طالب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الشعب السعودي مساء أمس بالالتفات إلى"معارك طويلة لا بد من أن نخوضها"من أجل ملحمة بناء"وطن الرخاء الذي لا يفتقر ولا يُظلم فيه أحد ... وينبذ العصبية والغلو". ودعا الملك عبدالله خلال حضوره حفلة أهالي منطقة الجوف إلى نبذ العصبية والغلو والتطرف. وخاطب أبناء المنطقة قائلاً:"يسعدني أن أكون بينكم في منطقة الجوف الغالية التي شهدت البطولات العربية في ممالك ما قبل الإسلام، وشهدت روعة الإسلام في غزوة دومة الجندل". وأضاف قائلاً:"وفي التاريخ الحديث سارعت الجوف إلى الانضمام إلى راية التوحيد والوحدة في عهد الدولة السعودية الأولى والثانية، وكانت من أوائل المناطق التي أعلنت تأييدها للمؤسس العظيم جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله". ورأى خادم الحرمين"أن هذه المواقف المشرفة تدل على أن الأوطان لا تبنيها سوى إرادة الرجال، ولقد تمكّن الملك عبدالعزيز بتوفيق من الله من إنشاء هذا الوطن الشامخ مستعيناً بالرجال الأوفياء من أبناء هذا الوطن". وقال:"إذا كانت معركة توحيد البلاد انتهت بالنصر والحمد لله فليس معنى ذلك أن نخلد إلى الراحة والسكون، فأمامنا معارك طويلة لابد من ان نخوضها لكي نبني الوطن، وطن الرخاء الذي لا يفتقر فيه احد، وطن العدل الذي لا يُظلم فيه إنسان، وطن الاعتدال الذي ينفر من الكراهية والغلو، وسوف يكون النصر حليفنا بإذن الله". وشدد قائلاً:"معاركنا ما دمنا يداً واحدة وقلباً واحداً، متمسكين بعقدينا السمحة ومستعينين بالله جل جلاله، صابرين محتسبين" وخاطب الحضور بالقول:"أيها الشعب الكريم، أيها الإخوة والأبناء، أن يكون البعض إقليمياً أو عصبياً يعني أنه جرد نفسه من فضائل الدين، الذي حذر من ذلك، ودعا إلى الوحدة والانتماء لله جل جلاله ثم الوطن، نعتز ونفخر بهذا الوطن الذي جمع كل الأقاليم والعصبيات، وجعلنا على خريطة القرن العشرين، معلناً قيام المملكة العربية السعودية. إن المشاريع التي سيتم تدشينها خلال الزيارة هي الدليل القاطع على أن دولتكم تؤمن بالتنمية المتوازنة الشاملة، التي تطور الوطن من أقصاه إلى أقصاه، ويلمس أثرها كل مواطن في كل مكان، وسوف يستمر العطاء لهذه المنطقة حتى تأخذ نصيبها الوافر من التنمية".