لم تتمكن الأندية المحلية خلال مباريات الجولة ال12 لبطولة دوري كاس خادم الحرمين الشريفين، من تجاوز حاجز المستوى الفني المتواضع الذي لازمها خلال الجولة الماضية، الجولة التي اتسمت بالعشوائية في الأداء وغياب عنصر التركيز بشكل لافت، ما تسبب في وقوع اللاعبين مجبرين في كثير من الأخطاء التكتيكية والفردية، ولهذا كان الانضباط التكتيكي مفقوداً في معظم أوقات المباريات، وأصبح الاعتماد على المجهودات الفردية مسيطراً وبقوة على الأداء العام، وشكلت دقائق أشواط المباريات تأرجحاً في المستوى، فتارة يكون الأداء مقبولاً وسريعاً، إلا أنه سرعان ما يعود لإيقاع بطيء وتثاقل في الحركة، وهو ما يؤدي بدوره لكثرة التمرير الخاطئ وضعف في التفاعل مع أحداث المباراة. الاتحاد والحزم ودرس الجولة لعل ما قدمه لاعبو الاتحاد في لقائهم بمستضيفهم نجران، وما تحقق للاعبي الحزم في مباراتهم أمام الأهلي، يعد أفضل الدروس المجانية لجميع لاعبي كرة القدم، حينما تمكنا من تعديل تأخرهما في نتيجتي المباراتين للتعادل في الدقائق الأخيرة من المباراة، فالاتحاد الذي عجز عن تعديل تأخره بهدفين من الشوط الأول تمكن في غضون دقيقتين في الوقت بدل الضائع من تسجيل هدفين، بفضل التصميم والرغبة في تحقيق الهدف من دون الالتفات لدقائق الوقت أو الاستسلام لليأس، معتمدين في ذلك على الخبرة الميدانية والثقة بإمكاناتهم الفردية والجماعية، وهذا ما ينطبق على لاعبي الحزم الذين بحثوا عن هدفهم في التسجيل في مرمى الأهلي بكل ما يملكون، حتى تحق لهم ما أرادوا على رغم نقص منافسهم العددي بطرد اثنين من لاعبيه ببطاقتين حمراوين. أوراق مبعثرة كوكبة النجوم التي تظفر بها الأندية المحلية، سواء الأجانب منهم أو المحليون، لم يسجلوا حضوراً فنياً مقنعاً في مباريات هذه الجولة، بل إنهم تعرضوا لنقد كبير جراء ظهورهم بمستوى أقل مما كان ينتظر منهم، ويرى المحللون أن أثر فترة التوقف ومشاركة المنتخب في الدورة العربية في جمهورية مصر العربية لم يساعداهم في الانسجام والتفاهم خلال الجولتين الماضيتين، بالصورة التي تضمن لهم العودة السريعة لأجواء المنافسات المحلية بشكل لائق، وقد يحتاجون إلى مباراتين أو أكثر حتى يعودوا إلى جو المباريات بشكلها المثالي. هفوات محبطة زيادة على غياب الانسجام بين اللاعبين والصعوبات التي واجهوها على المستويين اللياقي والتكتيكي، كانت الهفوات التحكيمية مؤثرة بشكل سلبي في تفاعل اللاعبين فوق المستطيل الأخضر، وكانت لها مردودات غير جيدة على تركيزهم وانضباطيتهم مع التكتيك وطريقة اللعب التي رسمها لهم مدربوهم، فلم تخل مباراة في هذه الجولة من الكثير من الاحتجاج على قرارات الحكم، وأصبح اللاعبون بين مطرقة البحث عن تحقيق الفوز وسندان القرارات التحكيمية، وبالفعل عانى اللاعبون وأجهزتهم الفنية والإدارية كثيراً أثناء المباريات، من سلب حقوقهم بقرارات عكسية لما يحدث على أرض الملعب.