خرج فريق الاتفاق بنقطة وحيدة من جولتي دوري "زين" السعودي للمحترفين بتعادله في ملعبه إيجابيا مع الوحدة 1-1 وخسارته من الاتحاد في جدة صفر- 3، وهذه المحصلة لا تليق بفريق كبير كالاتفاق كان في الموسم الماضي أحد المنافسين في الدوري وبلغ كذلك نهائي كأس ولي العهد قبل أن يخسر من الهلال 1-2، وكانت جماهير(فارس الدهناء) تأمل في بداية قوية يؤكد من خلالها بحثه عن المنافسة؛ بيد أنها صدمت بالمستوى والنتيجة في آن واحد وخروجه بنقطة واحدة خوفا منها أن يستمر وضعه ويكون الموسم الأسوأ في تاريخه. العديد من الجماهير الاتفاقية عبر منتدى النادي الرسمي شخصت أسباب تدهور الوضع الفني إلى رحيل العديد من العناصر المؤثرة من اللاعبين الأجانب مثل الأرجنتيي تيجالي والرازيلي لازروني ومن المحليين المدافع سياف البيشي ولاعب الوسط يحيى عتين وعبدالمطلب الطريدي ولاعب الوسط سلمان الحريري. الدوسري: الإدارة أُجبرت على التغيير والتحكيم هزمنا أمام الاتحاد التغييرات أضرت الفريق وأكد المحلل الفني بالرياضية السعودية وقائد الاتفاق سابقا زكي الصالح أن الاستعجال في الحكم على الفريق بعد مباراتين فقط ظلم كبير، وقال: "الاتفاق في الموسم الماضي لعب أولى مبارياته أمام الأهلي بالدمام وكاد يخسر؛ غير أنه نجح في تحويل خسارته إلى فوز 4-3 وبعدها بمباراتين هزم لكن الأمر الأهم أن الفريق كان أفضل أداء وعناصر. الرويشد: تعويض تيجالي وسياف غير ممكن وحول وضع الفريق إجمالا قال: "سلسلة التغييرات التي مر بها الاتفاق أثرت على عطائه وأضرت به، فالاستقرار الفني والإداري مطلوب وهذا ما جعله يظهر بهذه الصورة منذ البداية، وقد سبق وأشرت إليها قبل نهاية الموسم الماضي فهي لم تكن وليدة اليوم بل نتاج طبيعي لما كان عليه الفريق الموسم الماضي وسبق أن حذرت منه. الشهري: الجولتان ليستا مقياساً للحكم على مستقبل «فارس الدهناء» وزاد الصالح: "الاتفاق يمر بمرحلة حرجة جدا، فالجهاز الفني لا يعرف طبيعة ونظام الدوري واللاعب الخليجي، وهو يحتاج إلى وقت كاف، وكذلك الحال بالنسبة للاعبين الأجانب فهذه التجربة الأولى لهم بالملاعب السعودية وربما العربية، وعلينا الصبر وانتظار ما سيفعله الفريق الفترة المقبلة بعد التوقف فهي التي ستكشف الأوراق بشكل أوضح". حمدان: غياب صانع الألعاب وطريقة المدرب وراء الخسارة مدرب غير مستقر وأكد زكي الصالح أن الاتفاق يعيش حالة من عدم التوازن،: "المدرب لم يستقر على تشكيلة ثابتة، فمن خلال متابعتي للمباريات الودية اعتمد على أسماء وفي الدوري لعب بقائمة أخرى، فهو لم يختر التشكيلة المناسبة، وأضر ذلك بالاتفاق وجعل محبيه يتألمون لأنهم رأوا فريقا دون طموحاتهم". وأضاف: "أخطاء المدرب يجب أن يحاسب عليها ويتم الجلوس معه ومناقشته حول المنهجية التي يعتمد عليها، والمخالفة لما يقوم به في المباريات التحضيرية لأنني ضد التسرع في القرار بإبعاد المدرب". واستغرب الصالح التعاقد