أسدل الستار أمس على قضية عريس سجن الطائف عوض عيد الحربي بعد 18 عاما أمضاها خلف القضبان بعد انتهاء قضيته بالعفو عنه بعد سداد الدية البالغ قدرها 27 مليون ريال. وفي التفاصيل أنه جرى أمس الإفراج عن السجين الحربي وغادر السجن، بعد سنوات انتظار تخللتها لحظات حزن وفرح تمثلت في زفافه داخل السجن ومن ثم فرحته بولادة ابنته أمل قبل عامين ونصف العام وفرحته بالعفو المشروط في شهر شوال قبل أن تكتمل الفرحة بجمع مبلغ الدية والإفراج عنه أمس. عدد كبير من أقارب الحربي استقبلوه أمس بدموع الفرح على بوابة سجن الطائف في مشاعر فرح كبيرة. وقال السجين عقب خروجه من السجن «سعادتي لا توصف، الحمد لله، أشكر كل من وقف بجانبي وسوف أتوجه لأسرتي ومن ثم سأتوجه لأداء العمرة، ولا أجد كلمات تعبر عن شكري لكل من وقف بجانبي وساهم في العفو عني، وأشكر كل من قدم لي الهدايا». ويضيف الحربي بأنه بعد السلام على والديه سيتوجه إلى مقر منزله، حيث سيقوم بالسلام على زوجته وابنته «أمل» وإخوانه ثم سيتوجه بعدها إلى بيت الله الحرام لأداء العمرة شكرا لله على نعمته. وميدانيا استلم الشيخ عبدالله بن نحيت صك التنازل وأمر الإطلاق من السجن برفقته الشيخ عناد الحويفي. وكان عريس سجن الطائف أقدم على قتل صديقه فرج السبيعي عن طريق الخطأ وتم التنازل عنه قبل أربعة أشهر تقريبا تنازلا مشروطا بدفع 27 مليونا لورثة المقتول خلال فترة الأربعة أشهر، وهو ما تم دفعه بعد فتح حساب رسمي للحملة مصرح له من قبل وزارة الداخلية بمصرف الراجحي. وقد تزوج المعفو عنه الحربي قبل أربع سنوات ابنة زميله في السجن، الذي نفذ فيه القصاص لاحقا، وأنجب من زوجته ابنته أمل. وكانت قبائل حرب انتهت قبل أسابيع قليلة من جمع دية ال27 مليون ريال التي حدد أهل الدم مهلة لدفعها قبل تنفيذ حكم القصاص، حيث تم جمع المبلغ خلال شهر وثلاثة أيام، وسلم لمحكمة الطائف التي وزعته على ورثة أهل الدم، حيث حصلت والدة القتيل على الثمن، وزوجته على السدس، وحصل ابنه على باقي المبلغ. الطفلة أمل ابنة الحربي وزوجته عبرتا أمس عن فرحتهما الغامرة بخروج رب الأسرة، واجتماعه بهم في المنزل لأول مرة في حياة الثلاثة. وكان ابن القتيل راشد فرج السبيعي أعلن التنازل المشروط في شوال الماضي، إذ أوضح في حينه أنه بعد الاستخارة وبعد المشاورات فيما بينه وبين أفراد عائلته وبعد التفكير المضني الذي أخذ منه الشيء الكثير قرر العفو عن قاتل والده مقابل 27 مليونا، حيث قام بتوقيع إقرار وثيقة التنازل في العقد المبرم بين الطرفين وإعطائهم فرصة تنتهي في نهاية شهر صفر الماضي، وإذا لم يتوفر المبلغ تعتبر الوثيقة لاغية، مبينا أنه سوف يطلب القصاص. الجدير بالذكر أن «عكاظ» تابعت القضية منذ بدايتها وانفردت قبل سنوات بخبر عقد قران الحربي وزفافه داخل سجن الطائف، وهي التقارير التي تناقلتها العديد من وسائل الإعلام العالمية والعربية والمحلية.