تنتظر الجماهير الرياضية بشغف لقاء الاتحاد ونده التقليدي الأهلي على نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد، وتنتظر معه الأسلوب التكتيكي الذي سينتهجه مدربا الفريقين في هذه المباراة، خصوصاً أن الظروف بينهما تبدو متشابهة إلى حد كبير، سواء في الغياب الذي يعانيانه أم في طريقة الأداء التي ستعتمد على الكثافة العددية في منطقة المناورة والبحث عن السيطرة عليها قدر المستطاع بأكبر عدد من اللاعبين، لذلك، ستحدد الأمور النفسية الفريق القادر على انتزاع أولى البطولات المحلية، وستكون بطولة بطعم آخر ونكهة أخرى، للتنافس الذي يجمع الجارين في المنطقة الغربية، ولهذا سيركز الجهازان الفني والإداري في كل من الناديين قبل هذه المباراة وأثناءها على دخول لاعبيهم في أعلى مستوى من التركيز الذهني ورفع الروح المعنوية لأعلى درجاتها، لمعرفتهم المسبقة بأهمية العنصرين، قبل إسداء النصائح التكتيكية لمباراة بهذا الحجم والأهمية، ولمباراة حاسمة وصاحبة الجماهيرية الغفيرة في البطولات المحلية. وبنظرة تفصيلية لخطوط الفريقين بداية بحارسي المرمى ونهاية بخطي المقدمة، فإن الكفة تبدو متعادلة إلى حد كبير، حتى أن طريقة لعبهما متشابهة، وإن حدثت هناك بعض التغييرات فإنها ستكون في حدود بسيطة، بحسب مرئيات المدربين ديمتري في الاتحاد ونيبوشا في الأهلي. الحارسان والاختبار الصعب فالاتحاد يعتمد مدربه على حارس المرمى مصطفى ملائكة، والأهلي على عادل المسيليم، وكلاهما صاحب تجربه ميدانية متوسطة، وإن كان المسيليم الأكثر ثباتاً في تشكيلة فريقه خلال هذا الموسم، إلا أن ملائكة كانت له مشاركات متعددة، سواء في ناديه الأسبق الأنصار أم من خلال المعسكرات التي أقامها المنتخب السعودي الأول في الموسم الماضي، لذلك يتوجب عليهما الحذر من السقوط الباكر ومع أولى التهديدات المتوقعة، التي ستكون بمثابة الاختبار الحقيقي لقدرتهما على أخذ الثقة بشكل تدريجي، كما ستكون لهما مهام إضافية على مهامهم الأساسية، تتركز في تغطية المنطقة الخلفية لخط الدفاع، التي يوجد فيها أسرع مهاجمي الأندية المحلية، هما الغيني الحسن كيتا في الاتحاد، ومالك معاذ في الأهلي. تَحفُّظ رباعي الدفاع يتوقع من مدربي الفريقين الاعتماد في رسمهما لطريقة اللعب الاعتماد على خط رباعي من المدافعين، تقتصر أدواره على المحافظة على مناطقه وتطبيق مبدأ إبعاد الخطورة أولاً بأول، وربما يعتمد الاتحاد في هذه المباراة على أسامة المولد في الظهير الأيمن مع رضا تكر وحمد المنتشري قلبي دفاع وصالح الصقري في الجهة اليسرى، ويمتلك هذا الخط مميزات قوية، كالألعاب الهوائية والشدة والصلابة في الاشتراك، إضافة إلى المهام الهجومية لصالح الصقري في فترات معينة، وتكمن عيوب هذا الخط في تطبيق مصيدة التسلل، والتمركز على خط واحد، ما قد يساعد مهاجمي الأهلي في استغلالها والانفراد بالمرمى"الأصفر"، كما يعاب عليه التدخل بحركة"الانزلاق"التي ربما يدفع الاتحاديون ثمنها غالياً، وإذا كانت هناك بعض التبديلات فإنها ستكون في الجهة اليسرى، بتوظيف عدنان فلاتة والإيعاز للصقري بالذهاب لمنطقة الوسط الأيسر. وسيحاول نيبوشا الإبقاء على أربعة مدافعين بالاعتماد على جفين البيشي في ظهير الأيمن وخالد بدرة ووليد عبدربه قلبي دفاع، مع الاعتماد على علي العبدلي في الظهير الأيسر، مع احتمال الزج بمحمد عيد كقلب دفاع ثالث على حساب منطقة الوسط، ويعاب على هذا الخط البطء في رد الفعل مع الهجمات المرتدة، إضافة إلى الارتباك مع الكرات العرضية من منافسيه. سلاح الوسط هدف المدربين اعتمد مدربا الفريقين خلال المباريات الماضية على خمسة لاعبين في منطقة الوسط، لاعتقادهما بأن هذه الطريقة هي الأنسب مع ظروفهما خلال هذه المسابقة، فالأهلي يعتمد دائماً على محوري الارتكاز تيسير الجاسم وصاحب العبدالله لأدوارهما المكملة لبعضهما، فالأول صاحب نزعة هجومية، ويعتمد على المهارة والسرعة والتسديد من مسافات بعيدة، ويجيد المباغتة من الصفوف الخلفية لمناطق الخطر، والثاني ستكون مهامه دفاعية بحتة، يحمي من خلالها منطقة العمق، ويتمركز في الوسط الأيمن معتز الموسى ومحمد مسعد في الجهة اليسرى، على أن يبقى البرازيلي كايو أمام هذا الرباعي، ويتحول لعبه من الطريقة الدفاعية إلى الهجومية بحسب امتلاك الكرة، لذلك ستكون مهمة خماسي وسط الاتحاد المكون من كريري والواكد في محور الارتكاز، ومحمد أمين في الجهة اليمنى، ومناف أبوشقير في الطرف الأيسر مشابهة لأدوار منافسيهم، إلا بالدور المناط بالبرازيلي فاغنر بالتنقل في الوسط لاستغلال المساحات، والتمركز في الفراغات خلف محوري الارتكاز في الأهلي. فقر هجومي عملية البحث عن السيطرة على منطقة الوسط أجبرت ديمتري ونيبوشا على الرمي بورقة هجومية وحيدة، تتمثل في مالك معاذ أهلاوياً والحسن كيتا اتحادياً، إلا أن المهاجمين يمتلكان قوة وسرعة تجعلهما قادرين على الوصول إلى المرمى قبل المدافعين، إضافة إلى مقوماتهما المهارية التي ستكسبهما الكثير من الكرات الثابتة الناتجة من الأخطاء، التي ربما ستكون سلاح الفريقين للفوز في مباراة بهذا الطابع والأهمية والحذر. أوراق إضافية يمتلك كلا الفريقين أوراقاً مهمة على دكة البدلاء، ستكون لبعضهم الكلمة متى ما تم منحهم فرصة المشاركة في دقائق المباراة، يأتي في مقدم هذه الأسماء المهاجم الخبير في الاتحاد حمزة إدريس والشاب الهزازي، وفي الأهلي الشابان تركي الثقفي والسلمي.