ستنعكس التحضيرات النفسية والذهنية التي عكف عليها مسيرو ناديي الأهلي والاتحاد خلال الأيام الماضية على أداء لاعبي الفريقين مساء اليوم، حينما يدخلان نزال"ديربي"جدة الذي سيكون هذه المرة ذا طابع خاص، متأثرين بآخر نتيجتين لهما في هذا الموسم الأولى عندما فاز الأهلي بثلاثة أهداف من دون رد وحمل كأس الأمير فيصل بن فهد، والثانية على مستوى لقاءات الدوري عندما تمكن الاتحاد من رد الثلاثية كاملة، هاتان النتيجتان تعطيان مؤشراً إيجابياً بأن هذه المباراة ستحمل المزيد من الإثارة بين لاعبي الفريقين، يساندها التدفق الجماهير المتوقع لمثل هذه المناسبات الكروية. وعلى رغم غياب الفوارق الفنية بينهما ، إلا أن الصورة الفنية التي قدمها الفريقان جعلتهما جديرين بالتواجد في ختام هذه المسابقة، ونالا على إثر ذلك إشادة المراقبين والمحللين بأنهما الأفضل فنياً وتكتيكياً طوال مباريات مراحل هذه البطولة. ولجأ مسيرو الناديين للالتفات صوب التجهيز النفسي والذهني لإدراكهم أهمية هذين العنصرين في ترجيح كفة أحدهم على الآخر، وإن كان الفريق"الأصفر"نال مزيداً من الوقت في ترتيب الأوراق لهذا اللقاء ووجد الجهاز الإداري أن إبعاد اللاعبين بجولة خارج حدود النادي ربما تسهم في ارتفاع نسبة التركيز وتخفيف الضغط عليهم. وعلى الطرف الآخر، سابق مسيرو النادي الأهلي ومن خلفهم المدرب نيبوشا الزمن في تجهيز اللاعبين ذهنياً ونفسياً من خلال اقتصار التدريبات على الجهازين الفني والإداري واللاعبين، الذين تلقوا شحنات نفسية مكثفة لعل وعسى تجدي نفعاً في نسيانهم أحداث مدينة سطيف. تصفية الحسابات يتساوى لاعبو الفريقين في الطموحات والأماني نفسهما، فخلاف التنافس التقليدي والجماهيري بينهما فإنهم يعتبرون هذه المباراة بمثابة"الفاصلة"للتحدي الكبير بينهما، وإن كان فوز الفريق"الأخضر"في نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد يعتبر الأغلى والأجمل من تحقيق فوز خلال مباراة دورية، ولهذا تعتبر هذه المباراة بمثابة مباراة الموسم للأهلاويين الذين يسعون إلى الفوز بثاني البطولات المحلية، والاتحاديون بدورهم يدركون أهمية الفوز. طبيعة الفريقين الأهلي الأكثر انسجاماً طوال الموسم من بين الأندية المحلية حينما وضع المدرب نيبوشا تشكيلة مثالية للفريق وطريقة تكتيكية، استطاع اللاعبون التأقلم معها بصورة سريعة حتى تمكنوا من فرض سيطرتهم على الكثير من المباريات والحصول على أولى البطولات المحلية، إضافة إلى شخصيته القوية ضمن مسابقة دوري أبطال العرب التي أمنت له الوصول إلى مباريات نصف النهائي، إلا أن هذه الوضعية الفنية التي ظل يسير عليها نيبوشا جعلت فريقه كالكتاب المفتوح أمام مدربي الفرق، وغيب معها عنصر المفاجأة والمباغتة، ليس في ثبات التشكيل فحسب بل في الواجبات وطريقة اللعب التي يجب أن تكون بحسب الفريق المنافس وتفاعله. في الجانب الآخر، يجد مدرب الاتحاد ديمتري انتقادات متواصلة جراء تحفظه الدفاعي على حساب النزعة الهجومية، لذلك أصبح الاتحاد يلعب بطرق مختلفة بحسب رؤية ديمتري الفنية للفرق المقابلة، فتارة يلعب بطريقة حذرة وأخرى بطريقة متوازنة وأخرى هجومية بحتة، والأخيرة جعلت الفريق يصل في سجله التهديفي لأعلى المستويات من بين الفرق. الواجبات ستكون التوجيهات مشددة هذا المساء للكثير من اللاعبين فالمدرب نيبوشا سيعتمد على