انتقلت عدوى الدفع بخمسة لاعبين في منطقة الوسط على حساب خط الهجوم في الكثير من البطولات العالمية للبطولات المحلية بشكل لافت أخيراً. ويرى الكثير من المراقبين والنقاد، أن هذه المنهجية التكتيكية بين الفرق السعودية تعتمد على عوامل عدة، في مقدمها الانسجام والتناغم بين الخماسي وإتقانهم تبادل المراكز من دون إحداث ثغرات، أو حدوث ارتباك قد يستفيد منه الفريق المنافس، إضافة إلى ضرورة توافر ميزات خاصة في هذا الخماسي، كالتمتع باللياقة البدنية العالية، والمهارات الفردية، والتصويب من زوايا مختلفة. وعندما تختلف طريقة الأداء من 4-4-2 إلى 4-5-1، فإن هذا التغيير يحتاج أيضاً إلى تكثيف التدريبات وحصص التكتيك، حتى يستوعب اللاعبون الأدوار الجديدة ويصلوا إلى درجة كبيرة من التفاهم، ويعزز هذا التفاهم من خلال المباريات التجريبية وهذا ما يجعل المغامرة بهذه الطريقة من المدربين أقل خطورة. ولم يلتفت بعض المدربين إلى أن نجاح عدد من المنتخبات والأندية العالمية في اتباع هذا الأسلوب لم يأت لمجرد اللعب بهذه الطريقة، بل لنجاحهم في توظيفها بالشكل الأمثل من خلال العناصر المتوافرة القادرة على تطبيق هذه المنهجية، وهو ما يعني ضرورة إخضاعها لاختبارات عدة قبل اعتمادها رسمياً من الجهاز الفني لخوض غمار المنافسة، استناداً إلى خصوصية متطلباتها. والملاحظ في الكثير من الأندية المحلية هو اعتماد أجهزتها الفنية على الأسلوب التكتيكي مباشرة، منذ الإشراف على تدريب الفريق الأول، من دون منح اللاعبين الوقت الكافي لاستيعاب الخطة والتدرب عليها بالشكل الكافي، وفي المقابل، فإن إدارات الأندية، وبسبب افتقارها للرؤية الفنية والتدريبية، فإنها لم تستفسر عن سبب لجوء المدرب لهذا التكتيك الجديد والغريب على اللاعبين السعوديين، ولم تحاسب المدربين على رغم أن جل اللاعبين المحللين تعودوا من الصغر على طريقة4-4-2 أو 3-5-2، وبالتالي فإن التغيير السريع أو الانتقال إلى تكتيك مختلف لا يؤتي ثماره معهم بشكل سريع، بل يتطلب وقتاً طويلاً للنجاح في تطبيقه بالشكل الأمثل. ويشير المحللون إلى أن الصعوبات التي تواجه بعض النجوم واللاعبين داخل الملعب، وعجزهم عن تقديم المستويات الرفيعة المقنعة خلال مباريات دوري خادم الحرمين وبقية المشاركات الخارجية، ليس لضعف الإمكانات الفردية لدى اللاعبين، بل لافتقادهم الانسجام والتفاهم، ما أوقعهم في دائرة تقديم المستويات المتواضعة وأجبرهم على تحمل سخط الجماهير وتحملهم مسؤولية التواضع، والخروج الباكر من البطولات.ويؤكد بعض النقاد أن خوف المدربين من الخسارة جعلهم يلجأون إلى ابتكار طرق يعتقدون أنها دفاعية تساعدهم على الابتعاد عن الخسارة، وتبقيهم في المناطق الدافئة، لضمان تجديد عقده لسنة أخرى.