البعض يصفهم بالطفيليين وآخرون يُصرون على تسميتهم"اللصوص"، ويطالبون بوضع تشريعات تكفل الحماية لمستخدمي الإنترنت من مشاركتهم دون وجه حق، ويصفهم سعيد جابر ب"لصوص الشبكات"، فهم يحصلون على خدمة الإنترنت مجاناً ودون أن يدفعوا مقابل ذلك أي مبلغ، ما يسبب للمشتركين في الخدمة بطأً في التصفح والتحميل. ويشرح إبراهيم السعدون طريقة من يصفهم بالمتطفلين،"أنهم يستخدمون حواسبهم الشخصية في البحث عن أحد الجيران الذي يقوم باستخدام الإنترنت من طريق"مودم وايرلس"، وهي خاصية موجودة في غالبية أجهزة المودم وبخاصة التي تحتوي على أكثر من منفذ، وحين يجدون بثاً لأحد جيرانهم يقومون بطلب اتصال بالشبكة"، مضيفاً"يتم اتصالهم مباشرة ويصبحون وكأنهم مصرح لهم وضمن أعضاء الشبكة، ما يمكنهم من تصفح الإنترنت والتحميل، وكأن هؤلاء المتطفلين هم أصحاب الاشتراك". ويقول ناصر المنصور:"المشكلة أن كثيراً من مستخدمي الإنترنت لا يعلمون بوجود أشخاص يشاركونهم فيه، ويشتكون كثيراً من أن سرعة التحميل أقل من السرعة المقررة، معتقدين أن المشكلة لدى مزود الخدمة، بينما السبب الحقيقي هو وجود شخص آخر يستخدم حساباتهم، ما يجعل سرعة الإنترنت تتوزع على المشتركين الموجودين في الشبكة"، ويضيف"البعض يقوم باستخدام برامج تقوم بسحب سرعة النت من الشبكة لصالح مستخدم البرنامج، ما يسبب بطءً لدى بقية المستخدمين" ويؤكد ناصر أن"بعض اللصوص لا يكتفي بسحب سرعة الشبكة، بل يتعدى ذلك إلى استخدام برامج معروفة تقوم بقطع الإنترنت عن أي عضو يريده مستخدم البرنامج، في حين يظن المستخدم أن انقطاع الخدمة عنه بين فترة وأخرى يعود الى مزود الخدمة أو خط الهاتف، في حين يقوم البعض بإعادة ضبط الجهاز من طريق ما يعرف بعملية"الفورمات"وهي عملية تكلف نحو 50 ريالاً، وفي النهاية تبقى المشكلة كما هي، فيعمد المشترك الى تغيير القسّام وأسلاك الهاتف وكل ما يتعلق بالخدمة، ولا يعلم أن المشكلة تكمن في وجود شخص ما تطفل على الشبكة، ويقوم بقطع الخدمة بين فترة وأخرى". ويعترف خالد محمد، طالب في المرحلة الثانوية أنه يقوم بالاستفادة من اشتراك أحد جيرانه دون علمه، معللاً ذلك بأن"صاحب الاشتراك لن يرضى بمشاركتي معه في الشبكة دون أن أشارك معه في دفع قيمة بطاقة الاشتراك ورسوم الخدمة التي ستكلفني نحو 150 ريالاً في الشهر، وهو مبلغ لا أستطيع تأمينه"، مضيفاً"نحن لا نقوم بأي عمل تخريبي فما نقوم به مجرد تصفح للمواقع وتحميل ما نحتاجه من بعضها". ويشير خالد الى أن"كثيراً ممن أعرفهم يحاولون قدر المستطاع أن لا يطيلوا في استخدام الخدمة حتى لا يؤثروا على سرعة المشترك الرئيس"، ويرفض تسميتهم"اللصوص"، معتبراً أن"ما يقوم به ليس سرقة، فصاحب الاشتراك سيدفع في النهاية المبلغ ذاته، ولن يؤثر عليه دخولنا، خصوصاً أن غالبية الشبكات تبث على مدار اليوم، وأحياناً لا يكون هناك مشتركون غيرنا، فما المانع من أن نستفيد من الخدمة". ويؤكد سلطان العريفي خبير في شبكات الإنترنت وصاحب محل تصميم مواقع وشبكات وتقديم خدمات للدعم الفني أن"لصوص الاشتراكات لا يمكن أن يتمكنوا من انتهاك خصوصية المستخدمين الآخرين، ولا يمكن معرفة ماذا يفعلون وعلى أي مواقع يدخلون، فهم مجرد مشتركون في الشبكة بطريقة غير نظامية، تمكنهم من التصفح والتحميل، كأي عضو يسمح له صاحب الاشتراك بمشاركته في الإنترنت من طريق"الواير لس"أو باستخدام كيبل". ويرى العريفي أن المشكلة"ليست في كيفية منع دخولهم فالأمر في غاية السهولة، حيث يتم وضع رقم سري للمودم ويعطى للمشتركين المصرح لهم فقط، ولدى محاولة أحد المتطفلين الدخول سيُطالب بالرقم السري وإلا فلن يتمكن من الاتصال بالشبكة"، معتبراً أن المشكلة تكمن في"عدم علم الكثيرين بوجود متطفلين على شبكتهم، على رغم أن مشكلات بطء الإنترنت تعود إلى وجودهم"، مؤكداً أن 90 في المئة من مستخدمي الإنترنت"لا يعلمون بوجود متطفلين يشاركونهم التصفح والتحميل".