفضل، والحقيقة ان الاختلاف ربما يكون ناتجاً عن تغيير الغذاء أو تناول الدواء. ويمكن التأكد من آثار هذه العوامل بدهن باطن الرسغ. هل صحيح ان العطور تتفاعل مع السمراء والشقراء بشكل مختلف؟ - نعم، فعادة ما تكون الشقراء ذات بشرة فاتحة وجافة وتسعدها العطور المحضرة من أنواع متنوعة من الزهور وتستمر لفترة طويلة. وتكون السمراء عادة ذات بشرة بنية الى داكنة وتحتوي على زيوت طبيعية تساعد على بقاء العطور لفترة طويلة، وتسعدها العطور الشرقية. هل يؤثر التعرق على العطر؟ - نعم، اذ ان حرارة الجسم ترتفع وتزيد بالتالي من حدة العطر. هل يمكن الاحتفاظ بالعطور الثقيلة البارفان لفترة طويلة من الزمن؟ - لا، اذ ان أشعة الشمس والتقلبات الحادة في درجات الحرارة تؤثر في التوازن الحساس للبارفانات ويمكن ان تغير رائحته. ولكي يعمر البارفان طويلاً لا بد من حفظه في مكان بارد وجاف وبعيداً عن الضوء المباشر. هل يمكن وضع العطور في الثلاجة؟ - نعم، ولكن ماء الكولونيا فقط، اما البارفان فيجب عدم تعريضه لدرجات حرارة قاسية، باردة أو حارة، حفاظاً على توازنه الدقيق. هل يجب رش العطور على الملابس؟ - لا، فالعطور محضرة بحيث تستخدم على الجسد فقط. ويمكن للعطور ان تحدث بقعاً في القماش كما ان القماش يمكن ان يغير من رائحة العطر. هل يمكن رش العطر على الشعر؟ - نعم، ولكن فقط حين يكون الشعر مغسولاً بالشامبو حديثاً ولا يزال رطباً. ويحذر من رش العطر على الشعر الجاف. هل يتأثر العطر بالارتفاعات العالية؟ - نعم، فالأماكن المرتفعة تساعد على زوال العطر بسرعة أكبر عما هي الحال في الأماكن المنخفضة، كما أنها تضعف من خصوصية العطر. لماذا يجب ألا يزيد اختبار العطور على ثلاثة أنواع في المرة الواحدة؟ - لأن حاسة الشم تصاب بالإرهاق حين يتم تعريضها لأنواع مختلفة من العطور خلال فترة وجيزة من الزمن.