كسبت الكرة السعودية مكاسب عدة من مشاركتها الحالية في نهائيات كأس أمم آسيا 2007، ببروز أكثر من موهبة شابة لفتت الأنظار إليها ونالت الإعجاب، وقدمت موهبتها بقوة في المحفل القاري الكبير، لتثبت للجميع جدارتها بارتداء شعار"الأخضر"وتمثيله خير تمثيل في البطولة الآسيوية، ومن أبرز وأميز هذه المواهب الشابة الواعدة موهبة المدافع الصلب أسامة هوساوي، قائد الدفاع السعودي الجديد ونجمه المميز، الذي قدم مستويات أدائية رائعة في اللقاءات الأربعة الماضية، وكان سداً منيعاً أمام مهاجمي المنتخبات المنافسة، وصخرة دفاعية سمراء تفتتت عليها الهجمات. وأبدع هوساوي كثيراً في مواجهات الدور التمهيدي من البطولة الآسيوية، ونجح في إيقاف زحف أخطر المهاجمين وأشهر الهدافين، في منتخبات كوريا الجنوبية وإندونيسيا والبحرين، ثم واصل تألقه وإبداعه في المواجهة القوية أمام أوزبكستان في الدور ربع النهائي من الاستحقاق الآسيوي الكبير، وأسهم في تأهل"الأخضر"إلى الدور نصف النهائي وملاقاة"الكومبيوتر"الياباني اليوم، في أقوى المواجهات وأصعب التحديات بين أفضل منتخبين في القارة الآسيوية، اللذين سيطرا على اللقب الغالي في ربع القرن الأخير. واستحق هوساوي عبارات التقدير والثناء والمديح والإطراء التي تلقاها أخيراً من النقاد والمحللين والرياضيين في كل مكان، بعدما تحمل عبء الدفاع السعودي وكان نجماً فوق العادة، على رغم خبرته الرياضية القليلة، إذ أبهر الجميع بإمكاناته الفنية العالية وقدراته البدنية الهائلة، وهدوئه وثباته وعدم استعجاله أو ارتباكه في إبعاد الكرة، وشجاعته الدائمة في مواجهة المهاجمين والقضاء على خطورتهم. ويتميز أسد الدفاع السعودي أسامة هوساوي بقدرته البارعة على التحكم في الكرة وإبعادها عن منطقته الدفاعية بكل تميز ومثالية، وبأداء رجولي نظيف من دون خشونة متعمّدة، كما يفعل بعض المدافعين الآخرين، وهو صمام الأمان في دفاع"الأخضر"، والمدافع الكبير الذي يتطور مستواه الفني من مباراة لأخرى، وبدأ الكثيرون في الوقت الراهن يضعونه في خانة المدافع الأول في الملاعب السعودية. ومن المفارقات الغريبة، أن أسامة هوساوي ابن ال?23 عاماً ولد في الإمارات العربية المتحدة، عندما كان والده يعمل هناك، ثم مارس معشوقته كرة القدم في أحياء مكةالمكرمة بعد العودة إلى السعودية، قبل أن يسجّل في فريق الوحدة في فئة الناشئين، ولم يكن متألقاً في بداياته، وحتى بعد صعوده إلى فريق شباب"الفرسان"ومنه إلى الفريق الأول، بسبب لعبه في خانة الظهير الأيمن تارة والمحور تارة أخرى، لينجح المدرب التونسي السابق لطفي البنزرتي في إعادته إلى قلب الدفاع واكتشاف موهبته، بعدما وجد فيه كل مقومات المدافع العصري، ومن ذلك الحين أبدع هوساوي في مركزه الجديد، وثبّت أقدامه بين زملائه المدافعين وحل المشكلة التي ظل يعاني منها الفريق لسنوات طويلة. ويحظى هوساوي حالياً بشعبية جارفة في الأوساط الوحداوية، التي ترى أنه من أجمل الهدايا التي قدمها الوحدة إلى الوطن الغالي في الأعوام الأخيرة.