هبت رياح الهبوط على فريق النصر بعد الخسارة الموجعة، التي تلقاها أخيراً من نظيره الحزم 1-2، التي دحرجته إلى المركز ما قبل الأخير في قائمة ترتيب كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، ومع استمرار نزيف النقاط يمكن أن نرى"العالمي"في مصاف أندية الدرجة الأولى. وعلى رغم محاولات الإصلاح المستمرة التي قامت بها إدارة النادي، إلا إنها لم تنجح، إذ كانت أولى مراحل إصلاح الفريق، تسريح المدرب البرتغالي جورج آرثر بعد فراغه من المعسكر الإعدادي الذي أقيم قبل بداية الموسم الحالي في مدينة برشلونة الاسبانية، وذلك بعد أن تبين لها ضعف برنامج الإعداد في المعسكر الخارجي، وألحقت بآرثر عدداً كبيراً من لاعبي الخبرة، يتقدمهم محسن الحارثي وإبراهيم ماطر وفيصل سيف وهادي شريفي وناصر الحلوي، وكان ذلك إحدى الطرق العلاجية التي انتهجتها الإدارة النصراوية بحجة تجديد دماء الفريق باللاعبين الشبان كأحمد الخير وسلطان بخيت وحمد الصقور وخالد السلامة، الذين لم يقدموا أفضل من مجموعة المبعدين، وخسرت قبل ذلك خدمات صانع الألعاب سعد الزهراني الذي انتقل لفريق الفيصلي مع الحلوي والجهوي، وقدموا حضوراً لافتاً مع"عنابي السعودية"، والمدافع احمد العجمي الذي عاد لبيته الأول"نادي الخليج"، ولم تتوقف بوابة التسريح عند ذلك الحد، بل خرج منها أيضاً أحد أهم العناصر في وسط الفريق اللاعب بدر الحقباني، الذي انتقل للشباب بعد انتهاء عقده مع النصر، كما قدم من جانبه فيصل سيف رسالة هو الآخر للإدارة بأنه ما زال قادراً على العطاء الكروي من خلال اللعب في صفوف فريق الاتحاد. وعلى رغم رسائل التأكيد على قدرتهم الفنية على العطاء التي بعثها اللاعبون المبعدون عن"القميص الأصفر"لإدارة النادي، إلا أن الأخيرة ألحقت بهم اللاعبين بندر تميم ومحمد معجب، وعلقت جرس الإنذار الأخير لبعض اللاعبين في الفريق بقرب تسريحهم وفي مقدمهم الحارس"الخبير"محمد الخوجلي. وفي المقابل، جلبت إدارة النصر لاعبين ليسوا في طموحات"جمهوره الصابر"كالبرازيلي دينلسون الذي تقاضى مبالغ كبيرة، كانت كفيلة بإبقاء الحقباني في خريطة الفريق وجلب لاعبين محليين ذوي كفاءة فنية عالية، لكن خبرة النجم البرازيلي الواسعة لم تفد الفريق بشيء، وأبقت الإدارة على البنمي بلانكو الذي لم يقدم ما يشفع له بالبقاء ولم تسرحه إلا أخيراً بعد الضغوط الكبيرة التي تلقتها من أنصار النادي، إلى جانب استعانتها بخدمات المدافع التوغولي ماساماسو الذي انخرط هو الآخر في دائرة المستوى الفني المتدني الذي دب في عروق الفريق. ولم يستطع المدرب الوطني يوسف خميس، الذي تولى مهام المدير الفني خلفاً لآرثر إصلاح حال الفريق الفنية، اذ لم يدم طويلاً في منصبه وخرج من بوابة التسريح هو الآخر، بعد أن عجز عن معالجة الداء، وحل مكانه الأرجنتيني هايبكر الذي استعانت به الإدارة من قطاعي الناشئين والشباب للاستفادة من خبرته الفنية العريضة وإعادة فريقها لركب المنافسة في الدوريين المحلي والعربي، غير أنه فشل أيضاً على رغم الايجابيات التي تحققت للفريق في المباريات الماضية في دوري أبطال العرب، وأمام الغضب العارم الذي شنته الجماهير على تلك القرارات المتتالية وضعف عملية البناء التي أعلنتها الإدارة، جاء المدرب البرازيلي باتريسو أملاً بانتشال الفريق، ولم تكن حاله أفضل من سابقيه، وتوالت الخسائر على الفريق من منافسيه على المراكز المتأخرة التي تجاوزته هرباً من شبح الهبوط، للبحث عن مناطق الدفء والأمان وآخرها من"حزم الرس". ويرى المتابعون للبيت الأصفر أن إدارته لم تحسن وضع خطة مدروسة لعملية البناء والتجديد، التي أعلنت عنها في بداية الموسم، إذ لم تكتمل عملية البناء الحالية في قواعدها الرئيسة، إذ إن رغبة امتصاص غضب الجماهير في تحقيق نتائج إيجابية في الدوري العربي، أوقفت اهتمامات الإدارة بالبناء المنشود، وكانت وما زالت تمني النفس المتعطشة للبطولات، بتحقيق كأس دوري أبطال العرب لسد به عطش السنوات السبع العجاف التي لم يحقق خلالها الفريق بطولة كروية. وزاد من تعثر عملية البناء عدم وجود دماء شابة مؤهلة في درجة الشبان، لتدعيم الفريق الأول بها، إذ لم تنجح درجة الشباب سوى في تقديم اللاعبين إبراهيم شراحيلي الموسم الماضي ومطلق العتيبي، إلى جانب الاستعانة بخدمات مدافع فريق الفتح الشاب حسين الجويهر، الذي لم ينال مع العتيبي فرصة كافية للمشاركة في المباريات. ويتساءل المتابعون أيضاً عن عدم قيام الإدارة بإحلال لاعبين محليين أكفاء فنياً مكان المبعدين. والى جانب ذلك، فإن دائرة المشكلات في النادي العاصمي تتسع، وتزداد اتساعاً مع مرور الوقت في عدم إيجاد الحلول والمعالجة، إذ إن المطالبات المالية من محمد الخوجلي 500 ألف ريال وإبراهيم ماطر 1.7 مليون ريال واقتراب موعد تجديد عقد المهاجم عبدالرحمن البيشي وتأخر صرف الرواتب، أدى أيضاً إلى حلول عتمة الإخفاق العام داخل بيت النصر، إذ استمر العزوف الكبير من بعض أعضاء الشرف المعروفين بالدعم المادي عن دعم الإدارة، ما أسهم كثيراً في تلك المشكلات. وعلى رغم ضياع الحل الصعب لدى النصراويين، تبقى جماهيره بحضورها اللافت في غالبية المباريات هي"المكسب"، الذي سيخرج به"العالمي"هذا الموسم على رغم ما تجرعته من خسائر عدة من منافسيها ومن الوعود الكثيرة التي تلقتها من إدارتها. وأمام الأزمة الحرجة التي طوقت أعناق الإدارة، ما زالت الأخيرة منصبة في أعمال إنشاء قناة فضائية للنادي لمنافسة جارتها الزرقاء، وأكاديمية لتعليم كرة القدم وسط غياب لافت للسيولة المادية التي تفي بتحقيق ذلك، ومراقبة الآخرين الذين يتسابقون في حصاد نقاط الدوري السعودي.