نجح مدافع المنتخب السعودي المميز أسامة المولد (26 عاماً) نجاحاً كبيراً في قيادة الدفاع السعودي في دورة خليجي 20 التي تقام هذه الأيام في اليمن، وتألق اللاعب بشكل لافت بالنظر في مواجهات «الأخضر» الثلاث في الدور التمهيدي أمام اليمن والكويت وقطر، وأعطى الجدار الخلفي في كتيبة الصقور الخضر دعامة قوية وصلابة دفاعية ومتانة جسدية حطمت محاولات المنافسين الهجومية، وتكسرت عليها آمال الهدافين في زيارة الشباك السعودية، ولم يكتف المدافع العملاق بمهمة الدفاع عن مرماه والقضاء على خطورة المهاجمين بل تجاوز ذلك إلى مهمة إحراز الأهداف وصناعتها أيضاً، إذ سجل اسمه في لوحة الشرف للدورة بإحرازه أول هدف في البطولة في شباك المستضيف منتخب اليمن، وجهّز كرة الهدف التي تعادل عن طريقها المنتخب السعودي مع المنتخب القطري في الدقائق الأخيرة، وهو الهدف الذي صعد بالأخضر إلى الدور نصف النهائي، وأقصى العنابي من البطولة رسمياً. وأبدع المدافع الصلب أسامة المولد المولود في 26 أيار (مايو) 1984 في الدورة، وسطّع في سماء النجومية، وقدم أداءً مميزاً ثابتاً طوال المواجهات الكروية، ولعب بهدوء تام وثقة عالية في النفس، وتعامل بشكل ممتاز مع كل الكرات الشاردة والواردة الهوائية والأرضية التي تصل لمناطق الأخضر الدفاعية، ما أدخل الأمان والاطمئنان في قلوب الجماهير السعودية التي تابعت مباريات الدورة وسعدت بنتائج الأخضر، وتأهله إلى الدور نصف النهائي كطرف ثانٍ من المجموعة الأولى. ويمتلك المدافع المدفعجي أسامة المولد بنية جسمانية قوية، وإمكانات دفاعية من أعلى طراز، ويجيد تغطية منطقته الخلفية بكل تألق ومثالية في الأداء وروعة في العطاء، ويتعامل أولاً بأول مع كرات المهاجمين من غير فلسفة زائدة أو ثقة مفرطة قد تؤدي إلى حدوث أخطاء قاتلة تسهم في خسارة منتخب بلاده، إضافة إلى قدرته العالية على التسديد المركز من مسافات بعيدة، والارتقاء الرائع وتصويب الكرات الرأسية في حال عكسها، سواءً من الأخطاء الجانبية أو الركلات الركنية كما حدث في مواجهة اليمن بعد تمركزه الصحيح واستغلاله لتمريرة تيسير الجاسم في الدقائق الأولى وإيداعها الشباك اليمنية وسط غفلة المدافعين في الملعب، ودهشة الجماهير الكبيرة والغفيرة في المدرجات. وشق المدافع المتألق أسامة المولد طريقه إلى عالم الأضواء والنجومية بسرعة الصاروخ، إذ كتب شهادة ميلاده في عالم التألق والإبداع منذ لحظة تسجيله في الكشوفات الرسمية لناديه الاتحاد، من خلال درجة الناشئين ثم صعد لفئة الشباب، وكان واحداً من أبرز وأميز المدافعين الشبان الذين قدمتهم الكرة السعودية في الأعوام الماضية، ونال شرف تمثيل المنتخبات الوطنية السنية مبكراً، وأسهم في حصول الأخضر الشاب على كأس آسيا 2002 في قطر، ولعب معه في مونديال كأس العالم للشباب في الامارات، كما مثّل المنتخب الأول في العديد من المشاركات القارية والعالمية، وأحرز هدفاً تاريخياً لا ينسى في شباك المنتخب الإيراني في طهران إبان التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة لكأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا حسم النقاط الثلاث لمصلحة الأخضر من أمام 120 ألف متفرج.