نجح مدافع المنتخب السعودي المتميز أسامة المولد (26 عاماً) أول من أمس في حسم أهم المواجهات الكروية للأخضر في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم التي ستقام في جنوب أفريقيا 2010، وقاده للحصول على أغلى ثلاث نقاط في مشواه الصعب، عندما تألق في إحرز الهدف الثاني بتسديدة رأسية على طريقة كبار الهدافين في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء كانت كفيلة بتحقيق الانتصار الغالي على منتخب إيران على أرضه وبين جماهيره، في المواجهة الكروية التي أقيمت بينهما في ملعب أزادي الشهير في العاصمة الإيرانيةطهران وسط حضور أكثر من 120 ألف متفرج، ليطير الأخضر بأهم انتصار ويعود للأراضي السعودية بأغلى ثلاث نقاط أعادته مجدداً إلى ساحة المنافسة على صدارة المجموعة مع الكوريتين الشمالية والجنوبية. وأبدع المدافع الصلب أسامة المولد كثيراً في لقاء الأمس وأغلق المناطق الخلفية مع بقية المدافعين أمام الهجوم الإيراني، وسد خانة المدافع المصاب ماجد المرشدي وكان خير خلف لخير سلف، ولعب بهدوء تام وثقة عالية في النفس وتعامل بشكل ممتاز مع كل الكرات الشاردة والواردة الهوائية والأرضية التي تصل لمناطق الأخضرالدفاعية، ما أدخل الأمان والاطمئنان في قلوب الجماهير السعودية التي تابعت اللقاء بقلق وترقب كبيرين لأهمية النقاط الثلاث وتحديدها لمصير الأخضر في مشواره في التصفيات الآسيوية قبل أن يفجر المولد قنبلة الفرح في الوقت الحاسم ويحسم الأمور رسمياً ويعلن انتصار المنتخب السعودي للمرة الأولى في تاريخه على إيران في طهران. ويمتلك المدافع المدفعجي أسامة المولد بنية جسمانية قوية وإمكانات دفاعية من أعلى طراز، ويجيد تغطية منطقته الخلفية بكل تألق ومثالية في الأداء وروعة في العطاء، ويتعامل أولاً بأول مع كرات المهاجمين من غير فلسفة زائدة أو ثقة مفرطة قد تؤدي إلى حدوث أخطاء قاتلة تسهم في خسارة فريقه، إضافة إلى قدرته العالية على التسديد المركز من مسافات بعيدة، والارتقاء الرائع وتصويب الكرات الرأسية عند الكرات العكسية سواءً من الأخطاء الجانبية أم الركلات الركنية كما حدث في مواجهة الأمس بعد تمركزه الصحيح واستغلاله لعكسية عبده عطيف وإيداعها الشباك الإيرانية وسط غفلة المدافعين في الملعب والجماهير الكبيرة والغفيرة في المدرجات. ويعتبر أسامة المولد واحداً من أبرز وأميز المدافعين الشبان الذين قدمتهم الكرة السعودية في الأعوام الماضية. وكتب ناديه الاتحاد شهادة ميلاده في عالم التألق والإبداع من لحظة تسجيله في الكشوفات الرسمية، وسبق له تمثيل المنتخبات الوطنية السنية، وأسهم في حصول الأخضر الشاب على كأس آسيا 2002 في قطر، ولعب معه في مونديال كأس العالم للشباب في الإمارات، كما مثل المنتخب الأول في العديد من المشاركات القارية والعالمية، ويحظى اللاعب بشعبية جماهيرية كبيرة في أوساط ناديه الاتحاد، خصوصاً بعدما أسهم في حسم بعض البطولات المحلية والخارجية لناديه، ولا يزال هدفه في مرمى الهلال قبل موسمين في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين في الرياض عالقاً في أذهان الجماهير الاتحادية التي تعتبره من الذكريات الجميلة التي من المستحيل أن تنساها لأمد بعيد.