فيما وصف عدد من المهندسين المعماريين السعوديين، طرق إعداد المهندس المعماري أثناء دراسته بالفاشلة، وذلك لما تعمد إليه الجامعات والكليات المتخصصة في مجال الهندسة المعمارية في السعودية من عدم تعريضهم لمهام عملية"فعلية"في ميدان العمل. نفى وكيل كلية العمارة والتخطيط للشؤون الإدارية الدكتور صالح الفوزان هذا الوصف، مبدياً استغرابه من هذه الاتهامات التي أدلى بها بعض المهندسيين المعماريين ممن تخرجوا من كلية العمارة والتخطيط. وكان مهندوسون معماريون عدة، لخصوا قصور إمكاناتهم في حال خروجهم بعد التخرج إلى سوق العمل إلى عدم احتكاكهم بالسوق المحلية والجهات المنظمة، وهو ما أدى إلى وضع المعماري في عزلة سلبية، فصلته عن الواقع، وضربت به في مدارات الفشل. يقول خريج الهندسة المعمارية بدر المطيري:"يعيش المهندس المعماري في قالب أكاديمي بحت، حتى إذا ما تخرج اكتشف أنه لا يكاد يجيد شيئاً في الواقع العملي". ويرى أن معرفة ميدان العمل، خصوصاً قطاع الأعمال الخاصة مهم جداً،"إذ نجد توجهاً من المهندسين السعوديين للقطاع الحكومي، على رغم قلة الحوافز، بسبب عدم معرفتهم بطبيعة العمل الميداني في مشاريع القطاع الخاص، وهو ما يضعف من احتمالية تمكنهم من الإبداع في تخصصهم". من جهة أخرى، ذهب عدد من زملائه المهندسين الجدد إلى العمل في مجالات إدارية أخرى، كالوظائف الحكومية، مرجعين السبب إلى عدم تأهيلهم لميدان العمل. وذكر صياح العتيبي صاحب شركة مقاولات وطرق، أن المهندس السعودي، يحتاج إلى صقل لموهبته والزج به إلى واقع العمل، لتمكينه من التعامل معه بعد التخرج. وأضاف:"ما يتعلمه الطالب في الجامعة نظرياً، يجب أن يعزز بالاحتكاك بسوق العمل لمعرفة آلياته، فأصحاب الشركات والمشاريع يريدون مهندساً جاهزاً بإمكانه إنجاز مشاريعهم". من جانبه، قال المهندس في مكتب ميدان للهندسة المعمارية بندر الرميح:"إن طريقة إعداد المهندس السعودي دراسياً حدَّت من طموحه، فسوق العمل ومشكلاته تحتاج إلى تهيئة أثناء الدراسة، وهذا مطبق في دول العالم المتقدمة، والتي تعرف قيمة الفن المعماري، الذي أصبح السمة الفارقة بين المدن، والمقياسً لحضارتها ورقيِّها". وأكد أن إشغال المهندس في بداية عمله بمهام إدارية،"يعد تهميشاً له، وقتلاً لمكامن الإبداع في داخله، كما أن اصطدامه بصخرة الأنظمة الروتينية عند ممارسته المهنة، يفتت خبراته وطاقاته". وانتقد الرميح دراسته في كلية العمارة والتخطيط في جامعة الملك سعود، التي"لم تكسبه التعامل مع الواقع، وبخاصة في الميدان العملي". وأضاف أن"عمله في إحدى الشركات السويدية، أكسبه احترافية يفتقدها المهندس السعودي". وكيل كلية العمارة والتخطيط دافع بدوره عن مستوى تدريب طالب الهندسة المعمارية، وأكد كونه من أفضل البرامج التي تقوم بها كليته،"إذ يتم تدريب الطالب على ميدان العمل من السنة الأولى وحتى التخرج". واستغرب الفوزان هذه التهمة، وأكد أن كل فصل دراسي فيه مشروع واقعي، سواء مع جهة حكومية أو مكاتب استشارية، بل إنها الكلية الوحيدة التي يعمل طلابها وهم على كراسي الدراسة. وقال:"إن الطفرة الاقتصادية التي تعيشها السعودية في الفترة الحالية، إلى جانب توسع القطاعين الخاص والعام في بناء المشاريع الضخمة كالمدن الاقتصادية، تعطي الأولوية للمهندس السعودي، ليمارس دوره الطبيعي في بناء وطنه".