سطر فقيد الوحداويين الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز"يرحمه الله"الكثير من المواقف المشهودة الرائعة التي نالت إعجاب وتقدير واحترام محبي النادي وعشاق الأحمر والأبيض في كل مكان، وذلك طوال ارتباطه الوثيق بالكيان العريق، الذي امتد قرابة الخمس سنوات، سواءً من خلال وقفاته الصادقة مع إدارتي عبدالسلام والتونسي، أو دعمه المادي والمعنوي واهتمامه الكبير بعودة"الفرسان"إلى منصات التتويج ورغبته الحقيقية في الحفاظ على المواهب الوحداوية، التي كان يرى فيها ملامح القدرة على قيادة الفريق الكروي إلى عالم الذهب والانجازات والألقاب والبطولات. ومن ضمن مواقفه التي لن ينساها الوحداويون على مر التاريخ ما حدث بينه وبين هداف الفريق عيسى المحياني الذي يروي ل?"الحياة"بشكل خاص تفاصيل لقائه مع الأمير عبدالمجيد"يرحمه الله"قائلاً:"في ليلة جميلة ستبقى تفاصيلها حاضرة في ذاكرتي ما حييت، ذهبت مع رئيس النادي آنذاك حاتم عبدالسلام إلى قصر الصفا، حيث كان الفقيد"يرحمه الله"، يستقبل وجهاء وأعيان العاصمة المقدسة اسبوعياً، وكانت الصفحات الرياضية في ذلك الوقت الذي كنت فيه هداف منتخب الشباب في آسيا، تتحدث عن قرب انتقالي إلى النادي الأهلي الذي فاوض الوحدة بهذا الشأن، على رغم حرص إدارة النادي على بقائي مع"الفرسان"، وعندما أخذ الموضوع أكبر من حجمه وتشرفت بالسلام على الفقيد"يرحمه الله"استدعاني في نهاية المجلس وأخذني جانباً إلى جوار المصعد وتحدث معي وحيداً وغمرني بكلماته التشجيعية التي خفقت عني هيبة مقابلته"، ثم قال:"يا ولدي نادي الوحدة في حاجة ماسة إليك وإلى جميع زملائك اللاعبين، ومكةالمكرمة لها حق عليك وهي أولى بموهبتك من أي مدينة أخرى، وأطالبك بعدم التفكير في الانتقال إلى نادٍ آخر غير ناديك، وأنا على استعداد تام لمساعدتك من أجل أن تبقى وحداوياً، وتكمل مسيرتك في ناديك لأن هدفنا هو إعادة الوحدة إلى منصات التتويج، فكيف تريدنا نفرط أن فيك وفي بقية زملائك اللاعبين الموهوبين". وأضاف:"لم أتمالك نفسي حينها وأكدت له أنني لن أنتقل من الوحدة بعد هذا الاستقبال الحار والكلمات الصادقة من القلب، وعدت إلى منزلي ولم تفارقني صورته"يرحمه الله"في منامي واستعدت شريط لقائي به وكانت لحظات أكثر من رائعة لا يمكن أن أنساها طوال حياتي". وزاد:"أما الموقف الثاني فحدث في الموسم الماضي عندما كان"يرحمه الله"مسافراً إلى العلاج في خارج السعودية، وعندما حصلت بيني وبين إدارة النادي مشكلة في مسألة تجديد عقدي الاحترافي استمرت الأسابيع متتالية ما جعلني أفكر في الرحيل للخروج من تلك الأزمة التي جاءت في وقت كنت قد حسمت فيه لقب هداف الدوري السعودي، وأثناء المفاوضات التي كانت تأتيني من الاتحاد والهلال فوجئت باتصال من مسؤول في إمارة منطقة مكةالمكرمة يخبرني برغبة وكيل الإمارة عبدالله الفائز في الاجتماع بي، وبالفعل حضرت في اليوم التالي برفقة شقيقي الأكبر يوسف وأكد لي وكيل الإمارة أن الأمير عبدالمجيد"يرحمه الله"أوصى من خارج السعودية باستمراري مع الفريق وكلفه بإنهاء المشكلة بصورة حقيقية تحكي مدى اهتمامه الكبير بنادي الوحدة ولاعبيه حتى وهو في رحلته العلاجية، ما أسهم في العدول عن قرار الانتقال وتقريب وجهات النظر مع إدارة النادي وتوقيعي لعقد جديد مدته ثلاث سنوات، وهذا جزء مما قدمه الفقيد في سبيل الحفاظ على مواهب النادي وإعادته إلى منصات التتويج التي اقترب منها النادي كثيراً، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.