عاشت قرية المنيزلة شرقي محافظة الأحساء أسبوعاً من المخاوف، إثر شائعة خروج شبح، أطلقوا عليه اسم"أبو ركبة"، ما أثار قصصاً كثيرة، تناقلها سكان القرية، وأضافوا لها، ما جعل أخبار"الشبح"وحكاياته، تتصدر أحداث الأسبوع الماضي. وجاءت تسمية الشبح بهذا الاسم نتيجة لهيئته، التي وصفها بعض من شاهدوه، إذ أنه"من دون أقدام، ويمشي على ركبتيه بجانب سور مقبرة القرية، وهو ذو هيئة غريبة ومرعبة"، إلا أن هذه الرواية انكشفت حقائقها بعد أن اعترف المسؤول عن رعاية المقبرة بالقصة الحقيقية لهذا الشبح المزعوم. وشاعت قصص الشبح شيئاً فشيئاً في أجواء من التصديق بوجوده، لأن أحد الأشخاص الذي رآه أصيب بمرض نفسي، ما أن وقعت عيناه عليه، وكانت هذه الروايات والقصص، التي تصف حياة هذا الشبح الغريب، تتناقل بشكل كبير، إلى أن اعترف المسؤول عن خلق هذه الشخصية الوهمية بأكذوبة"شبح أبو ركبة". وجود هذا الشبح كان على يد مسؤول المقبرة الذي ضاق ذرعاً من دخول متطفلين إلى مقبرة البلدة، واللعب داخلها وتخريب مرافقها والعبث في غرفها وأدواتها، وحتى سرقة أجهزة، ومنها مكبر الصوت. وأصبح جدار المقبرة من الأماكن المفضلة لتجمعات مراهقين وأطفال، فما كان منه إلا أن أشاع خروج الشبح لطرد المخرّبين عن المقبرة التي يرعاها. وأوجدت الانتهاكات التي طالت المقبرة الشبح، الذي نجح في إبعاد الأطفال، ولو لأسبوع، إلا أنه أصبح أسطورة. وواجه المسؤول عن المقبرة انتقادات حادة من سكان مجاورين للمقبرة، لكونهم"عاشوا أياماً من الخوف والقلق والرعب، ما أن يتحرك قط في المنزل حتى يذهب الذهن إلى الشبح"بحسب قول بعضهم، إلا أن آخرين أشادوا بالفكرة، وتمنوا لو"أنها عاشت لأكثر من ذلك، لدرء التخريب عن أهم المواقع في البلدة". وأصبح"شبح أبو ركبة"أداة لتخويف الأطفال، إلى جانب"أم الخضر والليف"النخلة، و"حمارة القايلة"، و"السعلوة"الجنية، و"أبو العبل"صاحب الجدائل، و"حقنة الطبيب". وشهدت الأيام الماضية هدوءاً غريباً بجوار المقبرة المعنية، للدلالة على تأثير هذه الإشاعة على الأطفال الذين يفضلون اللعب بالقرب منها. وكان مصلى المغتسل، ولوقت قريب، المكان المناسب لمبيت المطرودين من منازلهم، وكانت المقبرة ساحةً للتحديات وإثبات القوة بين المراهقين، الذين يتراهنون في ما بينهم على التغلب على رهبة هذا المكان في صور مختلفة، ما أفقد المقبرة خصوصيتها واحترامها، لكونها مكاناً لتكريم الموتى.