عقدت دول الخليج الست مساء أمس في الرياض اجتماعاً استثنائياً، هو الثاني من نوعه على مستوى وزراء الدفاع والخارجية ورؤساء أجهزة الاستخبارات مجتمعين، كُرّس للبحث في وضع العراق الملتهب وتداعياته المحتملة على أمن دول الخليج، فيما سيُعقد اليوم اجتماع الدورة 103 لوزراء الخارجية. وطبقاً لمصادر الاجتماع الخليجي المشترك الذي بدأ في السابعة والنصف بالتوقيت المحلي للعاصمة السعودية، فإن المجتمعين كرسوا مناقشاتهم لبحث حزمة من قضايا"الأمن الاستراتيجي المشترك"للدول الخليجية الست، في ظل الوضع المضطرب على شواطئها نتيجة للاشتباك الإيراني - الأميركي على الأراضي العراقية، واحتمالات تحوله إلى مواجهة عسكرية مباشرة بين الطرفين. وقال مصدر خليجي مسؤول:"المطلوب سد أية ثغرة وتعزيز مواد جدار الحماية الأمنية لمنطقتنا". ويأتي الاجتماع استجابة لتوجيه المجلس الأعلى لقادة دول الخليج في اجتماعهم التشاوري التاسع في أيار مايو الماضي، بعد نجاح اجتماع مماثل إبان التحضير الأميركي لغزو العراق في نيسان أبريل 2003. وأوكل ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، نائبه في وزارة الدفاع الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز لرئاسة الوفد السعودي إلى الاجتماع المشترك. وقال الأمير عبدالرحمن في الجلسة الافتتاحية:"نحن أحوج ما نكون لمثل هذا الاجتماع، في ظل الظروف الدقيقة والحساسة التي تحيط بنا جميعاً، وتستدعي تكثيف التعاون والتشاور في العمل المشترك". وقال الأمير عبدالرحمن إن اجتماع أمس جاء"تنفيذاً لما وجّه به المجلس الأعلى في القمة التشاورية الأخيرة، لبحث كيفية التعامل والتعاطي مع إفرازات الأوضاع الخطرة التي يمر بها العراق الشقيق، وذلك بغية التوصل إلى رؤية مشتركة تجنب شعوبنا ودولنا مغبة ما يمكن أن تؤول إليه الأمور". ورأى أن"أهمية هذا الاجتماع تكمن في كونه يحمل دلالة واضحة على عمق الترابط السياسي والأمني الذي يجمع بين دول المجلس، ويدفعها إلى بلورة موقف جماعي لمواجهة التحديات الماثلة أمامنا". وأضاف أنه"من نافلة القول الإشارة إلى أن ما يحدث في العراق لا بد من أن تنعكس آثاره على أمن واستقرار بلداننا. وعليه فنحن مدعوون إلى التأكيد على عمل كل ما من شأنه أن يوقف هذا التدهور الحاصل في العراق". وأشار إلى أن دول الخليج"تشجع ما من شأنه أن يحفظ للعراق وحدته الوطنية وسلامته الإقليمية". من جانبه، قال الأمين العام للمجلس عبدالرحمن بن حمد العطية:"يأتي هذا الاجتماع المهم في ظل ظروف غير عادية تمر بها المنطقة، بهدف التنسيق والتشاور وتبادل الآراء حول التطورات الخطرة والمتسارعة التي يمر بها العراق، واحتمالات أبعادها وتداعياتها على أمن دول المجلس". وأشار العطية إلى استجابة الدول الأعضاء إلى توصيات سابقة بالانعقاد. من جانبه، أناب رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وزير الدولة للشؤون الخارجية أحمد بن عبدالله آل محمود للمشاركة في الاجتماع المشترك. فيما حضر الوزراء المعنيون بالاجتماع في الدول الخليجية، ورؤساء أجهزة الاستخبارات وأمناء الأمن الوطني، ومن بينهم وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، ومستشار الأمن الوطني في الإمارات الشيخ هزاع بن زايد، ووزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد.