أثار مقتل ثلاثة مقيمين فرنسيين وإصابة رابع أمس في المليليح شمال المدينةالمنورة تساؤلات حول احتمال استيقاظ الخلايا المنتمية لتنظيم"القاعدة"، وقيامها بعمليات إرهابية، بعدما نجحت قوات الأمن السعودية في توجيه عدد من"الضربات الاستباقية"، التي أقعدت التنظيم عن نشاطه التخريبي داخل البلاد منذ آخر مواجهة أمنية بالسلاح مع عناصره في حي الجامعة في جدة في 22 من آب أغسطس الماضي، التي نتج منها استسلام ستة أشخاص بعد محاصرتهم في بناية سكنية. ولقي مقيمان فرنسيان مصرعهما، وتوفي ثالث في المستشفى، ويخضع رابع للعلاج من إصابات خطرة، بعدما تعرضت أمس قافلة من المقيمين الفرنسيين الذين كانوا يقومون بجولة سياحية داخل المملكة لإطلاق نار، من سيارة مجهولة في منطقة صحراوية تبعد 17 كيلومتراً من طريق المدينةالمنورة ? تبوك. وسارعت الجهات الأمنية السعودية إلى تطويق مكان الحادثة وإسعاف المصابين، وتوفير الرعاية اللازمة للنساء والأطفال. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي دوست - بلازي"إدانته بأكبر قدر من الحزم"للحادثة التي وصفها بأنها"هجوم مسلح". وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي ل?"الحياة"، إن 17 مقيماً فرنسياً كانوا يقومون برحلة برية لمنطقة العلا، حيث توجد آثار مدائن صالح التاريخية. وفي طريق عودتهم منها انقسموا فريقين، سلك أحدهما طريق القصيم، فيما سلك الثاني طريق المدينةالمنورة بقصد أداء العمرة. وذكر ان الفريق الذي تعرض للحادثة كان يضم أربعة رجال وثلاث نساء وطفلين. راجع ص 11 وأسفرت الحادثة عن مقتل رجلين في الحال، فيما توفي ثالث بعد نقله إلى المستشفى، ويتلقى الرابع العلاج في المستشفى، وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أ ف ب أنه قد يكون في حال خطرة. ونقلت عن مصدر لم تسمه قوله إن المهاجمين الذين لم يعرف عددهم"أردوهم بالرصاص لدى خروجهم من سيارتهم"في منطقة المليليح الصحراوية. وأكد اللواء التركي ان الجهات الأمنية باشرت تحقيقاً في الحادثة. وذكر ان النساء والطفلين نقلوا إلى المدينةالمنورة. وعلمت"الحياة"أن المقيم الفرنسي المصاب يعاني جروحاً بليغة. وأكدت مصادر في مستشفى الملك فهد في المدينةالمنورة أن النساء الناجيات أصبن بانهيار عصبي. وعلمت"الحياة"أن الجهات الأمنية فرضت طوقاً أمنياً على موقع الحادثة. كما غادر السفير الفرنسي الرياض ليلاً متوجهاً إلى المدينة. يذكر أن مدينة العلا التي زارتها مجموعة الفرنسيين فيها عدد من الآثار الإسلامية من اهمها مدائن صالح التاريخية، وهي مصنفة ضمن المناطق الأثرية في السعودية، ويرتادها الكثير من الوافدين الاجانب خلال إجازاتهم. ولم تستهدف هجمات كبيرة الأجانب في المملكة منذ العام 2004 الذي شهد عددا من العمليات الارهابية. وقتل مسلحون المصور الايرلندي سايمون كامبرز الذي كان يعمل لحساب هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي وأصابوا مراسل الاذاعة فرانك غاردنر بجروح خطرة في حزيران يونيو 2004 بينما كانا يقومان بمهمة صحافية في العاصمة الرياض.