سجل قسم العظام في مستشفى الملك فهد في الهفوف نجاحاً يُضاف إلى نجاحات أخرى على صعيد العمليات المعقدة، التي يقوم بها فريق سعودي متخصص، بعد أن حوّل إعاقة مصاب في حادثة مرورية إلى حياة وحركة، إثر خضوعه لعمليات ترميم وتعديل التشوهات الناجمة عن الحادثة، التي وقعت له أخيراً. فيما تجري الاستعدادات لتطويل قدم فتاة نحو 15سم. ودخل المصاب المستشفى الأربعاء الماضي بعد تعرضه لحادثة مرورية، أدت إلى كسر مضاعف في الفقرة الصدرية ال12، وتهشم في الكوع الأيمن، مع وجود تشوه خِلقي وتقوس في العمود الفقري من الجهة الصدرية العنقية، لتسجل إصابته"من ضمن الإصابات المعقدة والمستحيلة الشفاء"، وفي حال النجاة يرجح الأطباء"عدم قدرته على الحركة". ووصلت نسبة الكسر الذي تعرض لها إلى حدود 50 في المئة، إلا أن ما ساعد الفريق الطبي، الذي ترأسه استشاري جراحة العظام الدكتور أحمد البوعيسى، أن الكسر لم يؤثر على الأعصاب، ما جعل الأمور تسير إلى صالح الأطباء. وبدأت العملية بتثبيت العظام بأسلاك خاصة، وبطريقة الأحجية، ولم تتجاوز الساعة، ثم قام الفريق الطبي بإجراء جراحة للعمود الفقري، وجرت الأمور بسلاسة من دون حدوث مضاعفات أو أخطاء، إلا أن عملية الكوع المتفتت كانت الأصعب، على رغم اعتياد الفريق الجراحي على مثل هذه العمليات، لكنها كانت بمثابة تحدٍ لهم. وبدأ المريض بالتحرك من فوق السرير في اليوم الأول، ليعطي مؤشراً على نجاح العملية، وفي اليوم الثاني مشى مسافة أكدت كسب الرهان، وهو يتمتع الآن بصحة جيدة، ويحيط به التفاؤل والسعادة. ويحتفل الفريق الطبي، المكون من الدكتور أحمد زيتوني، والدكتور إبراهيم الأحمد، والدكتور أحمد البوعيسى بنجاحهم. وتعتبر عمليات تثبيت العمود الفقري من العمليات الضرورية والمهمة، التي تتطلب إنشاء مركز خاص بوحدة العمود الفقري وجراحته، ليخدم قسم العظام في المستشفى. وعلمت"الحياة"أن هذه الوحدة في طور الإنشاء، وسترى النور قريباً، لتتحقق بذلك مطالب القسم بإنشاء مثل هذه الوحدة الضرورية. وأجرى المستشفى أكثر من خمس عمليات من طريق جراحة الأعصاب، وحقق من خلالها نجاحات متطورة في هذا المجال، لتضاف إلى العمليات النادرة الأخرى التي يقيمها في شكل أسبوعي، مثل إعادة الأعضاء المبتورة، وجرت أولى عملياتها قبل عامين، ونجحت سبع عمليات حرجة لأعضاء مُنفصلة عن الجسم. كما سُجل القسم رائداً في عمليات تطويل العظام بأحدث الأجهزة، من طريق جهازين وملحقاتهما وفرتهما وزارة الصحة ثقة منها في قسم العظام في الأحساء، حتى بات القسم يستقبل حالات من خارج المنطقة لإجراء عمليات معقدة ومتطورة. واستقبل الفريق الطبي أول من أمس فتاة تعاني قصراً في الساق بمقدار 17 سنتيمتراً، وسيجرى لها عملية تطويل لعظمة الساق بمقدار 15 سنتيمتراً، وستجرى على مرحلتين، الأولى يتم التطويل من ستة إلى ثمانية سنتيمترات، وتتم خلال ستة أشهر، والثانية تتم بعد مرور عام كامل. وحولت هذه الحالة من الدمام إلى الأحساء، بعد نجاح عمليات كثيرة من هذا النوع، إذ خضعت طفلة تعاني تشوهاً في القدمين، وتقوساً حاداً إلى العملية ذاتها، وكانت النتائج مبهرة، حيث إنها استطاعت أخيراً الوقوف والسير بصورة صحيحة، ونالت أملها بأن تكون طبيعية بين أقرانها. وخضعت سيدة في نهاية العقد الرابع إلى عملية التطويل، وتصحيح اعوجاج في القدمين، وبعد انتهاء العملية وفترة العلاج الطبيعي، وقفت لتملأ العيادة بالدموع والفرح، ونجحت الجراحة على رغم وزنها الزائد الذي لم يحل من دون تحقيق نتائج جيدة. وبدأ القسم برنامجاً خاصاً لتأهيل الأطفال المعوقين، من طريق وحدة خاصة كانت نتاج أكثر من سبع سنوات من العمل الشاق، ويعرض المريض أمام حلقة كبيرة من الأطباء مختلفي التخصصات، لتتم تهيئته طبياً وعلمياً ونفسياً واجتماعياً من طريق تغطية جميع النواحي التي يمكن أن تحول دون تقبله لإعاقته.