تشابكت أسلاك خطوط الاشتراك في خدمة الإنترنت الفضائي في سماء أحياء قرى ومدن في المنطقة الشرقية، في ظاهرة جديدة لم تعرفها سابقاً مدن السعودية، مذكرة بما كان عليه الحال في أحياء فقيرة كانت تعتمد على تمديد أسلاك الكهرباء من طريق أسطح المنازل. ففي الآونة الأخيرة باتت ظاهرة الاشتراك في"الانترنت الفضائي"الذي تقدمه شركات خليجية وعربية وأجنبية من الظواهر الملاحظة على أرض الواقع. وتبدأ الأسلاك في التمدد ما ان يتفق جيران في أحد الأحياء على تنظيم جمعية مصغرة، من أجل جمع مبلغ التأسيس، الذي لا يقل عن 5500 ريال، تشمل لاقطاً فضائياً واشتراكاً إجبارياً في قنوات فضائية لبعض الشركات، وتوزع الكلفة على المشتركين، الذين يدفعون شهرياً نحو 180 ريالاً. وجاء إقبال المشتركين على هذه الخدمة بعد تقديم شركات فضائية متخصصة خدمة انترنت تتمتع بجودة عالية غير مسبوقة، لناحية سرعة التصفح أو إنزال الملفات في صورة فاجأت المستخدمين القدامى للإنترنت. وتعد هذه الخطوة بمثابة"البطة التي تبيض ذهباً"للشركات، التي استفادت من زيادة عدد مشتركيها في قنواتها الفضائية، مع زيادة رقعة مستخدمي الانترنت التي توفرها، ما يجعل الاستثمار كبيراً في هذا المجال، ومرشحاً لفتح سوق استثمارية كبيرة في المستقبل القريب. واستغلت الشركات سوء الخدمة الاعتيادية وبطئها، مع اقتراب تكاليفها من تلك الخدمات الفضائية، التي تتراوح بين خمسة إلى 23 ريالاً في اليوم، اعتماداً على نوعية الاشتراك، ومن تلك الخدمات ما قدمته إحدى الشبكات المتخصصة في تقديم القنوات المشفرة، التي قدمت خدمة تميزت بجودة عالية وأسعار منافسة لبّت نَهَم مستخدمي الانترنت، الذين حلموا بالتصفح بهذه الميزة التي قدمتها الشبكة. واعتبر متصفحون التطور السريع في عالم الاتصال بالانترنت"هروباً من جدران الرقابة على المواقع"، فمع الإنترنت الفضائي لا توجد مواقع مغلقة أو محظورة، ما يجعل الأمر في نظر الكثيرين"أكثر سوءاً على المستخدمين، وبخاصة الشبان، الذين سيجدون أمامهم مواقع الجنس والإرهاب والفكر المتطرف من دون رقيب". ويتوافر حالياً نوعان من خدمة الانترنت في المملكة، الأول يدعى"ثنائي الاتجاه"، ولا يحتاج إلى خط هاتفي، ويتم الحصول على الخدمة من خلال إرسال واستقبال الخدمة من طريق جهاز استقبال تفاعلي، يتيح مشاهدة القنوات الفضائية بجانب توفير خدمة الانترنت. وتتيح هذه الخدمة للمشتركين المجاورين التصفح في سرعة عالية على مدار 24 ساعة يومياً من دون قيود أو حدود لحجم البيانات المرسلة والمستقبلة. ويعرف النوع الثاني ب"أحادي الاتجاه"، ويعتمد على وجود خط هاتفي، من أجل إرسال المعلومة لمزود الخدمة المحلي، الذي تتفق معه الشركة الموفرة للخدمة ضمناً بالاشتراك معها، بينما يتحمل المستخدم دفع تكاليف الاتصال بالانترنت، كقيمة فاتورة تدفع لشركة"الاتصالات السعودية"بتكلفة تبلغ ريالين وربع الريال لكل ساعة استخدام، إضافة إلى عشرة ريالات شهرياً في حال حصل المشترك على التخفيض المقدم من الشركة، أو ثلاث ريالات للساعة، إذا لم يشترك في التخفيض. وعلى رغم السلبيات والايجابيات في الإنترنت الفضائي، إلا أن كثيرين يرون أنه"نقلة تواكب التطور الذي يعيشه المجتمع المعلوماتي في العالم، وسيبعد الملل والسأم الذي يخلفه البطء في تنفيذ الخدمة الاعتيادية".