سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
طالب بإغلاق أقسام الإعلام في الجامعات السعودية ... وتمنى أن تتولى صحافية سعودية رئاسة تحرير إحدى الصحف . قينان الغامدي ل"الحياة": الصحافة مهنة راقية استغلها بعضهم لأغراض شخصية
قال رئيس تحرير صحيفة الوطن سابقاً عضو مجلس إدارة هيئة الصحافيين السعوديين قينان الغامدي، إن نظام هيئة الصحافيين السعوديين لا يخلو من الثغرات، وقابل للتعديل بما يراه الزملاء، إذ يحق لأي زميل أو زميلة تقديم المقترحات التي يريدها إلى الهيئة. وأضاف أن العام الحالي هو الانطلاقة الحقيقية للهيئة التي ستقدم الكثير من المفاجآت خلاله. وأكد في حوار مع"الحياة"، تتطرق فيه إلى الكثير من القضايا الإعلامية والمهنية، منها استغلال البعض مهنة الصحافة للأغراض الشخصية، وكذلك الجدال الحاصل على الساحة الثقافية، أن المناخ والبيئة السعودية قابلان للمزيد من الصحف. ويعتقد أنها خطوة جريئة من صحيفتي"الحياة"، و"الشرق الأوسط"، بإعداد طبعات خاصة محلية. مشيراً إلى أن فهمنا الخاطئ لليبرالية هو السبب الرئيس في حدوث الإشكالية الحالية... إلى نص الحوار. بداية دعنا نبدأ من تجربتك الصحافية في مكتب صحيفة"عكاظ"في الطائف، فبمَ خرجت منها؟ - قبل الحديث عن تجربتي في مكتب"عكاظ"في الطائف، أود القول إن بداية دخولي الساحة الإعلامية هاوياً كانت أثناء دراستي في المرحلة الجامعية في مدينة الطائف، إذ كانت الكلية تصدر صحيفة عن الرابطة الطلابية، وبعد فترة تم اختياري رئيساً للرابطة، ورئيس الرابطة في العرف هو من يترأس صحيفة الكلية. ومنذ تلك الفترة استهوتني مهنة الصحافة، فأصبحت متعاوناً مع صحيفة"عكاظ"، وكانت تجربتي مع الأستاذ سعد التوعي مدير مكتب"عكاظ"في الطائف عام 1401ه، واستمرت خمس سنوات وصلت فيها إلى مركز مدير مكتب"عكاظ"في الطائف، وخرجت منها بالكثير من الشوق والعزم لخوض التجربة كاملة فكان انتقالي إلى المقر الرئيس للصحيفة في جدة، وعملت فيه سكرتيراً للتحرير وتدرجت خلال سنوات عملي الطويلة حتى وصلت إلى منصب نائب رئيس التحرير، انتقلت بعدها إلى رئيس تحرير"البلاد"ثم"الوطن". تردّد أثناء فترة توليك رئاسة تحرير"البلاد"أنك حمّلت الصحيفة ديوناً طائلة، لا تزال تثقلها إلى الآن، والكلام نفسه قيل عن فترة رئاستك تحرير صحيفة"الوطن"، ماذا تقول؟ - نظام المؤسسات الصحافية قائم على مرتكزين هما رئيس تحرير الصحيفة ومديرها العام، ومجلس الإدارة يترأسه رئيس مجلس إدارة الصحيفة. ورئيس التحرير مهمته أن يقدم المشروع والموازنة المقترحة خلال العام، وتعتمد من مجلس الإدارة وينفذها المدير العام، فرئيس التحرير ليس في يده مال ولا من حقه صرف ريال واحد، وبالتالي أنا لا أفهم لماذا يردد ذلك الكلام، فأنا قدمت موازنة في"البلاد"وقبلها مجلس الإدارة، فهو المسؤول عن خسارة المؤسسة، وليس رئيس التحرير. والنقطة الثانية التي كثير من الناس لا يفهمها هي أن الصحافة مشروع استثماري، وليست فقط رسالة. صحيح أن رئيس التحرير يحرص دائماً على الرسالة أكثر من حرصه على الاستثمار في جميع المؤسسات