ارتفع الجنيه الإسترليني إلى أعلى مستوى له في أكثر من ربع قرن أمام الدولار، الذي تراجع أمام العملات العالمية الأخرى، بينما سجل اليورو أعلى مستوى أمام الين أمس، جراء سعي المستثمرين إلى شراء العملات ذات العائد المغري. وانخفض الدولار إلى مستويات قياسية أمام اليورو والإسترليني، بعد تردد مستثمرين في شراء العملة الأميركية قبل عطلة عيد الاستقلال الأميركي. وتعزز الاتجاه الصعودي للإسترليني، نظراً إلى التحوّل الحادّ في توقعات الفائدة بعد صدور محضر اجتماع"لجنة السياسة النقدية"التابعة ل"بنك إنكلترا المركزي"الذي لمّح إلى أن أسعار الفائدة سترتفع هذا الأسبوع، وليس في الاجتماع المقبل في آب أغسطس، كما كان متوقعاً. إذ ينتظر أن يرفع"المركزي"البريطاني غداً سعر الفائدة على الجنيه الإسترليني 25 نقطة أساس، إلى 5.75 في المئة، أي بزيادة نصف نقطة مئوية على سعر الفائدة على الدولار. وارتفع الإسترليني أمس إلى 2.0197 دولار، أعلى مستوى له في 26 عاماً، وتراجع لاحقاً إلى 2.0157 دولار. وجرى تداول اليورو ب 166.66 ين، بعد ارتفاعه صباحاً إلى 167.19 ين. واستقر الدولار عند 122.50 ين، قرب أدنى مستوى سجله في ثلاثة أسابيع 122.09 ين أول من أمس. في تركيا، ارتفع سعر صرف الليرة 0.9 في المئة إلى 1.2895 ليرة للدولار أمس، لتسجل أعلى مستوى منذ آذار مارس 2005، بفعل إقبال المستثمرين عالمياً على المخاطرة وضعف الدولار. ودعم الليرة ارتفاع أسعار الفائدة عليها إلى أحد أعلى المستويات في الأسواق الناشئة. وسجلت الأسهم التركية أعلى مستوياتها على الإطلاق أثناء التداول، نتيجة توقعات باعتدال نسبة التضخم 0.04 في المئة متوقعة عن حزيران يونيو الماضي. وارتفع مؤشر"بورصة اسطنبول"الرئيس 1.8 في المئة، إلى مستوى قياسي بلغ 48594.2 نقطة. ساركوزي والمفوضية الأوروبية وفي موقف لافت، عبّر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أول من أمس، عن موقفه بخصوص سعر صرف اليورو، خلال اجتماع عام في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، معتبراً انه"مرتفع"، داعياً إلى"خفضه بهدف تأمين فرص عمل للمواطنين الأوروبيين وتعزيز النمو الاقتصادي". وأضاف ان"ارتفاع سعر اليورو أمام العملات العالمية الرئيسة الأخرى، أضعف بشكل كبير القوة التنافسية للشركات الأوروبية في الأسواق العالمية". وأضاف:"هل باستطاعة"آرباص"ان تستمر في إنتاج طائرات في أوروبا، في حين ان كلما ارتفع سعر صرف اليورو 10 سنتات، سجلت الشركة عجزاً بواقع بليون دولار". ومن بروكسيل، أوضحت المفوضية الأوروبية إيضاحاً لتصريح ساركوزي ان تأثير حركة سعر صرف اليورو، وفقاً لإحصاءاتها، أدى إلى خسارة 0.6 نقطة في النمو الاقتصادي في"منطقة اليورو"بين عامي 2001 و2006، ما يعتبر هامشياً بالنسبة إلى معدل نمو 5 في المئة سنوياً في الصادرات الأوروبية في الفترة ذاتها. وأعلنت المفوضية أمس في تقريرها ربع السنوي عن اقتصادات"منطقة اليورو"13 دولة أوروبية، ان"التوقعات المستقبلية لاقتصاداتها براقة، بفضل توسّع الإنتاج الصناعي، بسبب الزخم في الطلب المحلّي والاستثمارات، وان التضخم تحت السيطرة". وتوقعت المفوضية ان الاقتصاد سينمو في"منطقة اليورو"بمعدل 2.6 في المئة العام الحالي، مقارنة ب2.7 في المئة في 2006، وأوضحت ان النمو في الطلب المحلي يدعم الاقتصاد، في حين ان أخطار حصول تباطؤ أميركي تؤثر سلباً عليه. وأضافت ان معدّل البطالة تراجع إلى مستوى قياسي في أيار مايو الماضي، إلى 7 في المئة. وتوقعت ان يبلغ معدل التضخم 1.9 في المئة في العام الحالي، أي ضمن الهامش المسموح به من"المصرف المركزي الأوروبي"البالغ 2 في المئة. انتعاش أسواق الأسهم وارتفعت الأسهم الأوروبية أمس، إلى أعلى مستوى في أسبوعين، لتفاؤل المستثمرين بالنشاط الاقتصادي الأوروبي وبروز حركة دمج بين الشركات، مع تلقّي"دانون"الفرنسية عرضاً لبيع وحدة إنتاج البسكوت والحبوب إلى"كرافت فودز"الأميركية، مقابل 7.2 بليون دولار. وارتفع صباحاً مؤشر"يوروفرست 300"للشركات الأوروبية الكبرى 0.73 في المئة، إلى 1611.40 نقطة، كاسباً 8 في المئة منذ بداية العام الحالي. في طوكيو، أقفل مؤشر"نيكاي"مرتفعاً، بفضل انتعاش أسهم الشركات اليابانية المصدّرة، متأثرة بارتفاع المؤشر الصناعي الأميركي إلى أعلى مستوى يسجله منذ سنة. وارتفع مؤشر"نيكاي"0.02 في المئة، إلى 18149.90 نقطة، في حين ارتفع مؤشر"توبكس"الأوسع نطاقاً 0.08 في المئة، إلى 1781.86 نقطة.
