لم يتوقع المدافع الدولي أسامة هوساوي (25) عاماً أن يسحب بساط التألق والنجومية من أول عام مع فريقه الجديد الهلال، وأن يتوج بلقب أفضل لاعب سعودي لعام 2009 بناء على اختيار الخبراء في الكرة السعودية له من خلال الاستفتاء السنوي الذي أقامته «الحياة» وأعلنت أخيراً نتائجه النهائية، وهو الذي تعاقد معه الهلاليون لسد ثغرة المدافع البرازيلي السابق تفاريس وسط مخاوف جماهيرية زرقاء من تجربة اللاعب وفشله نظراً لصعوبة المهمة التي جاء من أجلها، ولكن ابن مكة هوساوي تفوق على نفسه قبل أن يتفوق على بقية النجوم الأفذاذ في الكرة السعودية في خطي الوسط والهجوم، وحاز على لقب نجم الدوري السعودي ب14 صوتاً من أصوات النقاد والمحللين، وسط منافسة شديدة ومطاردة قوية من قائد فريق الاتحاد محمد نور الذي حصل على 12 صوتاً خلف هوساوي. وخطف قيصر الدفاع الهلالي وصخرته السمراء أسامة هوساوي الأنظار إليه من بداية مشواره مع الأزرق، وقاد دفاع الزعيم بكل جدارة واقتدار في منافسات الموسم الكروي، وأبدع كثيراً في مباريات فريقه سواءً في الاستحقاقات المحلية أو في دوري أبطال آسيا، ما أعاد الهيبة والثقة لدفاع الهلال، ونجح هوساوي في تجربته الاحترافية الجديدة نجاحاً باهراً، وبات يُمثل العلامة الفارقة في الجدار الدفاعي الأزرق، واللاعب المميز الذي تتفاءل الجماهير الهلالية كثيراً عند رؤيته يقود الدفاع بكل تميز وإبداع، كما واصل هوساوي نجاحه مع المنتخب السعودي الأول من خلال مشاركته معه في التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا 2010، وكان من أبرز وأميز اللاعبين روعة في الأداء وثباتاً في المستوى حتى آخر لقاء أمام كوريا الشمالية في الرياض. ويمتلك المدافع السعودي الأول أسامة هوساوي مقومات المدافع العصري المتكامل من بنية جسمانية قوية وقدرات بدنية وإمكانات فنية وموهبة كروية من أعلى طراز، وصلابة دفاعية ويقظة دائمة وهدوء وثبات، وقدرة كبيرة على التعامل مع الهجمات المضادة وإيقاف زحف المهاجمين تجاه مرمى فريقه، ويُجيد اللاعب ميزة الارتقاء العالي وتصويب الكرات الرأسية في حال الكرات الثابتة لمصلحة فريقه، وقد أحرز بعض الأهداف بهذه الطريقة ومن أهمها وأبرزها هدفه في مرمى فريقه السابق الوحدة في الدور ربع النهائي من مسابقة كأس ولي العهد السعودي التي حقق لقبها فريقه الهلال، وهدفه في مرمى سبا باتري الإيراني في مستهل مشوار فريقه في دوري أبطال آسيا التي ودعها من أمام أم صلال القطري، كما يتمتع اللاعب بالأخلاق العالية والتعامل الراقي مع الجميع، والابتسامة الدائمة التي لا تفارق محياه، والانضباط في حياته العامة داخل النادي وخارجه. وشق هوساوي المولود في إمارة رأس الخيمة في الإمارات العربية المتحدة في 31 آذار (مارس) من عام 1984 حيث كان والده يعمل معلماً هناك طريقه إلى عالم الإبداع والأضواء والنجومية من خلال فريق الوحدة الذي بدأ معه مسيرته الرياضية من خلال فريق الناشئين ثم الشباب ليصقل موهبته المدرب المصري الراحل محمد علي «يرحمه الله»، وعندما صعد للفريق الأول منحه المدرب التونسي لطفي البنزرتي فرصة المشاركة أساسياً في معسكر الفرسان في سورية وثبّته في مركز قلب الدفاع بعدما كان تائهاً بين الظهير الأيمن والمحور، لتبدأ رحلة اللاعب الحقيقية مع البروز والتألق والتميز والتوهج الكروي، ويصل لصفوف المنتخب السعودي ويحجز مكانه أساسياً في الكتيبة الخضراء منذ كأس آسيا 2007، ومن يومها أصبح هوساوي محط أنظار الأندية الكبيرة التي فاوضته رسمياً للتعاقد معه، وكان اللاعب قاب قوسين أو أدنى من التوقيع لفريق الاتحاد قبل أن تفشل الصفقة في لحظاتها الأخيرة، لينجح الهلال في حسم الأمور لمصلحته في أيار (مايو) 2008 عن طريق لجنة الاحتراف وعبر المظاريف السرية في مقابل 12 مليون ريال حصة الوحدة واللاعب معاً، ويُلقب اللاعب ببعض الألقاب في الوسط الرياضي ومن أبرزها «الجنرال» و«القيصر» و«أبو كلبشة».