الصحافية، وأنا أقول إن صحيفة"البلاد"لو استمرت على النهج ذاته فلن تخسر. وفي المقابل صحيفة"الوطن"عندما استمرت على النهج ذاته لم تخسر، فأنا عضو مجلس إدارة فيها، وأؤكد لك أنها تربح على مدى السنوات الثلاث الماضية، بل حققت أرباحاً مضاعفة، فليس من المعقول أن يكون رئيس التحرير ناجحاً وهو يعمل مع مدير عام فاشل أو العكس، فلا بدّ من أن يكون هنالك توافق وتوازن بين الطرفين. سطع نجمك في مجال الإعلام مع انتقالك إلى جدة مديراً للتحرير في صحيفة"عكاظ"ثم نائباً لرئيس التحرير، ولكن منذ صدور"الوطن"شاب علاقتك بصحيفتك الأم توتر ملحوظ انعكس على الصحيفة التي ترأس تحريرها؟ - عندما غادرت"عكاظ"إلى"البلاد"ثم"الوطن"، وتحديداً قبل صدور"الوطن"، حصل توتر كبير في الصحف المحلية وليس في"عكاظ"وحدها، وهذا الأمر طبيعي وإيجابي لأن كل الصحف المحلية وبالذات المؤسسات الناجحة تتحفز لهذا الوليد القادم، وبطبيعة الحال من حق أي مؤسسة صحافية أن تأخذ احتياطاتها حتى لا تفقد شيئاً من مواقعها التي بنتها على مدار 40 و50 عاماً. و"عكاظ"إحدى المؤسسات الصحافية التي جددت، وفُسر ذلك من البعض بأنه خلاف شخصي بيني وبين هاشم عبده هاشم. هل حدة التنافس تلك كانت وراء إصدار"عكاظ"ملحقاً باسم"الوطن"قبل صدور صحيفة"الوطن"؟ - نعم، هذا ما أجبر"عكاظ"على إصدار ذلك الملحق قبل صدور"الوطن"، وأنا أقول مع"عكاظ"الحق في أن تفعل ذلك لأنها كانت أمام وليد جديد لا تعرف كيف سيكون، وأثارت تلك الفترة تساؤلات الكثيرين في الوسط الصحافي: ماذا ستفعل"الوطن"؟ وما جديدها؟ خصوصاً بعدما اعتمدت الكثير من الصحف المحلية منهج التطوير في تلك الفترة، فشهدت تلك الفترة حراكاً إعلامياً كبيراً على مستوى الصحف المحلية. ونحن كفريق عمل لم نتخوف من هذا الحراك بل كنا نعلم أن ما نحن في صدد تقديمه يختلف كلياً عن الموجود في الساحة الإعلامية السعودية. هل تعتقد أن البيئة واستهلاك الناس في المملكة مثلا عامل جذب واستقطاب للصحافة العربية، خصوصاً بعدما خصصت الصحيفتان الدوليتان"الحياة"و"الشرق الأوسط" طبعات محلية سعودية؟ - المناخ والبيئة السعودية قابلان في رأيي للمزيد من الصحف، وفي اعتقادي أنها خطوة جريئة من صحيفتي"الحياة"، و"الشرق الأوسط"، بإعداد طبعات خاصة محلية، خصوصاً أن السعودية أو السوق السعودية - إن صح التعبير - من كبرى الأسواق الإعلامية في المنطقة، وهي السوق الكبرى للصحافيين، وما حدث من تقديم وجبة محلية كبيرة ضاعف من حدة التنافس على الساحة، وهذا في حدّ ذاته في مصلحة المهنة والقراء ومصلحة الإعلام السعودي في النهاية. إذا كان الأمر كما تقول فهل يمكننا القول إنها أصبحت منافسة للصحف المحلية؟ - هي استطاعت أن تأخذ حصة من السوق المحلية، ولكن في اعتقادي أنها لم تستطع منافسة صحف المناطق، ولكن أعتقد أنها تنافس على المركز الثاني في تلك المناطق، خصوصاً أن الصحف تسعى للتنافس على هذا المركز، وهذا تبرهنه في العادة أرقام التوزيع، وهذا يعد إنجازاً ممتازاً، من وجهة نظري، وليس جيداً. الصحافة مهنة مَن لا مهنة له "الصحافة مهنة مَن لا مهنة له"... إلى أي مدى ترى صحة أو خطأ هذه العبارة في صحافة اليوم؟ - أريد القول إن الوسط الصحافي لا يخلو من استغلال البعض المهنة لأغراض شخصية، والنقطة الأخرى هي عدم التأهيل والتدريب، ما يفضي إلى ما نسميه فضائح، بالذات في المؤتمرات الصحافية، حيث يتقدم صحافيون وصحافيات ليست لديهم تلك المهنية، وبالتالي يسيئون إلى صحفهم وللمهنة أيضاً، وذلك لجهل بعضهم وضعف ثقافتهم، وعدم تدريب البعض التدريب الكافي للخوض في هذا المجال، وهذا ما تسبب في مقولة:"الصحافة مهنة مَن لا مهنة له". وللأسف فإن الصحافة مهنة راقية ومحترمة، ولا بدّ لمن أراد الانضمام إلى هذه المهنة في مجالاتها المتعددة أن يقدم نموذجاً ينفي التهمة التي تطاول المهنيين العاملين فيها. هل ترى أن من الأولى للمؤسسات الصحافية عمل تقويم سنوي للعاملين لديها، لإدراك النقص لدى بعض صحافييها لتدريبهم وتأهيلهم في الشكل المطلوب؟ - من المفترض، بل من الواجب على المؤسسات الصحافية، أن تكون لها أنظمة دقيقة في هذا الجانب، أنظمة تتيح فرص التدريب وأخرى تتيح التقديرين المادي والمعنوي للعاملين، وعلى سبيل المثال"الوطن"طبقت هذا في نظامها ولدينا تقويم مستمر للعاملين في المؤسسة، وكذلك تدريب الكوادر، إضافة إلى نظام المكافآت للمتميزين. من الملاحظ أن الغالبية العظمي من العاملين في مجال الإعلام ليسوا خريجي إعلام، فما السبب من وجهة نظرك؟ - الحقيقة أنني طالبت منذ زمن طويل بإغلاق أقسام الإعلام في الجامعات السعودية، لسبب بسيط، وهو أنها لا توجد معايير دقيقة في قبول الطلاب، وبالتالي أصبحت أقسام الإعلام لمن لم يقبل في الأقسام الأخرى. والنقطة الأخرى أن أقسام الإعلام في الجامعات السعودية تدرس مناهج تاريخية بعيدة من واقع الإعلام، إضافة إلى عدم وجود التدريب الميداني العملي لمخرجات أقسام الإعلام. وإذ أردنا إعلاماً وصحافة متخصصة هنا في السعودية فلا بدّ من وجود معاهد متخصصة في ذلك، تمنح دبلوماً أو ماجستيراً متخصصاً في الإعلام بعد البكالوريوس، على أساس أن يكون المتقدم لتلك المعاهد موهوباً، بما يؤهله للخوص في المجال الإعلامي. لكن في ضوء كل ذلك، ما تقويمكم للصحافي السعودي اليوم؟ - غالبية الصحافيين السعوديين اليوم سواء القدماء جيل الرواد، أو من جيلي الوسط، أو من الجيل الجديد، دخلت المجال من باب الهواية، بعضهم كان مؤهلاً وآخرون كانوا يحاولون، والبعض صقل موهبته بالتدريب وبأخذ دورات صحافية، وبعضهم استمر مرهوناً بالتجارب والخبرات المكتسبة من الميدان. وفي الحقيقة أن الصحافيين السعوديين ينقصهم اليوم التدريب، وهذا الجانب مهم، وكذلك ينقصهم التوجيه للتخصص، حتى تكون لدينا في السعودية صحافة متخصصة، خصوصاً أن المستقبل للصحافة المتخصصة وليس ما يحدث الآن على الساحة الإعلامية المحلية، وهو عمل الصحافي في الشؤون المحلية والاقتصادية والرياضية، فهذا لا يساعد الصحافي على أن يكرس جهده وموهبته في مجال واحد ليبدع فيه. ... وماذا عن الصحافية السعودية؟ - في اعتقادي أنها نجحت، إلى حد كبير، في كسر الحاجز الاجتماعي القائم أمامها، وهو قصر عملها على مجالات محددة، ونجحت كذلك في الجانب العملي، فهنالك أسماء صحافية نسائية استطاعت التميز مهنياً واكتساب الخبرة المطلوبة، كما أن عمل الفتاة السعودية في الإعلام أثبت قدرتها على خوض المجال، وهو المحافظة على أسسها الدينية والاجتماعية وأخلاقها وتقاليدها، وقدمت عطاءً يفوق كثيراً ما يقدمه الشبان. وأنا أقول ذلك من واقع تجربة عملي مع الصحافيات السعوديات، إذ أثبتت الكثيرات قدرتهن على الانضباط المهني والأداء، والقدرة على العمل الميداني، وفهم هذه المهنة على أنها مهنة وليست عملاً مزاجياً. وأعتقد أن ما ينقص الصحافي السعودي هو ما ينقص الصحافية السعودية وهو جانب التدريب. والدليل على ذلك وصول البعض منهن إلى مناصب قيادية مثل مديرات تحرير، ولكن أملي أن تتولى الفتاة السعودية قيادة إحدى الصحف اليومية رئيسة تحرير لها، وأعتقد أن لدينا أسماء مؤهلة لذلك، لا تحضرني في الوقت الحالي، ولكن مِن مَن عملت معهن أجد أن الزميلة أمجاد رضا مؤهلة لأن تكون رئيسة تحرير، خصوصاً أنها أثبتت قدرتها وانضباطها الإداري وحرصها أثناء عملها مديرة للتحرير في"عكاظ"ثم"الوطن". عندما كنت رئيس تحرير كنت ترفض نشر المقالات التي ترى أنها لا تخدم المصلحة العامة على رغم قناعة كاتبها، لكن اليوم وأنتم تكتبون زاوية يومية هل تطبق معايير رؤساء التحرير على مقالاتك قبل إرسالها؟ - موضوع المصلحة العامة هو اجتهادات شخصية، ولكن هنالك خطوطاً رئيسة عامة لا نتجاوزها نحن في بلادنا، وثوابت لا يسمح لأحد بالمساس بها. هل تقصد أن هامش الحرية لدينا محدود، أو أن الحرية مقننة؟ - لا، لم أقصد أن هامش الحرية لدينا محدود أو مقنن، لأن المتاح من الحريات في الصحافة السعودية كبير نوعاً ما، وأتمنى أن يتزايد هذا الهامش، ولكن هناك ثوابت دينية أساسية وأخلاقية في مجتمعنا السعودي لا يمكن تجاوزها. فأنا أضع هذه الثوابت والمعايير نصب عيني أثناء كتابتي لمقالي اليومي، مثلما كنت أضعها في السابق أثناء ترؤسي مطبوعتين. وفي اعتقادي أن هذه الثوابت موجودة لدى المهنيين والقياديين في الصحافة السعودية والجميع يضعها نصب أعينهم أثناء الكتابة أو الموافقة على نشر المواد. ما رأيك في مقولة:"إن الليبراليين هم المسيطرون على المؤسسات الصحافية السعودية"؟ - أنا ضدّ هذا التصنيف في السعودية، فجميع السعوديين مسلمون وليس لدينا تيار ليبرالي وآخر إسلامي، كما يروّج البعض. وللأسف الشديد أصبحت الليبرالية تهمة في مجتمعنا مع أنها ميزة، خصوصاً مع الفهم الخاطئ لها، إذ إنها منهج تفكير وليست فكراً. وبصراحة أنا معجب بمقولة الزميل زياد الدريس عندما سئل في حوار في"الحياة"فأجاب:"أنا ليبرالي التفكير إسلامي الفكر". وبصراحة أنا آمل أن يكون كل السعوديين ليبراليي التفكير وإسلاميي الفكر، وعندما نكون كذلك ستكون لدينا تلك الخطوط الحمراء في الثوابت ولن يلمسها أحد، وحتماً سنكون مع الرأي الآخر الذي يتشدد في تلك الثوابت، وهذا ما نريده في الساحة المحلية. ولكن نلاحظ في الآونة الأخيرة تجاوزات من البعض على الثوابت الدينية؟ - في اعتقادي أن فهمنا الخاطئ لليبرالية، كما أشرت، هو السبب الرئيس في وجود مثل هذه التجاوزات، وكذلك فهمنا الخاطئ للثوابت الشرعية، فلن تجدي سعودياً واحداً يخالف أركان الدين الخمسة، أو يعترض على القرآن الكريم وعلى الصحيح القطعي من السنة النبوية، وما دون ذلك نتركه للتفكير الليبرالي الحر. المشكلة الحاصلة في الساحة السعودية هي سيطرة العادات والتقاليد على ما هو مختلف عليه في أمور الدين، إذ أدخلت في الثوابت الشرعية من هذا الباب الواسع سد الذرائع، وبالتالي أصبحنا نعتقد أن تلك الأمور المختلف عليها فقهياً من ثوابت الدين، بل أصبحنا نطالب بإقامة الحد عند المساس بتلك الأمور، على رغم اختلاف علماء المسلمين عليها منذ ألف سنة. واختلاف قدماء علماء المسلمين ليس في الأمور الخلافية فقط، بل مس أيضاً أركان الإسلام في آليات تطبيقها، وللأسف الشديد نشأت لدينا في السعودية مدرسة متشددة خلطت بين ما هو دين وما هو عرف أو عادة، وأصبحت الثوابت لدينا قاعدة واسعة ومن يمسها يصبح خارجاً عن الدين. هل ترى أن الوقت حان لإنشاء هيئة أو لجنة من العلماء والمتخصصين في علوم الشريعة الإسلامية، للفصل ما بين هو عادة وما هو ثوابت دينية؟ - في اعتقادي أنها مسؤولية علماء الدين السعوديين الموجودين حالياً في الساحة الإعلامية، خصوصاً أن الساحة تضم نخبة كبيرة من أهل العلم لتصحيح هذه الصورة، وانتشال فئة كبيرة من الشبان الذين يقعون تحت وطأة هذا التفكير المتشدد الذي تعاقب علينا منذ عقدين من الزمن للفصل بين الثوابت الشرعية، وأصول الدين الإسلامي التي تجتمع عليها الأمة الإسلامية، وما هو مختلف عليه، كما لا بدّ لنا من تكريس مبدأ الحوار وتقبل الآخر، سواء في الداخل بين من يختلفون في المذهب، أو من الخارج مِن مَن يخالفنا في الدين، فالحضارة الإنسانية هي واحدة على الأرض، ولها الكثير من الفروع الثقافية التي لا بدّ لنا من احترامها لكي تحترم ثقافتنا. كثر الحديث في الصحافة عن ضرورة تغيير مناهجنا الدراسية، خصوصاً الدينية لتوضيح ما هو ثابت وما هو مختلف فيه، كيف ترى هذه المسألة؟ - عندما نتحدث عن مناهجنا الدراسية، لا بدّ لنا من تحديد هدفنا من تلك المناهج، وماذا نريد أن يحققه الطالب في كل مرحلة دراسية. الواضح أن تعليمنا لم يحقق الهدف إلى الآن، وما زالت وزارة التربية والتعليم تجرب ولا توجد استراتيجية واضحة، فإذا كان لدينا هدف محدد من مخرج التعليمي السعودي ستزول كل الأمور الاختلافية، إذ من المفترض أن يتعلم الطالب في مراحل دراسته الأولية ثوابت دينه، وترك الأمور الاختلافية لمن يرغب في التخصص فيها أثناء الدراسة الجامعية. تطلعات الصحافيين ل"الهيئة"أكبر من المسموح به أود العودة مرة أخرى إلى الساحة الإعلامية، وسؤالي عن هيئة الصحافيين، هل هي فعلاً للصحافيين؟ - طبعاً هي هيئة للصحافيين والصحافيات المتفرغين، وفي اعتقادي أن الجميع اطلع على نظام الهيئة نظام العضوية فيها الذي يعتبر منسجماً مع نظام المؤسسات الصحافية السعودية. إذا كانت فعلاً كما تقول فلمَ لم نلمس دورها نحن الصحافيين، خصوصاً أن بطاقات عضويتنا لم تصلنا إلا قبل فترة وجيزة، وقبل تاريخ انتهائها بأشهر قليلة؟ - طبعاً الهيئة - كما تعلمين - حديثة التشكيل، فلم يمضِ على إنشائها سوى سنة واحدة منذ أن تم اختيار أعضاء مجلس إدارتها، فهي وليدة وكان لا بدّ من وجود أجهزة تقود عمل الهيئة مثل الأجهزة الإدارية والمالية، فالهيئة عندما بدأت كانت تخلو من الموارد المالية، فكل الموارد المالية مقتصرة على رسوم اشتراك الأعضاء، وهذه المبالغ لا يمكن لها أن تفعل شيئاً لهيئة وليدة تحتاج إلى التأسيس. وبدأ التجهيز والعمل في المرحلة التنظيمية الأولى لها بعد الانتهاء من انتخابات أعضائها. وكان من أوليات هذه الفترة البحث عن مقر دائم للهيئة، والذي تبرعت به مؤسسة اليمامة للطباعة والنشر، وهذه الفترة التجهيزية هي الأهم، فعند الانتهاء منها في شكل كامل سيتم الانتقال إلى المرحلة الثانية وهي مرحلة خدمة الزملاء والزميلات المنتسبين في جميع المجالات الصحافية. والآن يمكن القول إن"الهيئة"أنهت المرحلة التأسيسية، ولعلك أشرتِ منذ قليل إلى أنكِ تسلمتِ بطاقة العضوية. وماذا عن التأخر في تسليم البطاقات؟ - صحيح أن هنالك تأخراً في تسليم بطاقات العضوية إلى المنتسبين الأوائل، وكما ذكرتِ فإنها وصلتك قبل نهاية العام بشهر أو شهرين، وذلك لأن الهيئة لم تكن لديها أجهزة تنفيذية خلال الفترة الماضية، إضافة إلى أن التواصل بين الهيئة والزملاء كان ضعيفاً في البداية، وهذا أمر طبيعي، ولهذا شكل ما يسمى المجالس الرديفة لبدء عملية التواصل، ونأمل أن يكون عام 2006 الانطلاقة الحقيقية للهيئة، خصوصاً أنها تحرص الآن على تقديم الكثير من المفاجآت التي ستخدم الزملاء والزميلات في كل القطاعات الخدمية، كالصحة والطيران، وأخرى كالتدريب، وهو مهم جداً، إذ ستشرع"الهيئة"في وضع برامج لتدريب الصحافيين والصحافيات. وفي اعتقادي أنها من المهمات الأساسية للهيئة التي ستبدأ العمل بها خلال الفترة المقبلة. كما أن"الهيئة"عملت خلال الفترة الماضية على إثبات كيانها عضواً في هيئة الصحافيين العرب والخليجيين، وهذه الخطوة جيدة وقد لا تكون ملموسةً للزملاء في الداخل، ولكنها خطوة مهمة بأن يكون للصحافيين السعوديين كيانهم المستقل. ... وكيف تنظرون إلى رفض الكثير من أوائل الصحافيين تجديد اشتراكهم في الهيئة؟ - لا أعلم في الحقيقة مَن الذي جدد اشتراكه ومن لم يجدد ذلك الاشتراك، فهنالك إشكالية في ذلك مع الإخوة الصحافيين وهم على حق في هذا، فبمجرد أن ولدت"الهيئة"أصبحوا ينتظرون منذ الشهر الأول إنجازات الهيئة، وفي اعتقادي أن هذا من حقهم، ولكن لابد أن يقدروا أن مرحلة التأسيس تحتاج إلى وقت وجهد، خصوصاً أن الإخوة أعضاء مجلس الإدارة يخدمون في الهيئة مجاناً، وسيعملون على تقديم ما يرضي الزملاء والزميلات في الميدان، ولكن الإشكالية الأخرى هي عدم اطلاعهم على نظام الهيئة، وأتمنى أن يطلعوا عليه وأن يقدموا ما يستطيعون من مقترحات وأفكار تحتاج إليها الهيئة، إذ إن أي عضو في جمعيتها العمومية من حقه إبداء مقترحاته، ولكن عندما يقدمون انتقاداتهم وهم في داخل المجال لابد من أن يقدموا الحلول التي تخدم الهيئة، وشريحة كبيرة من العاملين في المجال الإعلامي، ولذا أملنا في طرح تلك المقترحات من الإخوة الزملاء لنعرف ماذا يريدون من هيئة الصحافيين السعوديين. هذا في ما يخص المزاولين العمل الصحافي، ولكن ماذا عن الصحافيين القدماء، ومن تركوا الصحافة بخبرة كبيرة إلى مجالات أخرى؟ - الهيئة مستعدة لدعم جميع الصحافيين السعوديين بصفة عامة، سواء منهم من كان جديداً على الساحة الإعلامية السعودية أو قديماً، فهي معنية بالدرجة الأولى بأعضائها والمنتسبين إليها. وعندما نقول أعضاء الهيئة فهم أعضاء جمعيتها العمومية، والذين تنطبق عليهم شروط العضوية، وهي معروفة وواضحة لدى الجميع، فهنالك صحافيون يعملون بنظام القطعة، وآخرون تركوا هذه المهنة وانتقلوا إلى أعمال ومجالات أخرى، وهؤلاء بالتالي لا تنطبق عليهم شروط العضوية. "لا صوت يعلو فوق صوت الرئيس"... هل هو فعلاً ما يحصل في هيئة الصحافيين السعوديين؟ - الناس عادة في كل مجال حتى إذا كانوا من الداخل هم أعداء ما يجهلون، والذين لا يعرفون تركي السديري يرددون هذا الكلام، ولكن من يعرفه لا يمكن أن يقول ذلك إذ تم اختياره رئيساً لاتحاد الصحافيين الخليجيين، ولا أعتقد أن الإخوة في الاتحاد يبحثون عن مَن يعلو صوته عليهم، ولولا نجاح الزميل تركي السديري على المستوى المحلي في قيادة الصحافيين، لما تم بالتالي اختياره لرئاسة اتحاد الصحافيين الخليجيين، ونحن كأعضاء في مجلس إدارة الهيئة لم نشعر بأن صوته يطغى على أصواتنا. يقال إن النظام الأساس لهيئة الصحافيين يعاني ثغرات... ما تعليقكم؟ - نظام هيئة الصحافيين السعوديين ليس قرآناً منزّلاً فهو من صنع البشر، وأقر من جميع أعضاء الهيئة بعد أن اطلعوا عليه، ومنهم من قدم ملاحظات أخذت في الحسبان ورفعت أيضاً إلى وزارة الثقافة والإعلام وأقرتها، ومع هذا فإن النظام متروك للتداول، ومن لديه ملاحظات على نظام الهيئة فليقدمها وليكن متأكداً أن الإدارة ستأخذها في عين الاعتبار. ينتظر الصحافيون المنتسبون إلى الهيئة الكثير ويعلقون عليها الآمال فهل انتظارهم سيطول، خصوصاً أن الهيئة لم تقدم لهم أي شيء يذكر منذ تأسيسها؟ - هنالك إشكالية لم تتضح حتى الآن، وهي ماذا ينتظر أعضاء الهيئة منها، وأسلفت سابقاً أنه في عام 2006 ستقدم الهيئة الكثير من الخدمات للإخوة الصحافيين، سواء في مجال التسهيلات وكذلك حضور المناسبات الدولية. ولكن أشعر بأن تطلع الزملاء إلى الهيئة أكبر من ما يسمح به نظامها، لذا آمل من الجميع مراجعة نظام الهيئة لمعرفة إمكاناتها حتى نضع طموحاتنا في موقع محدد، خصوصاً أن مهنة الصحافة محكومة بالكثير من الأنظمة، منها نظام المؤسسات الصحافية ونظام المطبوعات، وكذلك نظام العمل والعمال في الجانب الوظيفي، لذا فإن الهيئة تعد جزءاً مكملاً لتلك الأنظمة وليست مفصولة عنها، ولا تستطيع أن تتجاوز الأنظمة لذا فإن تحقيق الطموحات سيكون على أساس الموجود. إذا كانت مهنة الصحافة - كما ذكرت - محكومة بالأنظمة، فلمَ نرى تجاوزات البعض التي تصل إلى حد استغلال المهنة للمصالح الشخصية، كالمجاملات وغيرها؟ - من المفترض أخذ إجراءات صارمة تجاه الصحافيين الذين يثبت عليهم أخذ المال الرشوة في مقابل نشر المواد الصحافية، كما فعلت الإمارات باتخاذ إجراءات صارمة ضد بعض صحافييها الذين ثبت تعاطيهم الرشوة. والإشكالية الموجودة في السعودية هي كيفية إثبات ذلك، فالكلام الذي يقال في الوسط الصحافي لا يخرج عن إطار الإشاعات أو توقعات البعض، ولم يثبت ذلك على أرض الواقع، وفي حال ثبوت ذلك بالأدلة القاطعة، فهنالك نظام موجود في المؤسسات الصحافية يعاقب هؤلاء. وفي اعتقادي أن المؤسسة التي تحترم كيانها لا تحبذ وجود هؤلاء الصحافيين فيها، كما أن وزارة الإعلام السعودية شكلت لجنة متخصصة في القضايا الصحافية. وأعتقد أن الأمر لا بدّ من أن يؤخذ بحزم وصرامة، وذلك لحماية العمل الصحافي المهني من هذه الأمور الخطرة، وأؤكد لكِ أنه إذ طرح أمر كهذا لهيئة الصحافيين، فإنها لن تقبل عضواً فيها يتصف بهذه الصفات. سيرة ذاتية - قينان عبدالله الغامدي. - مكان الميلاد: قرية"الطويلة"- منطقة الباحة - جنوب السعودية. - تاريخ الميلاد: 23-2-1957. الأعمال: - المشرف العام على"دامة"الإعلامية 1-6-2003 حتى الآن. - كاتب عمود يومي في صحيفة"الوطن السعودية"1-10-2000 حتى الآن. - رئيس تحرير"المؤسسة"لصحيفة"الوطن السعودية"13-3-1998- 6-5-2002. - رئيس تحرير صحيفة"البلاد السعودية"11-9-1996 - 14-5-1998. - كاتب عمود يومي في صحيفة"البلاد"1996-1998. - مراسل، محرر، مدير مكتب الطائف، سكرتير تحرير في المركز الرئيسي، مدير تحرير، نائب رئيس تحرير في صحيفة"عكاظ السعودية"6-7-1982 - 11-9-1996. - كاتب مقال أسبوعي في صحيفة"عكاظ"1986- 1996. - معلم، مدير مدرسة في المرحلة الابتدائية في الطائفوجدة 1976- 1989. - حكم كرة قدم 1977- 1986. - كاتب عرائض ومرافعات قضائية في الطائف"خلال الإجازة"1975. الدورات: - دورة في الإعداد والإخراج المسرحي في الطائف 1997. - دورة في القيادة التربوية في الطائف 1979. - دورة في تحكيم كرة القدم 1977. - دورة في الكتابة المسرحية 1978. - دورة في التحرير الصحافي في صحيفة"الحياة اللندنية"1986. - دورة في التسويق والإعلان في جامعة الملك عبدالعزيز 1988. - دورة في فنون التغطية الصحافية في صحيفة"الشرق الأوسط"في لندن 1989. - دورة في اللغة الإنكليزية في بريطانيا 1998. - دورة في القيادة الصحافية في صحيفة"الفايناشيال"البريطانية 2000. - عامل في مخرطة"الطبش"في الطائف"خلال الإجازات"1971 - 1972. - عامل في المنجرة الأهلية في الطائف"خلال الإجازات"1973 - 1974. العضويات: - عضو اللجنة التأسيسية لهيئة الصحافيين السعوديين 2001- حتى الآن. - عضو المنظمة العربية لحرية الصحافة 2002 - حتى الآن. - عضو مؤسسة عسير للصحافة والنشر وعضو مجلس إدارتها 13-3-1998 حتى الآن. - عضو نادي دبي للصحافة 1996- حتى الآن. - عضو النادي الأدبي في جدة وعضو مجلس إدارة 1996 - 1998. - رئيس اللجنة الإعلامية الفرعية لجمعية رعاية الأطفال المعوقين في منطقة مكةالمكرمة 1995. الحالة الاجتماعية: - أب لأربع بنات "ريم ، نجاة ، نسرين ، وجدان" وخمسة أبناء "عبدالله ، ماجد ، رياض ، محمد ، خضر".