ما أسباب بطء الإنترنت؟!.. سؤال يتردد على مسامعنا بشكل يومي في كل مكان ومن مستخدمي جميع الأجهزة، إلا أن الإجابة على هذا السؤال تعتمد على كثير من العوامل لمعرفة السبب. في البداية وقبل إطلاق الأحكام واتهام مزودي الانترنت بالتلاعب في نوعية وسرعة الخدمة يجب أخذ بعض العوامل المؤدية إلى ذلك بعين الاعتبار. فمن العوامل التي تؤدي إلى إبطاء الشبكة بأكملها، ولا يمكن التحكم فيها حتى مع ارتفاع سرعة الاتصال، هي ازدحام مواقع الإنترنت أو وجود فيروسات على أجهزة المستخدمين تعمل في الخفاء. كما أن نوع الاتصال المستخدم بشبكة الإنترنت يعد العامل الرئيسي في تحديد سرعة الانترنت واستقراره، وتتعدد أنواع الاتصال بسرعات تبدأ من 512 كيلو بت لتتجاوز 100 ميغا بت، فمنها اتصال عبر خطوط «DSL» أو عبر الألياف البصرية أو الأقمار الصناعية أو الطرق اللاسلكية المعتمدة على شبكات النطاق العريض مثل شبكات «3G» و»4G» وهي الطرق الأكثر شيوعا للاتصال بالإنترنت عبر الأجهزة المحمولة، لكن يحكم الاختيار بينهما باستقرار الشبكة الموصلة للإنترنت وجودة مزود الخدمة. فعادة ما توفر الشبكات السلكية اتصالا أكثر استقرارا من الشبكات الراديو الخلوية المستخدمة في الهواتف، التي تتأثر بعدة عوامل مثل الطقس والتغطية والمجالات المغناطيسية والمسافة بين الجهاز المستخدم وبرج الشبكة، بالإضافة إلى عدد الأشخاص المتصلين بنفس البرج. ما يجهله الكثيرون أن تشغيل الموسيقى والفيديو عبر الإنترنت أو تبادل الملفات يؤثر سلبا على سرعة التصفح والتحميل. أما شبكات «Wi-Fi» المنتشرة في نفس المجال عادة ما تتأثر بتداخل ترددات الإشارة اللاسلكية الذي يقود بدوره إلى ضعف أو فقد الإشارة أو زيادة نسبة التشويش عند الاتصال بالانترنت. هذا ما يخص وسائل الإتصال، أما عن الأجهزة والبرمجيات فهناك عدة عوامل خاصة بالجهاز سواء كان جهاز كمبيوتر أو هاتفا أو جهازا لوحيا، منها تلك البرامج في نظام التشغيل التي تتصل بالإنترنت أوتوماتيكيا دون علم المستخدم بها، وهو ما يؤثر على سرعة الإنترنت مثل التحديثات الخاصة بنظام التشغيل أو بعض برامج استكمال التحميل التي تعمل على استخدام نسبة كبيرة من سعة الشبكة، إضافة إلى وجود وسائل الحماية التي تشكل دورا كبيرا في سرعة التصفح مثل جدار الحماية «Firewall» أو مكافح الفيروسات. وإضافة إلى عوامل متعلقة بالبرمجيات مثل متصفح الإنترنت، فيكون انخفاض سرعة التصفح عادة بسبب وجود ملفات مؤقتة بالمتصفح كملفات «History» أو «cookies» وغيرهما، فضلا عن كثرة البرامج التي تقوم بالعمل مع بدء التشغيل او الاتصال بالانترنت دون علم المستخدم، مثل برامج شبكات التواصل الاجتماعية «Facebook» و»twitter» وبرامج المحادثة، وعادة لا تكون لها حاجة في وقت التصفُّح، وما يجهله الكثيرون أن تشغيل الموسيقى والفيديو عبر الإنترنت أو تبادل الملفات يؤثر سلبا على سرعة التصفح والتحميل، كما أن فتح نوافذ عديدة بمتصفح الإنترنت لا يعني أنها ستعمل في الوقت ذاته خاصة الصفحات التي تعتمد على المؤثرات والفيديو وملفات الفلاش التي يتطلب تحميلها سعة إنترنت أعلى من الصفحات العادية. ويمكن أن يكون لمواقع الإنترنت التي يزورها عدد لا حصر له من المستخدمين سبب في هذا البطء كونها ليست مهيأة للتعامل مع الازدحام، مثل محركات البحث ومواقع البريد الإلكتروني. Ahmad_Bayouni@ : تويتر