لا شك أن المرأة المسلمة هي نصف المجتمع، بل والمكمل الأساس للرجل في الحياة، والمرأة في حياتنا هي الأم، الأخت، الزوجة، والابنة، ولكن ما أهمية الثقافة لدى المرأة المسلمة في مجتمعنا العربي؟ تُعد الثقافة من أهم أساسيات وجود المرأة وقوة حضورها في المجتمع المسلم، إذ إنها تسهم وبشكل أساسي في بناء مجتمع واعٍ ذي نضوج فكري وقادر على السير للأمام، ولكن في المقابل فإن انعدام ثقافة المرأة المسلمة يقلل من أهمية وجودها في المجتمع، بل وفي الحياة أيضاً، ويتسبب في تعاستها أحياناً، وذلك من خلال سهولة غزوها فكرياً، كتلك الفئة من النساء في بعض المجتمعات العربية ? ولا أقول الكل ? تجد الواحدة منهن لا معنى لحياتها ولا قيمة، إذ باتت أولى اهتماماتها في الحياة منصبة على متابعة المسلسلات وبعض المشاهير وعارضات الأزياء، فلا هم لها سوى تقليد الفنانة الفلانية ومتابعة أخبارها، أو كيفية ظهورها أمام الناس بالزي الفلاني، أو تحدثها بالطريقة الفلانية. البعض فسر ثقافة المرأة بحريتها الشخصية، والبُعد عن هويتها العربية، والجهل بتعاليم الشريعة الإسلامية السمحاء، وضعف الوازع الديني لديها، ولو أمعنا النظر قليلاً في هذه النظرة لوجدنا أنها دخيلة على بعض مجتمعاتنا العربية، كما أن لها أضراراً نفسية وعواقب جسيمة في حياة المرأة المسلمة، ما يقودها إلى أقوال وأفعال لا تتناسب مع مبادئ الشريعة الإسلامية السمحاء. في اعتقادي أن الثقافة والإطلاع من أهم العوامل التي تسهم في بناء شخصية المرأة المسلمة، بل ويزيدان الوعي والنضوج لديها، ويأتي قبل ذلك كله التمسك بالدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه، وهو ما يحفظ للمرأة المسلمة قيمتها وكيانها في المجتمع، إذ إن الإسلام كرّم المرأة المسلمة وأعطاها الحرية التي تحفظ لها كرامتها بين نساء العالم. عزيزي القارئ... سألت إحدى السيدات الأخرى، لماذا لبستِ هذا اللون للفستان، علماً بأنه لا يتناسب مع لون بشرتك؟! ردت الأخرى وبكل فخر واعتزاز قائلة: لا يهم أن يتناسب مع لون بشرتي، ولكن ما يهم أنني ألبس كما تلبس الفنانة الفلانية. هشام بن أحمد آل طعيمة الرياض [email protected]