يستقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني غداً السبت، في منطقة تبوك القريبة من الحدود مع الأردن، حيث يجول على مناطق السعودية الشمالية. ودعا الملك عبدالله السعوديين إلى الاستعداد ل"معارك طويلة لا بد أن نخوضها"من اجل بناء"وطن الرخاء"، خلال مخاطبته أهالي منطقة الجوف التي يغادرها اليوم إلى تبوك عقب تدشين 360 مشروعاً تنموياً بكلفة 15 بليون ريال 4 بلايين دولار. ووصفت مصادر ديبلوماسية أميركية، في الرياض، لقاء الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع تشيني ب"المهم للغاية"، مشيرة الى ان المحادثات تتناول الحرب الدولية على الإرهاب والوضع في العراق"والعلاقات الثنائية الراسخة"طبقاً لتعبير المصادر. وأكدت مصادر سعودية - أميركية ل"الحياة"أن تشيني سيصل إلى مطار تبوك ظهر السبت في زيارة تستمر ساعات، ويلتقي خادم الحرمين وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز. وقالت مصادر سعودية إن"الترتيبات ما قبل الأخيرة"لإحياء عملية السلام والدور الأميركي المنتظر أن تلعبه واشنطن من أجل حض الإسرائيليين على"اقتناص الفرصة"سيكونان"في أولوية المواضيع المطروحة للمحادثات بين الطرفين". وأشارت المصادر إلى أن المسؤول الأميركي سيكون في صورة"الاتجاهات الحاسمة"التي تبناها العرب في قمة الرياض في آذار مارس الماضي تجاه عملية السلام، وبقية القضايا العربية العالقة. من جهة أخرى، طغت"السياسة"على حفلة ترحيب أهالي منطقة الجوف بخادم الحرمين الشريفين. ووجّه الملك عبدالله كلمة"سياسية داخلية"وصفت بأنها الأهم من نوعها من حيث"الجرعة السياسية"في الرسائل التي حملتها الكلمة. وبعدما عرض تاريخ المنطقة السياسي ومعاركها تجاه"الوحدة الإسلامية والوطنية"، قال خادم الحرمين الشريفين:"إذا كانت معركة توحيد البلاد انتهت بالنصر والحمد لله فليس معنى ذلك أن نخلد إلى الراحة والسكون، فأمامنا معارك طويلة لا بد من أن نخوضها كي نبني الوطن، وطن الرخاء الذي لا يفتقر فيه أحد، وطن العدل الذي لا يُظْلَم فيه إنسان، وطن الاعتدال الذي ينفر من الكراهية والغلو"، مؤكدا:"سيكون النصر حليفنا بإذن الله". وخاطب الملك عبدالله الحضور بالقول:"أيها الشعب الكريم، أيها الإخوة والأبناء، أن يكون البعض إقليمياً أو عصبياً يعني أنه جرد نفسه من فضائل الدين الذي حذّر من ذلك، ودعا إلى الوحدة والانتماء لله جل جلاله ثم الوطن". وقال:"نعتز ونفخر بهذا الوطن الذي جمع كل الأقاليم والعصبيات، وجعلنا على خريطة القرن العشرين، معلناً قيام المملكة العربية السعودية".