قفزت قضية الفتنة الطائفية على سطح الأحداث في مصر أمس، وأمضى المصريون ليلة عصيبة إثر تفجر مواجهات بين آلاف المتظاهرين الأقباط وقوات الجيش والشرطة. وفي وقت أكد شهود سقوط ثلاثة قتلى على الأقل في صفوف المتظاهرين، أعلن الجيش مقتل اثنين من جنوده. وجُرح أكثر من 30 شخصاً في الاشتباكات. وقال شهود إن مدرعات تابعة للجيش دهست متظاهرين لدى محاولتها تفريق آلاف الأقباط الذين حاولوا الاعتصام أمام مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون في وسط القاهرة «ماسبيرو» احتجاجاً على منع بناء كنيسة في محافظة أسوان، فيما أعلن الجيش مقتل جنديين وجرح 20 آخرين في المواجهات التي قال إن المتظاهرين استخدموا فيها الزجاجات الحارقة والحجارة والأسلحة البيضاء، وأحرقوا إحدى الآليات التابعة للجيش وسيارات عامة وخاصة. وكان مئات الأقباط تمكنوا من الوصول إلى «ماسبيرو»، لكن قوات الشرطة والجيش حاولت تفريقهم، قبل أن ينضم إليهم آلاف من الأقباط جاءوا في مسيرة من حي شبرا للاعتصام احتجاجاً على مصادمات طائفية بين مسلمين وأقباط في قرية الماريناب في أسوان الجمعة الماضي إثر محاولة عدد من المسلمين هدم مبنى شرع مسيحيون في تحويله كنيسة. وكان مجهولون أطلقوا الرصاص في الهواء لترويع المسيرة التي توجهت من شبرا إلى «ماسبيرو»، ما أشعل غضب المتظاهرين الذين اشتبكوا مع قوات الجيش والشرطة ورردوا هتافات ضد رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي. ولدى وصول المتظاهرين إلى «ماسبيرو»، أطلقت قوات الأمن الرصاص في الهواء لتفريقهم، فردوا بإلقاء زجاجات حارقة على قوات الجيش التي عززت من وجودها في محيط مقر التلفزيون. وشوهدت أرتال من آليات القوات المسلحة في طريقها إلى موقع الاشتباكات، فيما ألقي القبض على عشرات المتظاهرين. وتوقفت حركة المرور تماماً في المنطقة.