سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رفض أن يزج باسمه في مشروع "تصفية حسابات" ضد قناة "الحرة" . الهتلان ل "الحياة": لا أروج للسياسة الأميركية في المنطقة ... وما يفعلة رؤساء التحرير السعوديين "فضيحة"!
يجد رئيس تحرير الطبعة العربية من مجلة Forbes الأميركية الدكتور سليمان الهتلان نفسه مديناً للتجربة الإعلامية، التي عاشها متدرباً في صحيفة طلابية في إحدى الجامعات الأميركية، ويرى أن هذه التجربة أعمق من بعض التجارب الصحافية في غالبية الصحف العربية. تلك التجربة التي علمته مفهوم الاستقلالية، وأهمية الكتابة الناقدة. فالصحافي هناك، بحسب ما يقول، يؤمن بأن له رسالة مهمة وأن عليه مسؤولية حقيقية تجاه مجتمعه، على العكس منه الصحافي في العالم العربي. وفي حديث إلى"الحياة"يتناول الهتلان تجربة الكتابة في الصحف الأميركية، عن مأزقه سعودياً يعيش ما يشبه تحقيقاً بوليسياً مستمراً، وكيف أتاحت له علاقته بقسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة هارفارد زميلاً ما بعد الدكتوراه Post-Doctoral Fellow ، لأن يتواصل مع وسائل إعلامية أميركية ودولية للتعليق والكتابة حول شؤون سعودية وعربية متنوعة. وينفي ما تردد من أخبار عن ترشيحه لإدارة قناة"الحرة" في الفترة الأخيرة. ويقول:"أنا لست في موقع المدافع عن"الحرة"، وأرفض أن يزج باسمي في مشروع تصفية حسابات"، خصوصاً أن لي الكثير من الزملاء والأصدقاء في هذه القناة الذين أكن لهم التقدير والمحبة". والحديث مع الدكتور الهتلان يشمل أيضاً اتهامات البعض له بأنه مروج للسياسات الأميركية في المنطقة، واتهامه أميركا صراحة بالعنصرية في موقفها من إدارة دبي لموانئ أميركية عدة، كما تطرق إلى تخوف البعض من أي تغيير في الحراك الاجتماعي السعودي، وإلى صنّاع الخطاب الصحافي القديم، ومحاولتهم التشكيك في نوايا صناع الخطاب الصحافي الجديد. وهذا نص الحوار: في البداية أود التطرق إلى تجربتك الأولى في الصحافة السعودية، وتأثيرها فيك، وماذا خرَجْتم منها؟ - في وقتها، كانت تجربة مثيرة وثرية بعشق العمل الصحافي الميداني. من ضمن البدايات كانت تجربتي في صحيفة"رسالة الجامعة"الصادرة عن قسم الإعلام في جامعة الملك سعود بين 1985 و1988. كان الدكتور ساعد الحارثي، رئيس التحرير، وقتها، يشجع على الكتابة المختلفة والطرح الجريء. التحقيقات الصحافية التي أعددتها أثناء العمل في جريدة الرياض بإشراف الأستاذ القدير سلطان البازعي شكلت نقلة نوعية في تجربتي الصحافية. ما زلت أقابل قراء يسألونني عن لقائي مع الفنان الراحل فهد بن سعيد في السجن. الأعمال الصحافية التي كتبتها من أفغانستان بين عامي 1988 و1989 كانت أكبر حافز لي للسفر والدراسة في الولاياتالمتحدة الأميركية، إذ تعلمت من تلك التجربة أن الصحافي الذي لا يجيد اللغة الإنكليزية سيتعب كثيراً، وسيكون عائق اللغة نقطة ضعف مستمرة. أثناء فترة وجودك في الولاياتالمتحدة الأميركية عملتم في مطبوعات أميركية عدة، فماذا أضافت لك هذه التجربة؟ - التجربة التي تعيشها كطالب متدرب في صحيفة طلابية في إحدى الجامعات الأميركية، يمكن أن تكون أعمق بكثير من التجارب الصحافية في غالبية الصحف العربية. علاقاتي الصحافية في أميركا وبعض الأعمال الصحافية التي قدمتها لوسائل إعلام أميركية على قلتها علمتني مفهوم الاستقلالية، وأهمية الكتابة الناقدة. الصحافي هناك يؤمن بأن له رسالة مهمة، وأن عليه مسؤولية حقيقية تجاه مجتمعه. للأسف الشديد في عالمنا العربي تحول بعض الصحافيين إلى مندوبي إعلانات، ما أدى إلى هذا الخلط الفاضح بين الإعلان والتحرير. بعض رؤساء التحرير في السعودية يتقاضون نسبة شهرية من إعلانات الجريدة التي يترأسون تحريرها، فكيف تتحقق النزاهة المهنية حينما تختلط المصالح المالية الخاصة لرئيس التحرير ومسؤولية المهنية؟ بأبسط المفاهيم المهنية للصحافة هذه فضيحة. وهل كان من السهل اختراق الصحافة الأميركية، خصوصاً أنك كنت تكتب في أشهر صحفها مثل"الواشنطن بوست، و"النيويورك تايمز"؟ - بعد أحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر بأسابيع، عدت إلى مقر إقامتي وقتها في بوسطن، فكتبت مقالاً عن تجربتي كسعودي مقيم في الولاياتالمتحدة يعود إلى أميركا مختلفة غير التي تركتها قبل أسابيع. كنت أشعر أنني متهم وموضع شك في المطارات، فقط لأنني أحمل جواز سفر سعودي أو أحمل ملامح شرق أوسطية. تحمس محررو صفحة الرأي ب"اليو إس إيه توداي"للمقال وقرروا نشره. وفاجأني الصدى الذي تحقق للمقال. بعدها، أتاحت لي علاقتي بقسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة هارفارد كزميل ما بعد الدكتوراه Post-Doctoral Fellow أن أتواصل مع وسائل إعلامية أميركية ودولية للتعليق والكتابة حول شؤون سعودية وعربية متنوعة. كتبت مقالات في صفحات الرأي في 8 صحف أميركية وتحقق لي حضور إعلامي في أميركا وخارجها، أعتز به وبالاستقلالية المهنية التي اكتسبتها عبر تلك التجربة. أيضاً، كانت لك تجربة مع أشهر مذيعة في العالم"باربرا وولتر"، كمدير للإنتاج؟ - عملت مع السيدة باربرا وولترز ضمن فريق للإنتاج لفترة قصيرة، أعددنا خلالها فيلماً بعنوان:"من داخل السعودية"، ونال جائزتين مهمتين في الولاياتالمتحدة الأميركية. أعتبرها نقلة نوعية في تجربتي الصحافية. عملنا لأشهر، كي ننتج فيلماً في حدود 45 دقيقة. وكانت باربرا وولترز تذاكر طوال الليلة التي تسبق المقابلات التي ستجريها في اليوم التالي. كانت تقرأ على فريق الإنتاج أسئلتها لتتأكد من دقة معلوماتها وكانت تتابع أدق التفاصيل مع فريقها. وهل انتهت العلاقة معها؟ - لا، تربطنا علاقة عمل الآن. لكن هناك تواصل من وقت لآخر وبعض الأصدقاء في ال ABC News يتواصل معي للاستشارة أو تبادل أفكار لأعمال وثائقية نخطط للقيام بها مستقبلاً. الكتابة التضليلية ضد المجتمع وقيادته تطرقتَ إلى العديد من قضايا الإصلاح في السعودية، خصوصاً عبر مقالاتك المنشورة في صحيفة الوطن السعودية، هل تتذكر ردود الفعل لتلك المقالات في الساحة المحلية؟ - لم أكن وحيداً في المطالبة بإصلاحات حقيقية عبر الكتابة الصحافية. هناك الكثير من الأسماء التي كتبت وما زالت تكتب بمسؤولية من منطلقات وطنية لحث القيادة والمجتمع على فهم أن حقائق اليوم مختلفة كلياً عن الأمس. أفهم أن تعترض بعض الأصوات المحافظة اجتماعياً أو دينياً على بعض الأفكار الجديدة التي نكتبها من مبدأ"نقد الذات"المهم لأي مشروع تنويري لمجتمعنا. أفهم أن يتخوف البعض من أي تغيير في الحراك الاجتماعي، خشية أن يؤدي التغيير إلى تهديد لبعض القناعات أو الأفكار. لكن المضحك أن بعض صناع الخطاب الصحافي القديم، ممن مارس لعقود لغة النفاق والمديح الممجوج واصل الكتابة التضليلية ضد المجتمع وقيادته، حاول التشكيك في نوايا صناع الخطاب الصحافي الناقد الجديد. لديّ أدلة على أن بعض من يزعم أنه يرعى حقوق الصحافيين ويعنى بتطويرهم مارس الوشاية الخبيثة ببعض الكُتاب الناقدين وأنا أحدهم. تخيل أن كاتباً و"مثقفاً"? وأنا أضع وصف مثقف بين قوسين - مارس تحريض السلطة بأكثر من طريقة ضدي، وربما ضد غيري من الكُتاب الذين لا ينافقون أو يجاملون على حساب مصلحة الوطن وأهله. وأنت كاتب صحافي ومثقف... كيف ترى محاولات الإصلاح الحالية في الساحة السعودية؟ - هناك خطوات تدعو للتفاؤل. لكن المهم أن يعرف من بيده التأثير. إن الإصلاح يجب أن يكون مشروعاً وطنياً مستمراً، وليس مجرد وعود مرتبطة بالأزمات ثم تختفي بانتهاء الأزمة. أمامنا كمجتمع طريق طويل لتحقيق إصلاحات حقيقية، من أهمها: إصلاح التعليم والإعلام. أملي أن يتذكر العقلاء في مجتمعي أن"صديقك من صَدقك وليس من صدّقك"، وهذا يعني إفساح مناخ أوسع للنقد والرأي الجريء. هناك من يردد أنك ممن يروّج للسياسات الأميركية في المنطقة... ما تقول حول هذا الاتهام؟ وهل تعتقد بأن أسباباً معينة وراءه؟ - أنا لا أرّوج لسياسات أميركا في المنطقة أو خارجها. ولا أسوّق لقرارت الإدارة الأميركية الحالية وحماقاتها. ببساطة أنا أحاول أن أشرح بعض الفروقات بين سياسات الإدارة الأميركية وبين الأوجه الأخرى في أميركا. أعتقد بأنها مسؤولية مهمة أن نفهم أميركا، بخاصة عوامل القوة فيها، مثل الصحافة والجامعات ومؤسسات المجتمع المدني. الهدف هو إيضاح الصورة الحقيقة لأميركا بكل أوجهها حتى لا نخدع أنفسنا أو نضلل الشباب العربي بمقولات لا تستند إلى حقائق. المشكلة أن البعض هنا لا يريد أن يسمع أي شيء إيجابي عن أميركا أو من أميركا حتى لو كان كشفاً علمياً مبهراً . ولدينا للأسف من يريد عمداً إلقاء اللوم كله على أميركا حتى عند الحديث عن أزمة مرور في مدينة عربية متجاهلاً أن لدينا ظروفاً تحتاج إلى نقد مباشر. وحينما نحاول التذكير بأن أسرع طريق للإصلاح هو الاعتراف أولاً بأخطاء الذات، انطلق البعض يتهمنا بالعمالة والخيانة إلى آخر قائمة الشتيمة العربية التي لا تعنيني إطلاقاً. إذاً، أنت لا تدافع عن الحكومة الأميركية؟ - لست معنياً بالدفاع عن أي حكومة لا في أميركا ولا خارجها. اتهمتَ قبل أسابيع وفي"النيويورك تايمز"وإذاعة ال"إن بي آر"أميركا صراحة بالعنصرية، في موقفها من إدارة دبي لموانئ أميركية عدة؟ - أنا لم أتهم أميركا كلها بالعنصرية. أنا قلت رأيي بصراحة وهو أن ردود الفعل داخل الكونغرس الأميركي وكتابات بعض المحللين والصحافيين في أميركا ضد إدارة دبي لموانئ أميركية اتسمت بالجهل وبالعنصرية. نعم، كانت عنصرية لأن هناك وبخاصة في الكونغرس من ردد أن سبب رفض الصفقة هو"الخوف من هؤلاء العرب". بمعنى لو أدار البريطانيون أو غيرهم تلك الموانئ فإن المشكلة لن تظهر، ولكن، لأن"العرب"سيأتون فلا بد من رفض الصفقة. وقلت أيضاً إن هذا الموقف يتعارض مع الدعوة الأميركية لعولمة رأس المال. وفي أميركا نفسها كانت هناك مقالات صحافية لكتّاب مشاهير من أمثال توماس فريدمان تستهجن إبطال صفقة الموانئ مع دبي. كيف تقوِّم تجربة جيل الشباب السعودي في قيادة الصحف؟ - الصحافة السعودية بحاجة عاجلة إلى تهيئة قيادات صحافية جديدة مؤهلة، تعي أولاً مسؤولية الصحافة تجاه المجتمع وتتعامل بمهنية مع الخبر والرأي والتحقيق الصحافي. لنكن صريحين: لدينا مدرسة صحافية قديمة عاجزة عن فهم التغيرات المتسارعة من حولها. نسبة الشباب في المجتمع هي الآن غالبة وظروف المجتمع تتغير في اليوم الواحد. هناك فجوة تتسع كل يوم بين الأجيال. لدينا رؤساء تحرير مارسوا الإقصاء وخلقوا فتناً ووقفوا ضد ظهور أي مشروع قيادي من الصحافيين الشباب. لماذا يحارب"الحرس القديم"في الصحافة السعودية أي بادرة لولادة قيادات صحافية جديدة؟ إذاً، ما الحل؟ - أعتقد أن مجالس الإدارة بمؤسساتنا الصحافية لا بد من أن تفيق من غفوتها، وتتساءل عن مستقبل مطبوعاتها ولا تنخدع بأرباح الإعلانات، التي يمكن مضاعفتها من دون المساس باستقلالية التحرير لو أديرت تلك المؤسسات بعقلية جديدة. أنا ممن يدعم تحويل المؤسسات الصحافية إلى شركات مساهمة مع ضمان استقلالية فريق التحرير والفصل الكامل بين التحرير والإعلان. هذا سيطور آلية العمل في المؤسسات الصحافية ويرفع نسبة أرباحها وسيسهم في تجديد الوجوه القيادية سواء في الإدارة أو في التحرير. بشكل عام... كيف ترى الصحافة السعودية اليوم، خصوصاً مع اعتماد الصحف المحلية منهج التغير والتطوير؟ - علينا أن نكرر النداء نحو إصلاح صحافتنا أولاً. لا بد من تأصيل فكرة أن الصحافة مسؤولية مهمة. الصحافي نفسه لا بد من أن يعي أهمية مهنته ومسؤوليته. الصحافة ليست فقط صفحات الرأي أو كتابة المقالات الناقدة على أهميتها. للأسف أن بعض الصحافيين ممن كان يملك بوادر صحافية جيدة تحول إلى مندوب إعلانات. بعض رؤساء التحرير عندنا حولوا مراسلي صحفهم إلى مندوبي إعلانات. وأصبح مقياس النجاح الصحافي هو حجم الإعلان في الجريدة وليس العمل الصحافي الميداني. على المستوى الصحافي المهني، الصحافة السعودية تتراجع كل يوم. هناك من يقول باتساع هامش الحرية في الصحافة السعودية... كيف ترى هذا الهامش، في ضوء هامش الحرية وحرية التعبير في الصحافة العالمية؟ - أي هامش حرية نتحدث عنه؟ أن نشتم التطرف الديني فقط ليس"انفتاحاً"بل رد فعل موقتة لأزمة يعتقد البعض بأنها موقتة. مبدأ حرية الرأي يجب أن يكون قيمة وحقاً يطالب به الصحافي ولا يتنازل عنه مهما كانت الظروف. هناك من يستغل الكاتب الناقد وقت الأزمات ويستخدمه كأداة سياسية تنتهي بانتهاء الحاجة إليها. الكاتب الذي يحترم نفسه هو من يرفض أن يُستخدم وقت الأزمات ثم يُعاد إلى"الحظيرة"عندما تهدأ الأزمة. الصحافي العربي"مسخرة"الجميع من وجهة نظرك... ما السلبيات الموجودة حالياً في صحافتنا المحلية؟ - بصراحة أهم سلبية هي رؤساء التحرير أنفسهم. إن لم يحترم رئيس التحرير نفسه ومهنته وفريق العمل معه فلن يحترم الآخرون الصحافة أو يأخذوها مأخذ الجد. الصحافي العربي الآن محل"سخرية"من الجميع. ولننظر كيف يتعامل المسؤولون العرب مع الصحافي الأجنبي ولنقرن ذلك بتعاملهم مع الصحافي العربي مهما كانت شهرته. البدائل الإعلامية المقبلة من الخارج تتكاثر، وإن لم يستطع الإعلام المحلي تطوير أدواته ومهنيته فلن يكون هناك أي صدقية لإعلامنا و"الخارج"الآن كفيل بتوفير البديل بكل أشكاله وأطيافه. نحن الآن بحاجة عاجلة إلى إعداد برامج جادة لتدريب الصحافيين وابتعاثهم للدراسة، وتعلم اللغات والعمل مع مؤسسات إعلامية في العالم العربي وخارجه، لأن المهنية الصحافية ستكون ركيزة المنافسة المقبلة. التدريب الصحافي يجب أن يشكل قناعة حقيقية لدى المؤسسات الصحافية. لماذا لا تخصص المؤسسات الصحافية جزءاً من موازناتها للتدريب؟ لماذا لا يستفاد من برنامج ابتعاث الصحافيين السعوديين في وزارة الثقافة والإعلام، والذي أقره مجلس الوزراء منذ بداية التسعينات الهجرية؟، وبحسب ما فهمت من الإخوة في وزارة الثقافة والإعلام فأنا الصحافي السعودي الوحيد الذي استفاد جزئياً من ذلك البرنامج. لائحة ابتعاث الصحافيين السعوديين وفق هذا البرنامج، تمنح المؤسسات الصحافية الحق في ترشيح صحافيين اثنين من كل مؤسسة سنوياً لهذا البرنامج. لماذا لم يُفعّل البرنامج؟ ولماذا وقفت بعض المؤسسات الصحافية السعودية ضده؟ وافقتَ على عرض مجلة"فوربز"بالتحديد من دون غيرها للعمل بها... لماذا؟ - قبل سنة، جاءني اتصال من لوس أنجلس وكنت وقتها في الرياض. أُبلغت أن إدارة التحرير في مجلة"فوربز"تريد مقابلتي عاجلاً لمناقشة إمكان العمل معها. كان من الأسهل لي أن أسافر إلى لندن. قررنا اللقاء خلال أيام قليلة في لندن ورأيت فريق"فوربز"جمع كل المعلومات المطلوبة عني وكان العرض مغرياً وجاهزاً. تم التنسيق مع الناشر المحلي في دبي وبدأت العمل. وماذا عن العروض الأخرى؟ - كان هناك"كلام"عن عروض محلية أخرى. قلت لنفسي: أعطي جماعتنا الوقت الكافي لإنهاء تفاصيل العرض وكنت أدرك أن المسألة ستأخذ منهم وقتاً طويلاً، لأنني كنت أدرك أن جماعتنا لن يبحثوا في التاريخ المهني أو القدرات العملية قبل البحث عن تاريخ ومواضيع لاعلاقة لها بالمهنة، إلى آخر تلك التفاصيل العجيبة. قلت لهم: خذوا وقتكم: سنة... سنتين... ثلاث... وحينما تقررون فأرسلوا رسولكم، وما يصير خاطركم إلا طيب. نعوذ بالله من العجلة. حماسة لتجربة صحافية جديدة وهل تعتقد أن"فوربز"العربية حققت الأهداف المنشودة منها؟ - ما زلنا في بداية الطريق. نحن نحاول نقل تجربة صحافية مختلفة إلى العالم العربي. أنا فخور بفريق العمل من الزملاء في التحرير والمراسلين في غالبية العواصم العربية. أنا محظوظ جداً بفريق العمل الذي يتشكل تدريجياً وعلى قلة عدده، إلا أن الحماسة لتجربة صحافية جديدة ومختلفة في العالم العربي بدأت تعطي ثمارها. نحن ما زلنا في بداياتنا الأولى، لكنني متفائل جداً بنجاح التجربة، خصوصاً مع التشجيع المستمر والدعم المتواصل من السيد ستيف فوربز وفريقه في نيويورك، والاحترام المهني المتبادل بين فريق التحرير والناشر المحلي في دبي، مجموعة الدباغ لتقنية المعلومات. تردد في الفترة الأخيرة إشاعات عن تلقيك عرضاً بأن تكون مديراً عاماً لقناة"الحرة"... ما مدى صحة ذلك؟ قيل الكثير. بأمانة لم أعد أهتم بما يتردد من إشاعات. في واشنطن حاول بعض الصحافيين العرب إقحام اسمي في صراعات ومنافسات سطحية. لكنني أرفض أن يزج باسمي في مشروع"تصفية حسابات"ضد قناة الحرة التي فيها كثير من الزملاء والأصدقاء الذين أكن لهم تقديراً ومحبة. ولعلمك فالأستاذ موفق حرب زميل وصديق عزيز، أثق في أنه يعمل لتقديم"بديل"إعلامي يعطي مساحة واسعة لأصوات الإصلاح في الوطن العربي، بعد أن زاد الخناق عليها. ولكن، ما تعليقك على من يعترض على"الحرة"، بسبب تمويل الحكومة الأميركية لها؟ - أنا لست في موقع المدافع عن"الحرة". لكن بعض الإعلاميين العرب الذين يكررون هذا الكلام ونحن نعلم أنه يندر وجود قناة فضائية في العالم العربي لا تمول من حكومات عربية يذكرونني ببعض الدكتاتوريين العرب، الذين ينتقدون الأخطاء التي تحدث في انتخابات بعض البلدان الديموقراطية! سيرة ذاتية - مكان الميلاد: سراة عبيدة في منطقة عسير. الحالة الاجتماعية: أعزب. - أكمل المرحلة الثانوية في سراة عبيدة، ثم التحق بجامعة الملك سعود في الرياض وتخرج في قسم الإعلام كلية الآداب عام 1988. - بعد تخرجه من الجامعة، عمل متعاوناً ثم متفرغاً مع صحيفة الرياض لثلاث سنوات. - في عام 1992، حصل على منحة دراسية من وزارة الإعلام السعودية كأول صحافي سعودي يُبتعث وفقاً للائحة ابتعاث الصحافيين السعوديين لمدة سنتين مددت لثلاث سنوات ونصف السنة. - حاصل على درجة الماجستير في الصحافة من جامعة مارشال في غرب فرجينيا، ودرجة الماجستير في الإعلام والدراسات الحضارية من جامعة جورجتاون، والدكتوراه في الإعلام والعولمة من جامعة هاوارد. - في عام 2000، التحق ببرنامج نيمان للصحافة في جامعة هارفارد، ومن عام 2001 إلى 2004 انضم باحثاً في قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة هارفارد، زميل ما بعد الدكتوراه. - عمل مع ال ABC News منتجاً ومستشاراً ثم مستشاراً لعدد من وسائل الإعلام الدولية. - كتب مقالات ل 8 صحف أميركية منها النيويورك تايمز، و الواشنطن بوست، و اليو إس إيه توداي و ميامي هيرالد. - كتب مقالاً أسبوعياً لصحيفة الوطن السعودية لثلاث سنوات. - عمل مستشاراً إعلامياً لمحافظ الهيئة العامة للاستثمار سابقاً. - عمل مستشاراً للإعلام الدولي فترة الانتخابات البلدية الأولى في المملكة. - قبل سنة، عين رئيساً لتحرير الطبعة العربية من مجلة Forbes الأميركية ومقرها دبي حيث يعمل ويقيم حالياً.