سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إعلامي وأكاديمي سعودي : أهل المهنة عراة يمارسون شعوذة كشف المستور ... ولكنهم لا يقبلون أن تكشف أسرارهم ! . فهد الطياش ل "الحياة": أتمنى أن تفتفت وزارة الإعلام ! ... وإذاعات "إف إم" ليست خطراً كيماوياً يهددنا
فهد الطياش إعلامي صنع نفسه بنفسه... طرق كل المجالات الإعلامية ومارس كل الفنون فيها... درس وتخصص في الإعلام وأبدع، اختار المدار الأكاديمي ليحلّق مع أفلاكه... درس وعاد وهو يتفجر طاقة وجذوة وإبداعاً... وما إن وجد الكون الأكاديمي مثقلاً بالتلوث والثقوب السود حتى سارع وامتطى مركبة القطاع الخاص، ليصنع لنفسه مساراً آخر في مداره الإعلامي.. وهناك مارس كل شيء.. الصحافة والإدارة معاً، ما منحه نضوجاً إعلامياً كفل له التميز والتفوق. والجلوس في حضرة الدكتور فهد الطياش أستاذ الإعلام في جامعة الملك سعود، يجعلك في صراع مع الزمن تريد أن تلحق معه بكل شيء، وتحيط بكل شيء... ونحن هنا نحاول أن نسلط الضوء على قضايانا الإعلامية، وعلى قضاياه هو أيضاً، لنخرج معه إلى فضاءات أكثر اتساعاً، ولنكون شاهدين على صراعات المهنية والأكاديمية في الإعلام، وعن المشهد السعودي في الإعلام، وعن الشركة السعودية وشهادته فيها بعد خروجه منها، وعن... وعن... والقائمة تطول، والجلسة تحلو مع الدكتور فهد الطياش الإعلامي الأكاديمي دائماً متهم... من المستفيد من لائحة الاتهام هذه؟ - دعنا نتفق أولاً على أن الإعلامي دوماً متهم وليس الأكاديمي فقط، ومن هنا تبرز أهمية اتهام الإعلامي أمام بقية شرائح المجتمع. فطالما أن الاعلامي يحمل لواء الدفاع عن مصالح الناس، وكشف ملابسات سوء الأداء، فعليه ايضاً ألا يخرج من دائرة الحساب. فالإعلامي عين للناس يَرى بالفتح ويُرى بالضم. يقول الاستاذ ابراهيم العنقري وزير الاعلام السعودي الأسبق:"عندما كنت في وزارة الداخلية كنت اتصور انني ارى كل الناس في مجتمعنا، وعندما اصبحت وزيراً للإعلام انقلب ذلك التصور رأساً على عقب، فلم يعد باستطاعتي رؤية الناس ولكنني اصبحت مشاهداً ومكشوفاً امام الجميع. وهذه يا سيدي صناعة الاعلام، عراة يمارسون شعوذة كشف مستور البعض وإلباس البعض الآخر ثياب العفة، ولكن لا يقبلون ان تُكشف اسرارهم. اما من المستفيد من اتهام الاعلامي الاكاديمي فكثر، وأولهم الطلاب الذين يرغبون في معرفة قدرات هذا الساحر في قاعات المحاضرات، لعله يلقي درة من الدرر الابداعية فتلقف ما يأفكون من صور سلبية عنهم في إعلامنا المحلي. وهناك ايضاً المتلقي الاعلامي الذي يرغب في التعرف على العقول الاكاديمية المميزة، وهي تقدم رؤية جديدة تختلف عن الطروحات السطحية لبعض مبتدئي الصحافة وصحافيي الفاكس والايميل. المهنيون... والأكاديميون المهنيون يرون في أنفسهم الكفاءة والمقدرة على تسيير العمل الإعلامي من دون الحاجة إلى دراسة تخصصكم؟ - المعركة بين اصحاب الخبرات الميدانية واصحاب التخصص الاكاديمي لن تنتهي، فهي لا تختلف في بعض الاحيان عن محاولة تكوين اسرة سوية في محيط مرضي، ينتهي بالتطليق لعدم تكافؤ النسب مع المهنة او المنتمين إليها. كما ان الساحة الاعلامية ليست حكراً على الدم الازرق من هذه الفئة او تلك، و إنما هي ساحة لذوي الياقات الزرق لخدمة المجتمع. ولذلك... لنترك المستفيد يحكم من الاجدر بإدارة الشأن الاعلامي،"والماء يكذّب الغطاس". وفي جانب آخر، ما الذي يجمع بين اهل الخبرات المكتسبة واصحاب التخصص الاكاديمي؟ الذي يجمعهما هو فعل الاكتساب المعرفي عبر عمليات التعلم المختلفة. ولو تمعّنت في سؤالك جيداً لوجدت انني اتفق معك في ان اصحاب الكفاءة أولئك قادرون على تسيير العمل الاعلامي، لأن تسيير العمل الاعلامي محدود في السلم البيروقراطي. ولن تخرج تلك الكفاءة من شرنقة التسيير الى فضاء صناعة الاعلام الواسعة. اما الاعلامي المتخصص أكاديمياً فهو صانع رسالة واختصاصي اتصال، ويملك شهادة في ادارة الشأن الاعلامي وليس رخصة خبرة في قيادة وتسيير مركبة العمل اليومي. الصحافة مهنة من لا مهنة له، لماذا تصر على هذه المقولة كثيراً؟ - أردد هذه العبارة لأنها نبعت من رحم الصحافة لا من قاعات المحاضرات في الجامعة. فمن يرددها ويؤمن بها من الصحافيين المميزين أكثر بكثير من الاكاديميين. والسبب وراء هذه العبارة ليس التقليل من شأن الصحافي السعودي مثلاً، وإنما هي لكشف العيب او الخلل الاداري الذي يجعل الصحافي المميز يلجأ لوظيفة اخرى ويعمل في وظيفة صحافي متعاون، حتى لا يُؤذى في رزقه بقرار فردي او مزاجي. وهذا الباب فتح الصحف امام من هب ودب. وبإمكانك ان تقوم بعملية تحليل محتوى للصحافة المحلية لتكتشف تلك الحقيقة بالعين المجردة، وليس تحت مجهر"مراسلون بلا حدود". هل مناهج أقسام الإعلام سببت تأهيل كوادر غير قادرة على التعامل مع المتغيرات الإعلامية حولها؟ -"تأهيل كوادر غير قادرة"إن كانت الجامعات حققت ذلك، فهي في سبيلها للمنافسة العالمية. ولكن دعني أقل إن مناهج الاعلام مرت بفترات مختلفة تحت مسمى تحديث الخطط، ومع الاسف الشديد انبثقت معظم تلك الخطط من عمليات تفصيل المواد بحسب ميول بعض اعضاء هيئة التدريس، وليس بحسب الحاجة إلى التخصص او سوق العمل او التعامل مع المتغيرات الاعلامية كما ذكرت. فأقسام الاعلام هي جزء فاعل في خلق تلك الصورة السلبية التي برزت في سؤالك السابق. خلل المعادلة السعودية في الإعلام العنصر السعودي ما زال مغيباً في القنوات الفضائية، على رغم رأس المال السعودي المستثمر فيها... إلام تعزو ذلك؟ - هناك خلل في التصور لدى بعض اصحاب رؤوس الاموال، وبعض المسيرين للفضائيات المحسوبة على السعودية بالاسم فقط. فبعض اصحاب رأس المال اقتحموا الميدان من زاوية التجارة وليس من بوابة الوطنية، والمسيّر يرى ان العنصر السعودي غير جدير بتسيير عجلة الاعلام الاحترافي، واذا برزت كفاءة سعودية فهي خطر في بيئة العمل يجب الخلاص منها. وهكذا سنستمر في خلل المعادلة بين حضور المال السعودي وغياب الدم الوطني. وفي ثقافتنا الشعبية حلّل الآباء هذا المأزق عن طريق تحليل السلوك الجنسي ل"بهيمة الأنعام"، وخلصوا الى أن"عنز الشعيب ما تحب الا التيس الغريب". والقنوات الفضائية التي تتحدث عنها ربما تكون من فصيلة"بهيمة الإعلام". بعد الدكتوراه، ما أبرز الصعوبات التي واجهتك في قسم الإعلام؟ - تذهب في رحلة علمية لاكتساب خبرات التطوير ثم تعود لميدان التطبيق، ولكن وفق قواعد ثقافة"مكانك سر". ثم تُفاجأ بعد فترة بأن السماء الاكاديمية المحيطة بنا قد انفتحت علينا بسيل منهمر من شهادات الدكتوراه التي لا تسمن ولا تغني من جوع علمي، بل ولم تكن من متطلبات عودة الحاصل عليها للعمل الاكاديمي. وأخشى ان يستمر الوضع دون أن أتمكن من الدعاء بأن يكون هذا المطر على الآكام أو منابت الشجر، وقبل فوات الأوان، فنُتهم بتهمة"غسيل الشهادات". هل البيئة الجامعية عندنا غير صالحة للإبداع والتفاعل؟ - لو قام منصف بزيارة ما يسمى بالمدن الجامعية لدينا، فلن يجد فيها ما يجسّد حقيقة المدينة الجامعية، ناهيك عن التفاعل والابداع. فهذه المدن هي عبارة عن ثانويات عامة بلا اسوار. ولذلك غاب الابداع وضربت البيروقراطية السلبية اطنابها في العمل الاكاديمي. وانحصر ابداع الطلبة في ما يحقق متطلبات التخرج وأبحاث اعضاء هيئة التدريس لمتطلبات الترقية. جامعاتنا لا تعترف بنا...! كثيراً ما تتعرض الجامعات إلى هجوم وانتقاد.. لماذا لا تلجأ إدارة الجامعة لأقسام الإعلام للدفاع عنها؟ - أولاً... الامر لا يقتصر على توظيف الخبرات الاعلامية، بل يتجاوز الى الاعتماد على الخبرات من خارج الجامعة في تقديم خدمات تقوم بها الجامعات للغير وليس لنفسها. ولكن من باب الدفاع عن اقسام الاعلام، فهي من ضمن منظومة الجمهور الداخلي للجامعات الذي يعكس عدم الرضا في الأحوال العادية، فكيف بهذا الجمهور الداخلي وهو يرى من يقوم بتعرية الجامعات لمصلحة الوطن ولمصلحته؟ أما توظيف الخبرات فهو يتم على نطاق ضيق، ولكن"زامر الحي لا يطرب". الصورة النمطية لجامعاتنا، خصوصاً بعد كارثة التصنيف الأخير، ألا تستحق أبحاثكم ودراساتكم كمتخصصين في ذلك؟ - عن أية أبحاث تتحدث؟ أبحاث الترقية ام الأبحاث المدعومة من الجامعات لإصلاح بيتها او خدمة المجتمع؟ نحن ما زلنا في مرحلة رفض الاعتراف بالتقصير، وعندما نستطيع تجاوز ذلك ستكون هناك ابحاث تصب في الاتجاه الصحيح. أما بخصوص الازمة الاخيرة فهي ليست موجّهة للجامعات فقط، وإنما وزارة التعليم العالي نالت النصيب الاكبر من اللوم، ومع ذلك لم تشكّل فريقاً من المتخصصين بموازنة مناسبة لوضع الجامعات السعودية واستثمارات الدولة فيها في إطارها الصحيح، وليس من خلال التقليل من شأن هذه التصنيفات العالمية. عضو هيئة التدريس إلى أي مدى وصل إحباطه... وهل ما زالت هناك بارقة أمل؟ - وصل طويق ولم يبلغ الزبى بعد. ولعل مؤشرات تسرب أعضاء هيئة التدريس تحكي القصة بوضوح. وكذلك بقاء اعضاء هيئة التدريس في اروقة الجامعة خارج نطاق المحاضرات والاجتماعات فهي نادرة الحدوث. فإذا كانت"الارض بتتكلم عربي"فماذا عسى الجامعة أن تتكلم؟! رسائل إحباط وتسرب وملل وتقاعد باكر كحل لمن لا يملك الحل، أما بارقة الأمل فبدأت تلوح في الأفق. لماذا يصر البعض على أن الأكاديمي لا يصلح لأي منصب إداري؟ - التعميم المطلق خطأ. فالكثير من الوزارات والشركات الكبرى تدار بعقول أكاديمية خرجت من حرم الجامعات. ولكن أتفق معك في أنه ليس كل اكاديمي مديراً. فهو في الاصل باحث وبرؤية اكثر شمولاً. فإذا قبلنا مقولتك هذه فإن صاحب الخبرة هو الأصلح للإدارة. ولكن دعني اقل لك إنه إذا كان صاحب الخبرة يعمل الأشياء المنوطة به جيداً، فالأكاديمي يعمل الاشياء الجيدة للمنشأة لامتلاكه الفكر وأدوات التقويم. لم أهرب إلى الشركة السعودية إعارتك للشركة السعودية للأبحاث والنشر هل هي هروب من الجو الأكاديمي؟ - بل فيها رد على سؤالك بأن داخل الحرم الاكاديمي من يصلح للعمل المهني والاداري. فتجربتي تخالف رأيك. فقد عملت نائباً لرئيس تحرير"الشرق الأوسط"ابان ازدهارها، ورئيساً مكلفاً ونائباً لرئيس تحرير"الاقتصادية"، وأصبحت نائباً للمدير العام للشركة السعودية للأبحاث والنشر، ثم مديراً عاماً لها وللشركة السعودية للعلاقات العامة، ومديراً في الشركة السعودية البريطانية، ثم رئيساً لتحرير مجلة"المجلة"، كل هذا وانا العبد الاكاديمي التنظيري الفقير الى عفو ربه. ولكن يجب ان أشهد بالفضل لأهله، فكل ما استطعت تحقيقه كان بدعم وتشجيع من والد الكفاءات الإعلامية السعودية الأمير الإعلامي المعلم سلمان بن عبدالعزيز، وباحتضان من الامير احمد بن سلمان يرحمه الله، ومن بعده الأمير فيصل بن سلمان رئيس مجلس إدارتها حالياً. العمل في لندن ماذا يُكسب صاحبه؟ - يكسب صاحبه القدرة على اكتشاف امراض كثيرة في جاليتنا العربية. فهناك تتكشف لك العبارة التي انتقدتني بتكرارها سابقاً"أن الصحافة مهنة من لا مهنة له"، تتجسد لك عندما تكتشف أن ضابط الايقاع في الملهى الليلي يتحول في النهار الى ضابط للإيقاع في صحيفة، وآخر يتحول من"بودي غارد"في ملهى الى محرر الفن في صحيفة اخرى. وتكتشف في لندن أن وهم العظمة لدى البعض مكتسب من الصراخ الديموقراطي في زاوية"هايد بارك"، ثم يتحول هذا الصراخ الى نعيق اعلامي تفرزه لنا الفضائيات الجديدة. ويتحول هذا الناعق الى خبير في قضايا الخليج وأهله والاستثمار فيه. عملت في التحرير ثم انتقلت للإدارة، في أيهما وجدت نفسك أكثر؟ - من يملك الخبرة التحريرية والإدارة الصحافية والتخصص الاكاديمي فقد ملك مقومات العمل الصحافي الناجح. وأنا مدين للامير احمد بن سلمان بذلك. فعندما تم ترشيحي لرئاسة تحرير صحيفة"الجزيرة"ابلغني يرحمه الله بأنه يرغب في انتقالي من تجربة التحرير لتجربة الادارة، وهكذا توليت ادارة الشركة السعودية للابحاث والنشر. ولذلك أجد نفسي في الجانبين، وان كانت ادارة التحرير هي الأقرب لي. بعد وفاة الأمير احمد بن سلمان فقدت الأوكسجين في الشركة فغادرتها بسرعة؟ - لم أفقد الأوكسجين وحدي بل فقده الاعلام السعودي والعربي، فشخصية الأمير احمد يرحمه الله لا تتكرر بسهولة، فهي شخصية جمعت، وبتوازن عجيب، صفات الجندي الشجاع والفارس الشهم ورجل الاعمال المغامر، وجوانب من التدين المتسامح والوطنية المفرطة والعروبة المتوازنة والمرح. شخصية متناغمة ومتوازنة مثل تلك عندما نفقدها نفقد معها محيطاً من الأوكسجين، وتتساقط بعدها الاسماء صرعى. ربحوا بعدي... لكن خسارتهم أكبر! هل صحيح أن الشركة لم تربح إلا بعد خروجك؟ - في صناعة الإعلام هناك علاقات عكسية وطردية. فعلى سبيل المثال عندما يتم تجويد المنتج الاعلامي وقيام الوسيلة بالدور المؤسسي المستقل، يقل احياناً الدخل الاعلاني. وعندما تزيد الاحتفائية بالمعلن على حساب المجتمع، تتحول العلاقة العكسية الى طردية فتتحق الارباح المتفوقة، هذا من الناحية النظرية. فعندما كنت مديراً للشركة السعودية للأبحاث والنشر لم أكن اعمل في فراغ او باستقلالية، وإنما اطبق فلسفة مؤسّساتية تقوم على تجويد المنتج على حساب الربح. فالفلسفة كانت: إذا ربحنا الوسيلة الناجحة جماهيرياً فالمجتمع كله يربح، واذا ربحنا الوسيلة الناجحة تجارياً تربح الشركة فقط. لقد كانت مطبوعات الشركة عندما كنت في فريق الادارة تمثل الارقام الصعبة في المعادلة الاعلامية. أما الآن فلا استطيع الاجابة عن سؤالك، ولكن يفهم منه انك تستند إلى الارقام المعلنة في موازنة الشركة، وبذلك: هل تريد القول في سؤالك انها ربحت في سوق الاعلان وخسرت في سوق الاعلام؟ الإجابة تحتاج الاستعانة بصديق. ألا تستحق تجربتك في الشركة أن تفرد لها كتاباً يرصد أيامها ولياليها؟ - التجربة التي تتحدث عنها تستحق اكثر من كتاب، ولعل ابرزها المشاركة في تغيير خريطة النشر التابعة لمطبوعات الشركة، من حيث عودة بعض الاصدارات من غربة لندن الى الواحات العربية. وكذلك المشاركة في تأسيس مركز النشر في الرياض. ولكن التجربة التي سأفرد لها كتاباً سيرى النور قريباً، تتمثل في كتاب وفاء للأمير احمد بن سلمان الذي حرص على تكريس مفاهيم التدريب والتأهيل للشباب السعودي في مجال الاعلام. وهذا الكتاب بعنوان"أساس العمل الإعلامي: ثقافة وصيغ الاتصال والإعلام التطبيقية"، واستخدمت فيه مختصرات اسم الامير احمد"أساس"، وسيكون الإهداء له والأرباح لجمعية رعاية الأيتام إنسان، فادع الله ان يوفقني في انجاز هذا العمل التطبيقي. لك مشروع طموح لإنتاج فيلم عن صلاح الدين... هل لنا في رؤية أوضح له؟ وهل قطعت شوطاً طويلاً فيه؟ - هناك سوء فهم تم نشره في مجلة"المعرفة". فمشروع فيلم صلاح الدين هو للمخرج مصطفى العقاد، وكان الامير احمد بن سلمان يرحمه الله يريد مساعدته في تمويل الفيلم، وطلب مني درس جوانب الرسالة الاعلامية، وآلية جلب التمويل الكبير له. لكن توفي الامير احمد قبل ان يكتمل المشروع وتبعه مصطفى. وهكذا يبقى مشروع فيلم صلاح الدين امانة في يد من يستطيع حمل الامانة، لتحسين صورة المسلمين في عالم يسعى وبشكل فج لقلب الحقائق، واستعداء الجنس البشري على من يشهد بوحدانية الله وبرسالة المصطفى ص. أما المشروع الذي أتحدث عنه فهو مشروع كتابة نص درامي يقدم رؤية سعودية لمشكلة عالمية، ومن خلال تبني شخصية سعودية بمقاييس عالمية لفكرة الفيلم. فأرجو ان تتلاقى فكرتي الدرامية مع رؤية هذه الشخصية السعودية لتبني الفيلم. كيف ترى الإعلام الغربي باللغة العربية صحفاً كان أو مجلات أو حتى قنوات فضائية؟ - سوقنا الاستهلاكية المفتوحة تقدم فيها وجبات مغايرة عن وجبتنا الوطنية من الإعلام. فالرسالة غربية الهدف، والصانع عربي متغرب، والمتلقي مواطن مستغرب منها، وتتلاطمه الأمواج الفضائية والارضية، ولكنه بدأ يعيد حساباته مع مقاصد هذا الإعلام الهابط عليه من سماء الحرية، بحجة واهية هي خدمته. "الحرة"تحتاج إلى"موفق حرب" لو عرض عليك منصب رئاسة قناة"الحرة"هل ترضى؟ - هم بحاجة إلى مواصفات من هو"موفق"ويجيد لغة"حرب"الإعلام على الإرهاب، أما لو عرض المنصب عليّ او على اي سعودي او خليجي آخر، فيجب ان يبادر للدخول في مجال المنافسة الاحترافية، ويسعى لتقديم تغطيات متوازنة. فلقد سئمنا الإعلام بعيون عربية حاقدة. لماذا العنصر السعودي مستهدف في البرامج الفضائية؟ - لأنه الحلقة الأضعف في ميدان بدائل الترفيه التي تتوافر لديه غير الفضائيات الجديدة من الاستراحات. فهو الجيب الاكثر انتفاخاً والعقل الاكثر فراغاً في عيون شركات الاعلان والفضائيات. ونغضب لهذه الصورة السلبية ونجسّد ما هو انكى منها عند الاتصال بتلك الفضائيات. هل نعيش زمن الإعلام المتخصص؟ - منذ زمن بعيد، ولكن ما زلنا نحبو في زمن المؤسسات الصحافية، وغصب واحد وغصب اثنين و 3و4..الخ. في 2007 سيصدر عدد من الصحف اليومية المحلية، هل تتوقع لها النجاح أم ستشفق عليها؟ - لا أشفق عليها بقدر ما أشفق على المجتمع، الذي يتعامل يومياً مع وسائل إعلامية ماتت مهنياً ولم تقبل بالموت الرحيم اوسحب اجهزة التنفس الاصطناعي. نحن في حاجة للعديد من الصحف، والجمهور والسوق هما من يقرر حياة الوسيلة او موتها، بل ارجو ان تتاح لي الفرصة لخوض التجربة، وليشفق علي من يريد لإعلامنا الثبات وسط صناعة متغيرة ومتطورة بشكل متسارع. "الشرق الأوسط"و"الحياة"كيف ترى نسختيهما المحليتين؟ - لم يكن الأمر بالسهل على المطبوعات المصنفة عربياً PAN ARAB الدخول في المنافسة المحلية، ففي الزمانات عندما كنت -نائباً لرئيس تحرير الشرق الأوسط - كنت أقول:"إن الحياة عقيدة و"جهاد"في إشارة إلى دم جهاد الخازن الذي كان يجري عقيدة تحريرية فيها، ويمنعها من التفكير في المحليات خصوصاً السعودية، أما الآن، فهناك دم محلي"جميل"يقوده الزميل جميل الذيابي يتدفق في شرايينها، وانطلق بها من أفق النخبة إلى آفاق الحياة، أما الشرق الأوسط فخاضت التجربة العربية بنجاح، والتجربة المحلية من خلال تقليل كرنفال الألوان، الأخضر والأصفر والأبيض في طبعة واحدة سمتها"جريدتان في جريدة"والزميل "طارق"ينتظر عودة سفن الشركة من رحلة نقل مطبوعاتها من لندن إلى دبي، إما ليكمل المسيرة المحلية من أوروبا أو يعود يمارس المحلية في عقر دارها. في التشكيل الوزاري الجديد هل تتمنى زوال وزارة الإعلام؟ - لا أتمنى لها الزوال فنتورط في تأسيس متحف لها مثلما فعلنا مع الديناصورات. ولكن أتمنى ان تتفتت لتصبح مؤسسات اكثر فاعلية في استعادة الجمهور السعودي من شاشات البث بتوقيت السعودية. هل تؤيد خصخصة التلفزيون والإذاعة عندنا؟ وهل أنت مع فتح قنوات إذاعية أكثر على موجات"إف إم"؟ - نار الرسالة الاعلامية يجب ان تكون متقدة ليراها المسافر فيأتي منها بقبس. ولن تتّقد شعلتنا بطريقة فتح المظاريف في المناقصات، وإنما بطريقة اتخاذ القرارات وتحمّل المسؤوليات. فالتخصيص إحدى الطرق السليمة المؤدية لكسب الجمهور، وإذاعات"إف إم"ليست خطراً كيماوياً علينا لا تمكن السيطرة عليه. فمع وضع الضوابط الملتزمة بالسياسة الاعلامية ومواثيق الشرف، أصبحت المسؤولية هي المعيار، والرقيب في عداد الأموات. وتجربة"ام بي سي"خير دليل. المؤهلات العلمية: دكتوراه في الإعلام 1988 ? جامعة وين- ميشيغان الحكومية ديترويت ? ولاية ميشيغان الأميركية. ماجستير 1983 كلية الفنون الإبداعية جامعة سان فرانسيسكو الحكومية ? ولاية كاليفورنيا الأميركية. بكالوريوس 1978 إعلام ? جامعة الرياض ? قسم الإعلام. الخبرات العملية والمهنية: 01/01/2003 إلى 1/8/2004: رئيس تحرير مجلة المجلة - لندن. تموز يوليو 2001 إلى 2003: مديراً عاماً للشركة السعودية للعلاقات العامة. تموز2000 إلى 31/12/2002: مديراً عاماً لشركة السعودية للأبحاث والنشر. 2000 إلى 2002: عضو مجلس إدارة الشركة السعودية للأبحاث والنشر وشركة الإمارات للنشر والتوزيع. 1997 - أيار مايو 2000: نائب المدير العام للشركة السعودية للأبحاث والنشر ? الرياض. 1996-1997: رئيس التحرير المكلف ونائب رئيس تحرير صحيفة الاقتصادية. 1993-1996: نائب رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط ومجلة الشرق الأوسط - لندن. 1993: أستاذاً مشاركاً في مجال الإعلام ? جامعة الملك سعود. 1991-1992: رئيس قسم الإعلام ? جامعة الملك سعود. الإنتاج العلمي باللغة العربية 1- التلفزيون والجريمة، مركز البحوث - جامعة الملك سعود. 2- عوائق الاتصال الثقافي بين الباحث والمبحوث، مجلة الدارة ? الرياض. 3- أشكال العنف في أفلام الكارتون ? ندوة وسائل الإعلام والطفل ? جامعة الملك سعود ? مشترك. 4- الإعلام والكومبيوتر: الواقع والاستخدامات والتطبيق ? الكمبيوتوبيا: المثالية المعلوماتية ترجمة جزء من كتاب المجتمع المعلوماتي، تحت النشر. 5- كتاب الإعلام العربي الأميركي ? دار الشبل 1993. 6- الاستثمار السعودي في مجال الإعلام العربي ? مسيرة الإعلام السعودي دار أسبار الرياض عربي/ إنكليزي/ فرنسي. 7- الكتابة في عدد من الصحف والمجلات - خصوصاً صحيفة الشرق الأوسط وصحيفة الوطن الكويتية وصحيفة عرب نيوز والمجلة.