في السابق كانت فرق الحارة منتشرة في أحياء مدينة الرياض، وكان أشهرها فريق الباطن ومنفوحة والأحمدي والشفاء والبديعة والدار البيضاء والعليا. كانت الأحياء تعتمد على آلية سهلة وميسرة لدعم الفريق لكي يستمر، وكان الاعتماد على الاشتراكات الشهرية القطّة، فكانت الفرق تعمل بنظام، وكان العمل موزعاً بين الرئيس وأمين الصندوق وكابتن الفريق المدرب، وكان الجميع يدفعون الرسوم لكي يضمنوا المشاركة في التدريبات اليومية، وعندما يكون هناك اختلاف أو قرار يشارك فيه الجميع، وكانت الفرق تسير بنجاح مستمر، ولا تعتمد على شخص واحد بل الجميع يسهم في الفريق، ومع النجاح لفرق الحارة والشهرة التي كانت تفوق بعض الأندية، ومع دخول الرأسمالية لفرق الحارة والاعتماد على فرد، حدث انهيار لتلك الفرق التي كانت منبع الكرة السعودية. وأتذكر أن أحد الفرق المعروفة في أحد أحياء الرياض، عندما دخل مشترك ميسور الحال غني في الفريق وقام بتأمين الملابس والكرات للفريق، وسدد قيمة صيانة الملعب، كان يتم إشراكه على رغم أنه لا يجيد اللعب، وكان المدرب يشركه في التدريب ليس لكفاءته ولكن لكونه أمّن الكرات والفانلات للفريق، وبعد ذلك أصبح هو الذي يتحكم في الفريق، فأخذ يشرك من يشاء، ويبعد من يشاء وأحضر أصدقائه للمشاركة وهم لا يحملون صفة اللاعب، ولكن من يدفع يتحكم ويقرر، ومع دخول تلك العناصر كانت نهاية فرق الحارة. فمع دخول المال هرب الفكر. [email protected]