أعلنت اللجنة المنظمة لمسابقة"شاعر الشعراء"عن اكتمال الترتيبات لبدء المسابقة الضخمة التي رصُدت لها موازنة كبيرة جداً، وتم استئجار 160 غرفة في شيراتون دمشق، لتكون مسرحاً لإقامة المسابقة وبثها عبر ست محطات فضائية، وستكون محطة New TV من لبنان هي القناة الرئيسية التي تبث المسابقة. سير المسابقة وطريقة فرز المشاركين يتم فرز القصائد واختيار عشرة شعراء من كل بلد مشارك عن طريق لجنة البلد نفسه المكونة من أربعة مُحكمين ثم تبدأ التصفيات على الهواء مباشرة في أربع مراحل بين متسابقي البلد نفسه، ليفوز متسابق واحد يمثل بلده في نهائي المسابقة وهكذا، لكل بلد بعدها يجتمع الفائزون من البلدان المشاركة في أربع مراحل على الهواء مباشرة، وفي المرحلة الرابعة يُحدّد الفائز بلقب شاعر الشعراء على ضوء تقويمه من لجنة التحكيم وتصويت الجمهور له عبر وسائل الاتصال المتاحة. التصفيات قبل النهائية تتكّون التصفيات الأولية من أربع مراحل في حلقات متفرقة لكل بلد على النحو الآتي: يقدم عشرة شعراء قصائدهم في الحلقة الأولى، ويستمر التصويت لهم لمدة خمسة أيام حتى موعد الحلقة الثانية. وفي الحلقة الثالثة، يُلقون قصائدهم ويتم التصويت لهم وترشيح ثلاثة منهم فقط وينتقلون إلى المرحلة الرابعة في التصفيات، إذ يُلقون قصائدهم ويتم ترشيح واحد منهم فقط، لينتقل للتصفيات النهائية ويمثل بلده في الدور النهائي. نهاية المسابقة يقوم الشعراء الفائزون من كل بلد مشارك، بإلقاء قصائد جديدة في الحلقة الأولى ويستمر التصويت لهم حتى الحلقة الثانية التي تُبث بعد خمسة أيام. إذ يُلقون قصائدهم في الحلقة الثانية ويستمر التصويت لهم حتى الحلقة الثالثة التي يلقون فيها القصيدة الثالثة، ويستمر التصويت لهم حتى الحلقة الرابعة والأخيرة. وفيها يُلقون آخر قصائدهم وفي نصف الساعة الأخير من الحلقة يتم الإعلان عن اسم الفائز بلقب شاعر الشعراء، الذي سيحصل على مليون دولار أميركي، بينما سيحصل الثاني على نصف مليون دولار والثالث على 300 ألف دولار أميركي. كما أنه تم رصد سيارات مرسيدس كجوائز للمصوّتين الذين يتصلون ويصوّتون للشعراء المتسابقين من كل بلد. لجان التحكيم في البداية ستكون لكل بلد عربي لجنة تحكيم خاصة به، تتكّون من أربعة أعضاء من البلد نفسه، مهمتها فرز الشعراء المشاركين من مواطني بلدها، أما في التصفيات النهائية فستكون اللجنة مكوّنة من مُحكَّم من كل بلد، يتم التصويت لهم واختيارهم عن طريق التصويت من المشاهدين، ويتوقّع أن تكون النسبة الممنوحة للمصوتين 50 في المئة، وللحُكام 50 في المئة. المُسابقة مُخصَّصة للشعر الشعبي بمختلف ألوانه، في كل بلد عربي من النبطي والزجل وشعر التفعيلة والموال والزهيري وغيرها، على مختلف البحور والأوزان والتفاعيل، وسيتم اختيار نخبة خبراء الشعر الشعبي والُنقّاد من كل بلد عربي من الأسماء المشهورة واللامعة لتقوم بعملية التحكيم. ويتوقع أن تكون هناك سيدات في لجان التحكيم الفرعية، وبات من المؤكد مشاركة شاعرة سورية في لجنة تحكيم سورية، هي الشاعرة المميزة الجازية عبدالشيخ علي، وشهد لها شعراء سورية بالكفاءة والمقدرة، وكذلك الشاعرة شاهة القضاة من الأردن، كما يتوقع أن تكون هناك مسابقة أكبر، تبدأ بعد شهر رمضان المقبل، ذات فرعين الأول للشاعرات والآخر للشعراء، وتصل جائزتها إلى خمسة ملايين دولار. الممولون للجائزة رجال أعمال سعوديون هنا في"الحياة"كنت كتبت قبل عام ونصف العام تقريباً، أحث رجال الأعمال والقنوات الفضائية على الاستثمار في الشعر والثقافة، وقلت إنني أتوقع لمثل هذا التوجه نجاحاً ساحقاً لا يقل أهمية وإثارة عن القضايا السياسية والفنية والرياضية، لكن بصراحة لم يخطر ببالي أن تصل المسألة إلى هذا الحد، وأُعبّر عن ذهولي الشديد مما يُحدث. هل تعتقدون أن هناك إمكاناً لاستعادة المال الذي يتم ضخه في مسابقات الشعر الشعبي؟ أنا شخصياً لا أعتقد، خصوصاً مع كثرة المسابقات وكثافتها ما يشتّت جهود الجماهير في التصويت. والسؤال الذي يفرض نفسه هو: ما الهدف من ضخ كل هذا الأموال وما المصلحة في ذلك؟ أتمنى أن يوضع في الاعتبار أن يسهم الشعر الذي يتم طرحه وتقديمه في تنوير المجتمع وتثقيفه ويخدم القيم والمثل الإنسانية العليا وأن يشكل حركة تنوير ولا يكرّس العادات المتخلفة والفكر الأمي بسلبياته الكثيرة كما حدث في شاعر المليون، كما أني أحث الشعراء المثقفين والمجددين على خوض التجربة وفرض أصواتهم والا ينهزموا أمام طوفان الهياط الشعبي الذي يعتمد على إعادة تدوير القصائد المشهورة وسرقة التجارب الشعرية المميزة بطريقة لا تخلو من الدهاء مع إعادة صياغتها وتصنيعها بشكل مختلف حتى تحوّل كثير من"المهايطية"إلى ورشات شعبية متنقلة للعبث والسرقة والقص واللزق، وكثير من الشعراء الذين يملأون الفضائيات لم يأتوا بجديد، ومع ذلك يعتبرون مبدعين واستفادوا أكثر من كل الشعراء العظماء منذ أن كان الشعر حتى يومنا هذا. في مسابقة شاعر الشعراء يؤكدون أهمية اختيار الأفضل، وأهمية أن يتم تقديم التجارب المشرفة، نتمنى أن تتحقق طموحاتهم، فأنا شخصياً أعول على السعوديين في تقديم الأفضل سواء من الممولين أو النقّاد والشعراء والجمهور والصحافة الشعبية.