إغلاق المساحات الجانبية أمام الاتحاديين، وسيحاول إرغامهم على التوغل من العمق أو إرسال الكرات الطويلة التي لن يجد بدرة أو وليد عبدربه صعوبة في السيطرة عليها نتيجة قصر قامة الحسن كيتا وضعف المساندة، ويعي نيبوشا أن الكرات العرضية المتحركة أو الثابتة بمثابة الخطر الحقيقي التي يجب أن يتصدى له ويعمل له الحسابات العديدة، خصوصاً حينما يكون المنتشري ونور وتكر مشاركين في هذه الألعاب، إضافة إلى ظهيري الجنب الدوخي والصقري، ويعتبر صاحب العبدالله وتيسير الجاسم"الترمومتر"للفريق الأهلاوي وحضورهما القوي سيكون له انعكاس قوي على بقيه زملائهما. اتحادياً سيكون تركيز ديمتري منصباً حول عزل الخطير مالك معاذ عن بقيه زملائه من حيث تشديد الرقابة عليه بحسب موقعه الهجومي، أو اللجوء لمصيدة التسلل التي ستحرمه من الاستفادة من قوته وسرعة انطلاقته، إضافة إلى دفع البرازيلي كايو للعودة لوسط الملعب قدر المستطاع حتى لا يكون قريباً من منطقة الخطر، لمعرفة ديمتري ولاعبيه أنه صاحب مهارات فردية مميزة وصاحب تسديدات قاتلة قد تحرجهم كثيراً. الخطورة الحقيقية خطورة الأهلي تكمن في سرعة ومهارة مالك معاذ بالدرجة الأولى، إضافة إلى مساندة كايو الهجومية وإجادته للتسديد من خارج الثمانية عشرة، وتعتبر مصيدة التسلل التي يعتمد عليها دفاع الاتحاد فرصة كبيرة لمالك معاذ وقمامدية وأحد ظهيري الجنب هزازي أو عبدالغني لكسرها بفارق السرعة وبفضل التركيز مع انطلاق الكرات الطويلة المتوقع تمريرها من صاحب وتيسير أو تمريرات احمد درويش، هذه الخطورة المتوقعة على مرمى الاتحاد تستوجب من تيسير آل نتيف الخروج من مرماه بحسب تمركز المنتشري ورضا تكر، وهو بهذا الخروج سيلغي أية مفاجأة أو استفادة للمساحات الكبيرة في منطقة دفاعه. وتتركز الخطورة الفعلية على مرمى الأهلي في الكرات الثابتة، خصوصاً الجانبية منها كضربات الزاوية، وهذه الكرات يجيد لاعبو الاتحاد التعامل معها كمحمد نور في القائم الأول أو تكر والواكد في منتصف المرمى أو في كرات القائم الثاني التي يتكفل بها المنتشري سواء بالتسجيل أو التمرير، وهذه الخطورة المحتملة تستوجب من لاعبي الأهلي تشديد الرقابة على هذه العناصر ومضايقتهم من دون البحث عن إبعاد هذه الكرات، إضافة إلى قيام ياسر المسيليم باتخاذ قرار الخروج من مرماه من دون تردد مع التنبيه على زملائه بتغطية منطقته أثناء الخروج للكرات العرضية، وإذا استمر دفاع الأهلي على تمركزه المتوقع فإن هذا قد يغيّب خطورة مهاجم الاتحاد الحسن كيتا بسبب غياب المساحات مع هذا التمركز. عوامل مساعدة في مثل هذه اللقاءات ستكلف الهفوة الشيء الكثير ولن يكون التعويض سهلاً، فمع خروج أي من اللاعبين بالبطاقات الحمراء مثلاً ستكون معه الحسابات معقدة على فريقه وسيجد المدرب الأوراق تتبعثر من أمامه، ويحرص كل مدرب على أن يبدأ فريقه مكتمل العدد وتنتهي المباراة وهو بهذه الحالة والعدد. أوراق مهمة ستكون بعض التبديلات التي سيجريها مدربا الفريقين ذات أهمية قصوى وربما ترجح كفة على أخرى بشرط اختيار الوقت واللاعب المناسبين في هذه التبديلات، وربما تكون الكلمة الفاصلة لأحد هؤلاء اللاعبين حاضرة أثناء هذه المباراة الختامية كما حدث في الكثير من المباريات الماضية، ويبرز اسم حمزة إدريس واوليفيرا في الاتحاد، إضافة إلى هوساوي وأبو يابس والثقفي في الأهلي.