أوقفت الجهات المشرفة على حركة النقل البحري في كل من مصر والسعودية عدداً من العبارات التي تعمل على نقل الركاب بين ميناء جدة الإسلامي وميناء السويس المصري عبر البحر الأحمر. كما اتخذت السلطات المعنية في النقل البحري قراراً يقضي بوضع العفش التابع للراكب في حاويات حديثة خاصة بالسفر، تختص بالأمتعة الشخصية وغيرها من المتعلقات بالركاب. وأرجعت مصادر مطلعة ل?"الحياة"سبب إيقاف العبارات منذ أكثر من40 يوماً إلى أعمال الصيانة والتفتيش البحري التي أخضعت لها عدد من العبارات العاملة في نقل الركاب من قبل الجهات المشرفة على سير هذه العبارات في قناة السويس المصرية. وتأتي هذه الإجراءات التي اتخذتها الجهات المعنية بعد واحدة من أسوأ الكوارث البحرية في مصر، وهي غرق العبارة المصرية السلام 98 التي كانت متجهة من ميناء ضبا السعودي إلى ميناء سفاجا المصري، حاملة على متنها 1318 راكباً نجا البعض منهم، إضافة إلى 22 سيارة أفراد و16 شاحنة وخمس سيارات بضائع. ورافق إيقاف عمل العبارات في مياه البحر الأحمر استعدادات وكالات السفر البحرية في السعودية ومصر والسودان لموسم العمرة لهذا العام، ما تسبب في تحول المعتمرين القادمين إلى الأراضي السعودية إلى النقل الجوي، ما تسبب في خسائر كبيرة لملاك مكاتب وكالات السفر البحرية في السعودية. وقال الوكيل العام لعبارات كيلوباترا في السعودية محمد الجهني:"إن عمل العبارات خلال هذا العام يختلف عن الأعوام الماضية، إذ جرى إيقاف عدد من العبارات بدعوى الصيانة والتفتيش البحري، ما تسبب في حدوث خسائر كبيرة لحقت بنا خصوصاً، في ظل المحاولات التي تبذل لجذب المستثمرين في مجال النقل البحري في ظل العزوف الكبير الذي يشهده النقل البحري". وأشار الجهني إلى أن عدم وجود عبارات تعمل الآن قد يؤثر كلياً على أصحاب الوكالات البحرية، لافتاً إلى أن أكثر من خمس عبارات في انتظار الحصول على رخص العمل في النقل من قبل جهاز الصيانة والتفتيش البحري في ميناء قناة السويس المصرية.وأوضح أن أول رحلة للعبارة"ذهب"ستبدأ من اليوم أمس، وهي الوحيدة العاملة، إلى جانب عبارة أخرى تعمل في النقل البحري من دون انقطاع. ويأتي هذا الإيقاف للعبارات قبل فترة من دخول عبارة"جامع2"اليونانية، والسماح لها بالعمل من قبل السلطات المصرية، بعد تجاوزها للكشف من الجهات المعنية في ميناء جدة الإسلامي في السعودية، وحصولها على التراخيص اللازمة للعمل. يشار إلى أن العبارات البحرية تعتبر الوسيلة المناسبة لشريحة كبيرة من المصريين في سفرهم، وخصوصاً في مواسم الحج والعمرة إلى الأراضي المقدسة، إلا أن حادثة عبارة السلام 98، والتي أدت إلى غرق أكثر من ألف راكب على متنها تسببت في توجيه انتقادات للإجراءات الارتجالية التي اتبعتها الجهات المعنية في التعامل مع عبارات النقل البحري، من خلال السماح للكثير من السفن المتهالكة بالعمل الملاحي. وأظهرت التقارير الخاصة بمجال النقل البحري أن أكثر من 100 سفينةً من سفن الأسطول التجاري المصري"تشكل نسبة 75 في المئة من حجم الأسطول"، يزيد عمرها على 20 عاماً وتصل حمولتها إلى 1.5 مليون طن، فيما يبلغ عدد السفن التي يتراوح عمرها بين 15 و20 عاماً نحو 15 سفينة، إضافة إلى تسع سفن عمرها من 10 إلى 15 عاماً، وتسع سفن عمرها ما بين خمس وعشرة أعوام، وسفينة عبارة السلام والتي غرقت خلال الفترة الماضية وعمرها خمس سنوات.