اكدت سميرة"سجينة خميس مشيط"أن أول ما ستقوم به بعد خروجها من السجن التوجه إلى أداء مناسك العمرة، وقالت في اتصال هاتفي مع"الحياة":"لن تكتمل فرحتي أبداً حتى أؤدي العمرة، وأدعو الله أن يقبل توبتي ويصفح عني، وان يرحم ويغفر لأخي خالد آل قليص القتيل، كما سأسعى جاهدة لبر والدتي وإخوتي وزوجي، الذين أمضوا معي سنوات عصيبة شاركوني فيها همومي ولم يذوقوا طعماً للراحة". وتضيف سميرة"جزى الله عني آل قليص خير الجزاء، فلن أنسى شهامتهم ومعروفهم ما حييت، وكيف أنسى من أنقذ رقبتي من السيف، وسأدعو لهم ولفقيدهم حتى آخر يوم من حياتي، ولن أنسى والدي ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، على سعيه لإعتاق رقبتي، وأسأل الله أن يجعل ذلك في موازين حسناته". ويأتي ذلك في وقت توقع فيه مصدر الإفراج عن سميرة يوم غد، بعد سقوط الحق الخاص عنها، اثر عفو أولياء الدم أول من أمس، وكذلك انتهاء الحق العام، إذ إن"الأمر السامي يقضي بوجوب حبس القاتل خمس سنوات، وإن تم العفو عنه، وبالتالي فهي تستحق الخروج الفوري، كونها أمضت أكثر من ثماني سنوات". وذكر المصدر ل"الحياة" أنه"تم إنهاء إجراءات التنازل كافة وإصدار صك التنازل في المكان الذي شهد الصلح، وكذلك قضت توجيهات أمير المنطقة خالد الفيصل بسرعة إنهاء الإجراءات الإدارية كافة، وتهيئة السجينة نفسياً واجتماعياً للانتقال لحياتها الطبيعية بين زوجها وذويها". وعاشت سميرة ليلة الجمعة أجواء فرح لم تعشها حتى ليلة زواجها، كما تقول، حيث أقامت سجينات وبمساعدة عاملات في القسم النسائي في العنبر رقم ثلاثة، حفلة ابتهاجاً بإنقاذ رقبة سميرة، وتخلل جوَ الفرح حزنٌ من بعض النزيلات، على فراقها، وبخاصة إحدى السجينات التي انتابتها حالة من الهستيرية من البكاء والنواح. وتضمنت الأهازيج التي رددتها السجينات وشاركهن عدد من الموظفات أبيات مدح وثناء على أسرة آل قليص لموقفهم. وتقول أخصائية اجتماعية في السجن:"رأيت سميرة في منظر لم أرها فيه طوال السنوات الثماني الماضية، فكان وجهها مشرقاً بالفرح وفي غاية الابتهاج". وأسدلت أسرة آل قليص الستار على قضية سميرة، التي شغلت الرأي العام منذ ثمانية أعوام، بإعلانها أول من أمس عتق رقبتها في منزل شيخ شمل قبائل شهران حسين بن مشيط، وبحضور أكثر من 500 شخص من قبائل عسير كافة، تلبية لنداء ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز، وأكدت الأسرة أن"ترددهم في الإعتاق كان بسبب خشيتهم من الفتنة". يذكر أن سميرة كانت تبلغ 24 عاماً وقت ارتكاب الجريمة، وهي حاصلة على شهادة الثانوية العامة، ولم ينقطع زوجها عن زيارتها يومي الثلثاء والجمعة من كل أسبوع طوال ثمانية أعوام، وأنجبت خلال وجودها في السجن ثلاثة أطفال.