يعكف مراسل هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي فرانك غاردنر على تأليف كتاب يتعلق بتجربته الشخصية في السعودية، وتعرضه لإطلاق نار على أيدي إرهابيين في حي السويدي في حزيران يونيو الماضي، وذلك أثناء وجوده مع مصور المحطة سايمون كامبرز ومرافق حكومي. ويصف المراسل الحربي لدى البي بي سي بول وود، حال زميله غاردنر حين رآه في المستشفى ب"السيئة""كان هناك شق كبير في جسده والسؤال الذي خطر ببالي: هل سينجو؟". وكان وود في تلك الأثناء في القاهرة لكنه كلّف من رئيسه بمتابعة وضع زميليه واستلام جثة كامبرز،"كنت في القاهرة وجاءني اتصال هاتفي من رئيسي أن هناك إطلاق نار ضد مراسلنا والمصور، وان المصور توفي وغاردنر مصاب، فتحدثت مع السلطات السعودية لاستصدار تأشيرة الدخول، وفور وصولي توجهت مباشرة إلى المستشفى". وذكر وود ل"الحياة"أن أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز قام بزيارتهم"وقال لنا بالحرف اننا سنقوم بالقبض على من قام بهذه الجريمة ضد المصور سايمون وغاردنر"، موضحاً أن الأمير سلمان قام بأداء الواجب مع أرملة كامبرز والتحدث معها لإطلاعها على الأمر وحضورها إلى السعودية،"طبعاً قمت بإجراءات نقل الجثة وغيرها من الأمور، وكلنا أردنا معرفة مجريات التحقيق". ويحكي وود نقلاً عن غاردنر أن الأخيرين مكثا هناك لثلاثين دقيقة فقط، وأنهما كانا منتهيين من عملهما ومن ثم توقفت سيارة بالقرب منهما وخرج منها شخصان احدهما يحمل سلاحه و أطلق النار على غاردنر، الذي قال له بالعربية:"أنا مسلم لا تطلق النار"وقد توقف للحظة ولكنه قرر أخيراً إطلاق النار معتقداً انه توفي، ومن ثم توقفت سيارة أخرى خرج منها ثلاثة أشخاص مشيراً إلى أنهم قاموا بملاحقة كامبرز الذي تسنى له الهرب، ومن ثم أطلقوا النار مباشرة على رأسه. ويقول وود ان غاردنر دائماً ما يردد:"يا الهي كان يفصلنا عن الخروج من السويدي دقيقة واحدة فقط". مبيناً أن السؤال: هل كانوا يتتبعونهم أم أنهم رأوهم فقط حال دخولهم إلى الحي؟ وأشار وود الى أن غاردنر عاد لمباشرة عمله في المحطة الأسبوع الماضي مستخدماً كرسيه المتحرك، ولكنه مازال يأمل في العودة للمشي مرة ثانية من خلال تلقيه علاجات مكثفة. وكان غاردنر 43 سنة يعد فيلماً عن السعودية قبل عودته إلى بريطانيا، وقد أصابته أربع رصاصات من عيار 9 ملليمتر في العمود الفقري والحوض والمعدة، وأجريت له 12 جراحة حتى الآن، لكن على رغم ذلك فانه لا يستطيع السير مرة أخرى.