بلغ عدد الحاصلين على شهادة الثانوية العامة لهذا العام 310280 طالباً وطالبة، تحصّل نحو 75454 منهم على نسبة 90 في المئة فأكثر، في حين بلغ عدد الحاصلين على نسبة 80 في المئة فأكثر نحو 120046 طالباً وطالبة، بحسب إحصاء صادر عن وزارة التربية والتعليم. وبالنظر إلى شروط الجامعات السعودية التي تشترط حصول الطالب والطالبة على نسبة 90 في المئة كحد أدنى للالتحاق بالتخصصات التي تحتاجها سوق العمل، فإن نحو 70 في المئة من الخريجين لن يدرسوا في التخصصات العلمية والتطبيقية في الجامعات والكليات الأهلية والحكومية التابعة لوزارة التعليم العالي. وتشترط الكليات الطبية والهندسية في الغالب على راغبي الالتحاق فيها الحصول على نسبة لا تقل عن 94 في المئة، فضلاً عن أن الطلاب ال 75454 يمثلون أقل من ربع الخريجين. وطبقاً لإحصاء صادر عن وزارة التعليم العالي للفصل الدراسي الأول من العام الدراسي 1427 - 1428ه، فإن نسبة عدد المقبولين من السعوديين في الجامعات والكليات التابعة للوزارة إلى عدد الخريجين والخريجات من الثانوية بلغت 36 في المئة، في حين جاءت نسبتهم 52 في المئة في مؤسسات التعليم العالي الأخرى، وهي كليات المعلمين وكليات البنات والمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني والكليات والمعاهد الصحية، إضافة إلى معهد الإدارة العامة والكليات الصناعية والجامعية في الهيئة الملكية. وعليه، فإن نحو 12 في المئة من خريجي وخريجات الثانوية السعوديين في العام الماضي وعددهم 230 ألفاً لم يجدوا مقاعد دراسية، علماً بأن عدد المقاعد الدراسية المتاحة في جميع المؤسسات التعليمية بلغ 211 ألف مقعد، بقي منها 8811 مقعداً شاغرة، بحسب الإحصاء الذي شمل البنين والبنات. وعلى رغم غياب إحصاء دقيق عن الطاقة الاستيعابية للمؤسسات التعليمية لهذا العام، إلا أنها وإن زادت ستبقى مقاربة للعام الماضي 211 ألف مقعد، ما يعني أن نحو ثلث الخريجين والخريجات الذين زاد عددهم هذا العام نحو 70 ألفاً عن العام الماضي، لن يجدوا مقاعد دراسية، حتى مع الزيادة في عدد المقبولين التي أعلنتها بعض الجامعات السعودية هذا العام. جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كانت أكبر المعلنين عن عملية التوسع في أعداد المقبولين، إذ أكد مديرها الدكتور سليمان أبا الخيل أن الجامعة ستضاعف أعداد المقبولين في قسمي الرياضيات والفيزياء في كلية العلوم، مع عزمها على افتتاح أقسام أخرى في الكلية مستقبلاً. وأوضح في خبر منشور على موقعها أن كلية الطب، التي وافق المقام السامي على إنشائها في الجامعة، خصص لها 16 قسماً، وتعمل"الإمام"الآن على وضع الخطط المتعلقة ببدء الدراسة فيها وتجهيز موقع المستشفى الجامعي. وفي حين بلغ مجموع من قبلتهم الجامعة العام الماضي 7010 طلاب وطالبات بحسب ما جاء في إحصاءات وزارة التعليم العالي، أوضح أبا الخيل أن الجامعة ستقبل هذا العام أكثر من 15 ألف طالب وطالبة في جميع البرامج التعليمية والتدريبية التي تقدمها، مشدداً على ضرورة التوسع في التعليم المسائي الموازي وفق ضوابط وشروط. وتحدث رئيس اللجنة التعليمية في مجلس الشورى الدكتور خضر القرشي عن هذا الإحصاء، وقال في اتصال مع"الحياة":"ينتظر أ يكون المسؤولون عن التخطيط للتعليم في السعودية وضعوا في تقديرهم أن يكون جميع خريجي الثانوية من البنين والبنات لهم مؤسسات تستوعبهم، كل بحسب إمكاناته". وقسّم القرشي شكل استيعاب المؤسسات التعليمية لخريجي الثانوية على أربعة أشكال أولها:"يجب أن يضمن الطالب المؤهل أكاديمياً مقعداً في الجامعة في التخصص الذي يريده، في حال انطبقت عليه شروط الالتحاق به، فلتخصص الطب متطلبات تختلف عن الهندسة، وهكذا في بقية الأقسام". أما حول من لا تنطبق عليهم الشروط، فرأى رئيس اللجنة العلمية في"الشورى"، أن"على كليات التقنية والمعاهد الفنية استيعابهم ليتخرجوا فنيين مؤهلين في عدد من القطاعات، لأن البلد في حاجة إليهم لاسيما أن لدينا في السعودية نحو 7 ملايين أجنبي معظمهم في تخصصات فنية". وأضاف:"أما من لا تنطبق عليهم شروط الالتحاق بهذه المعاهد والكليات، فعلى المؤسسات العسكرية أن تستقطبهم، أو أن يوفر لهم عمل يقبل المؤهل الثانوي كحد أدنى"، محذراً من بقاء الخريجين من دون عمل أو دراسة، نظراً إلى أن هذا الأمر"يجعلهم صيداً سهلاً لدعاة الفساد السلوكي والفكري". وأوصى القرشي في المقابل بعدم المبالغة في أعداد المقبولين في المؤسسات التعليمية فوق طاقتها الاستيعابية، لافتاً إلى أن في ذلك تأثيراً سلبياً في جودة التعليم العالي، متمسكاً بضرورة التنسيق"الكبير"بين مؤسسات التعليم ووزارة التعليم العالي بشكل دائم.