جاء فوز الفريق الاتحادي ببطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين نتاج عمل جبار قام به الاتحاديون، لتهيئة الفريق لكسب البطولة، فالاستعداد لتحقيق هذه البطولة بدأ عقب خسارة الفريق للبطولة كأس ولي العهد أمام الأهلي. فالاجتماعات الاتحادية تواصلت، من أجل تجهيز اللاعبين وتهيئتهم من أجل تجاوز تبعات هذه الخسارة، وتم إغلاق التدريبات حتى موعد المباراة النهائية من أجل ألا يتعرض اللاعبون لضغوط نفسية من الجماهير الغاضبة من الخسارة، وبالفعل تم إعداد الفريق بشكل جيد أهّله لانتزاع الوصافة بعد فوزه على فريقي الشباب والفيصلي وتعادله مع فريق الأهلي، ليأتي في المركز الثاني وينتظر الفائز من لقاء الوحدة والشباب والذي جاء لمصلحة الوحدة في المربع الذهبي ليتوجه الفريقان في"دربي"تاريخي شهد أحداث دراماتيكية ومباراة ماراثونية لم تحسم إلا في الشوط الإضافي الثاني لمصلحة الاتحاد لتعلن تأهل"العميد"إلى النهائي الثالث له هذا الموسم، وكمباراة الفرصة الأخيرة للفريق لإنقاذ موسمه وإرضاء جماهيره التي على رغم غضبها من خسارة البطولتين إلا أنها ساندته بقوة في مباراة المربع الذهبي. بداية التجهيز للمباراة النهائية لم تكن عادية، فالاتحاديون أرادوا قبل بداية الاستعداد تأدية مناسك العمرة بشكل جماعي وبعد العمرة استضافهم قائد الفريق اللاعب محمد نور في منزله في حفل عشاء حضرته الإدارة الاتحادية وعدد من محبي النادي. ثم بدأت المرحلة الأولى من الإعداد على ملعب النادي في جدة، وأدى خلالها اللاعبون ثلاث تدريبات قبل أن يتوجهوا إلى مدينة الرياض بعد أن تشاور رئيس النادي والمدرب من أجل أن يتعود اللاعبين على أجواء العاصمة، وتم التنسيق مع إدارة نادي الشباب لكي يؤدي الفريق تدريباته على ملعبه، حيث أبدت الإدارة الشبابية ترحيباً كبيراً بنادي الاتحاد في ظل العلاقات المتينة التي تربط جميع الأندية السعودية. كما تم تحديد الدور الخامس في فندق الأنتركنتيننتال مقراً لمعسكر الفريق، وتم التشديد على اعتباره منطقة محظورة على غير اللاعبين الدخول إليها مهما كانت الأسباب، وأجرى الفريق تدريبين على ملعب نادي الشباب، فيما كان التدريب الأخير على ملعب الملك فهد الدولي والذي حرص خلاله مدرب الفريق على عدم الكشف عن هوية تشكيلته التي سيخوض بها المباراة خوفاً من العيون الهلالية. التهيئة النفسية الجيدة التي أعد بها لاعبو الاتحاد بإشراف من مدير الفريق اللاعب السابق حسين الصادق والإداري حامد البلوي ومتابعة رئيس النادي كان لها انعكاسها الواضح على اللاعبين في المباراة فاختفت العصبية الزائدة، وكان هدوء اللاعبين هو السائد، حتى في الوقت الذي كان الفريق الهلالي متقدماً بالنتيجة كان الفريق الاتحادي واثقاً من قدراته على تعديل النتيجة والفوز بالمباراة. ولا يمكن إغفال الدور الكبير للجماهير الاتحادية التي زحفت خلف فريقها من مدن المملكة كافة في أكبر حضور لجمهور اتحادي في ملعب الملك فهد الدولي.