يزداد الإقبال في هذه الفترة على المكتبات، ليس لشراء أدوات القرطاسية التي يجهزها الطلبة والطالبات لفترة الاختبار فقط، بل لشراء الملخصات التي يقوم بإعدادها معلمون ومعلمات في المدارس... وقالت فاطمة آل عبداللطيف:"تتراوح أسعار الملخصات بحسب كثافة المادة الموجودة فيها، فقد تبلغ ثلاثة ريالات، كما قد تصل إلى 30 ريالاً، ولكن المشكلة تكمن في حاجة بعض الطلبة إلى الكثير من الملخصات، خصوصاً في القسم العلمي"، وتتساءل:"أين هو دور المعلمين والمعلمات في الفصل الدراسي، إذا كان اعتماد الطلبة على الملخصات؟ وهل يقتصر دور المعلمين والمعلمات على سرد الدرس من دون التأكد من الفهم الصحيح والاستيعاب الكامل؟". وألمحت نهى محمد إلى أنه"في السابق كانت توزع الملخصات على الطلبة مع أوراق للمراجعة، من دون أن يضطر الطلبة لدفع ريال واحد، فالكل مستفيد، وهذا واجب المعلم الذي يتقاضى راتبه من الوزارة في مقابل عمله، فلماذا السعي الحثيث للكسب من وراء الطالب وأهله الذين هم على أتم الاستعداد لدفع أي مبلغ في مقابل نجاح أبنائهم؟"وتضيف نهى:"ما زال هناك معلمون يقومون بتوزيع الملخصات على الطلبة، ولا يسعون للكسب المادي، بل يكون غرضهم الفائدة التي تعود على الطلبة من الملخص". من جانبها، أشارت فاتن الحسن إلى أن"حاجة الطلبة الماسة للتلخيص المعد من المعلمين والمتوافر في المكتبات، يدل على ضعف القدرة التعليمية للمعلم، فعدد من المعلمين ما زالوا يلخصون للطلبة كل درس بعد الانتهاء منه على ورقة، ويقوم الطالب أو الطالبة بإلصاق تلك الورقة على الدرس الأصلي، ثم يقومون بمذاكرتها في فترة الاختبارات من دون التطرق للدرس الأصلي في الكتاب". وتقول إن عمليه إعداد التلخيص وبيعه ما هي إلا استغلال لحرص الطلبة وأهلهم على النجاح، وأود أن اسأل:"هل تسمح الوزارة للمعلمين بأن يعدوا الملخصات ويبيعونها للطلبة؟". من جانبه، يقول محمد الصالح:"انتشرت فكرة الملخصات انتشاراً كبيراً، فلا تكاد الطالبة تشتري ملخص مادة، حتى تطالب بشراء ملخص غيره لمادة أخرى، وعلينا أن نستجيب لهذه الطلبات من أجل نجاحهم، فبعض الملخصات يباع في المكتبات، والبعض الآخر يباع في المدارس، أو تقوم المعلمة بتسليمه لإحدى الطالبات لتقوم بنسخه لطالبات صفها، مع العلم بأن المدارس لا تخلو من الأوراق ومن آلات النسخ". ويضيف عبدالله ناجي قائلاً:"هناك مدارس تنظم"فصول تقوية"للطلبة، من دون طلب مبلغ مادي من أولياء الأمور، فإن كان الطلبة والطالبات بحاجة لفصول تقوية، فلماذا لا يتم تطبيقها في مدارس البنات أيضاً؟ ولو بوضع حصة إضافية على الجدول كل أسبوع، تتسلمه المعلمات ويتقاسمنه بينهن، فالتلقي من المعلمة مباشرة أفضل من النظر إلى الملخصات التي تقلص الكتاب المدرسي بشكل كبير، ويعتمد عليها الطلبة في الاختبار، ولا يكلفون أنفسهم النظر في المنهج الذي يكلف الدولة مبالغ طائلة في إعداده وطبعه، أيضاً برامج التقوية في المدارس تريح أولياء الأمور من الدروس الخصوصية التي تستنزف الموازنة". وأوضح مصدر مطلع"أن نظام التعليم ينص على ألا يتقاضى المعلم أي مبلغ مادي من الطلبة في مقابل درس خصوصي، أو ملخص للمادة، ومن الخطأ أن يقول المعلم للطلبة تتم الدراسة للاختبار من الملخص فقط، وهذا خطأ فادح يرتكبه المعلم ويتبعه فيه الطالب أيضاً، خصوصاً في الصف الثالث الثانوي، لأن من يضع الأسئلة التي هي بالطبع على مستوى المملكة لا يتقيد سوى بالكتاب المعد من الوزارة، من دون أن يلتفت إلى ملخصات المعلمين". وأكد المصدر نفسه"أن الدراسة من الكتاب أعم واشمل، وهناك الكثير من الطلبة والطالبات صدموا من الأسئلة الموجودة في ورقة الاختبار، التي من بينها أسئلة لم يكن لها وجود في ملخص المعلم، كما أن بعض المعلمين يعدون الملخصات للطلبة بالمقابل". وأشار إلى"رصد حالات يقوم فيها المعلم بحث الطلبة على الدراسة من الملخص، في حين يوجد سؤال في الاختبار موجود في الكتاب وليس في الملخص، وفي هذه الحالة إذا ثبت ما قاله المعلم في الملخص الذي أعده، تتولى إدارة المدرسة الأمر، فيتم إلغاء السؤال وتوزيع درجاته على بقية الأسئلة".