نجح المنتخب السعودي لكرة القدم في استعادة هيبته في النهائيات الآسيوية، وأكد من خلال وصوله إلى نصف النهائي أن ما تعرض له في البطولة السابقة في الصين كان مجرد كبوة جواد. فقد عاد"الأخضر"للمنافسة في البطولة الحالية بأسماء جديدة ثبتت أقدامها في التشكيلة، وربما تستمر في صفوفه سنوات عدة كون، متوسط أعمار اللاعبين لا يتجاوز الثانية والعشرين، ما يعني أن المستقبل ينتظر نجوم الكرة السعودية للإعداد جيداً لكأس العالم 2010. منح الاتحاد السعودي المدرب الجديد البرازيلي هيليو سيزار دوس آنغوس الصلاحيات الكاملة لبناء منتخب قوي يضم عناصر جديدة تدعم صفوفه في السنوات المقبلة، لا سيما أن فشل مواطنه ماركوس باكيتا عزز هذه النظرية بعد إخفاق"خليجي 18"، فضلاً عن عدم الظهور بالمستوى المطلوب في نهائيات كأس العالم في ألمانيا عام 2006. وعلى رغم قصر الفترة التي فصلت بين مجيء آنغوس إلى السعودية وانطلاقة كأس آسيا، فإنه فاجأ الجميع باختيار أكثر من سبعة لاعبين جدد للعب في القائمة الأساسية، إضافة إلى أن معظم الاحتياطيين هم من الأسماء الجديدة أيضاً. ومن الممكن اعتبار المنتخب السعودي الحالي أنه"كتيبة"آنغوس، لأنه جازف في وقت ضيق باختيار الجيل الجديد. وقدم المدرب للمرة الأولى حارساً أنسى الجمهور السعودي أخبار عودة حارس القرن في آسيا محمد الدعيع بعد كل إخفاق، إذ نجح في جعل حارس النادي الأهلي ياسر المسيليم واحداً من نجوم البطولة الآسيوية.وفي خط الدفاع، اختار آنغوس أسماء تشارك مع"الأخضر"للمرة الأولى في بطولة كبيرة مثل كأس آسيا، فزج بثلاثة مدافعين في القائمة الأساسية هم كامل الموسى ووليد عبدربه وأسامة هوساوي، وأعاد أحمد البحري من جديد للمشاركة أساسياً، بعد أن أبعد عن المنتخب في دورة الخليج الماضية. وأثارت مشاركة خط كامل من خطوط المنتخب من دون عنصر الخبرة جدلاً واسعاً قبل البطولة، ولكن خفت وطأة الانتقادات بعد بلوغ الدور الثاني، لتعود ولو بخجل بعد مباراة أوزبكستان في ربع النهائي، إذ أكد بعض النقاد أن الدفاع السعودي هو أضعف الخطوط ويفتقد عامل الخبرة، ولكن أعضاء الجهازين الفني والإداري للمنتخب لديهم رأي آخر. وأعاد آنغوس النجومية من جديد للاعب النادي الأهلي تيسير الجاسم، الذي عاش أسوأ مراحله مع المنتخب تحت إشراف باكيتا، بعد أن قدمه المدرب الأرجنتيني السابق غابرييل كالديرون في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2006، وتألق الجاسم وسجل هدفين رائعين أمام البحرين، وكاد يسجل في مرمى أوزبكستان أكثر من مرة لولا سوء الطالع. ولكن المدرب قدم في هذه البطولة نجماً مهارياً على غرار اللاعبين الكبار في السعودية، من أمثال محيسن الجمعان نجم حقبة الثمانينات الذي أسهم في الفوز باللقب عام 1984 وهو عبدالرحمن القحطاني، فذكر الجماهير بالجمعان لتشابه الأسلوب والانطلاقة والتسديد من خارج المنطقة. وشكل عبدالرحمن القحطاني الذي تمت إعارته من الاتفاق إلى الاتحاد هذا الموسم ثقلاً كبيراً في الوسط، وسجل هدفاً في مرمى البحرين هو الأول له مع المنتخب، وصنع أكثر من فرصة لزملائه، آخرها لياسر القحطاني الذي سجل الهدف الأول ضد أوزبكستان.