مع صانع ألعاب يتم وضعه في الاحتياط وهو الذي شارك في آخر وديتين ، من يلعب المباريات الودية يجلس على دكة الاحتياط إنه أمر غريب!!" رحيل سياف مؤثر وعن الحلول المناسبة لعودة الاتفاق لوضعه الطبيعي بين: "يحتاج إلى صانع ألعاب متمكن، وتغيير في نظام أدائه، الذي لم يتغير منذ سنوات طويلة حتى أصبح مكشوفا للجميع، فليس من المعقول أن يلعب أمام الخمسة الكبار بطريقة واحدة، ولا يكون مسيطرا على المباراة تاركا لهم التحكم واعتماده على الكرات المرتدة غير المفيدة، وعلى ا لمدرب أن يلعب بأكثر من طريقة، وتلافي الأخطاء التي وقع فيها أمام الوحدة والاتحاد ومواجهة التعاون بأداء وطريقة مختلفة". يحيى الشهري لا نخشى أحدا ويرى لاعب الوسط يحيى الشهري أن الاتفاق لن يكون صيدا سهلا كما يتوقع ويحكم عليه البعض بهذه السرعة والعجالة من خلال مباراتين وقال: "جميع الأندية تحترم الاتفاق رغم عدم ظهوره بمستواه المعروف أمام الوحدة والاتحاد، لكنه يبقى فريقا كبيرا وعريقا، ويبقى واحدا من أهم المرشحين للمنافسة على الدوري وبقية البطولات". وأضاف: "نضع النتائج غير المرضية في الحسبان، كما نضع النجاح نصب أعيننا وبالتالي لا نخشى أي فريق آخر هذا الموسم، وسنحاول أن نكون دائما جاهزين لكل الفرق، وفترة التوقف ستمنحنا فرصة أكبر للانسجام والتفاهم قبل مواجهة التعاون في الجولة الثالثة من الدوري. مغامرة واعتبر مدافع الاتفاق السابق جمال الرويشد استغناء النادي عن المهاجم الأرجنتيني تيجالي مغامرة كبيرة، وقال: "عدم التجديد له قبل فترة طويلة من انتهاء عقده خطأ فادح وكان الأولى من الإدارة التجديد للاعب لأنه عملة نادرة ومن الصعب تعويضه بمهاجم آخر والدليل نجاحه منذ اللحظة الأولى مع الشباب فقد واصل تميزه وتسجيله للأهداف". وحول تراجع الاتفاق منذ بداية الدوري أوضح: "من الطبيعي جدا أن يحدث هذا التراجع، لأن النادي لم يحافظ على المكتسبات التي كان يملكها ففرط في ثلاث ركائز رئيسة هم المدافع سياف البيشي والمهاجم تيجالي إلى جانب لاعب الوسط يحيى عتين إلى جانب رحيل لازروني والطريدي وهذه المجموعة المتجانسة أثرت بشكل كبير على أداء الفريق". خوف وتفاؤل وشدد الرويشد على أن أداء الاتفاق واضح من البداية وإن كان الحكم النهائي على مستقبله صعب؛ وقال: "الخلل وعدم الانسجام واضح بشكل لافت لكل من يشاهد الفريق، لست متفائلا من البداية التي أثارت أكثر من علامة استفهام حول وضع الاتفاق وأدائه بشكل عام، يتحمل الجهازان الفني والإداري عدم جاهزية المصابين، وتساءل: "ماذا كانوا يفعلون طيلة المعسكر وفترة الإعداد فهل يعقل أن يبدأ الموسم ولدينا إصابات منذ الموسم السابق؟! البوادر غير طيبة وهناك حاجات غير صحية تجعل الفريق يظهر بهذه الصورة ويحتاج لمعالجة جذرية خلال فترة التوقف وإلا فإن الوضع سيتفاقم وبعدها لن ينفع الندم". بداية غير مطمئنة ويرى الظهير الأيسر في العصر الذهبي وإداري الاتفاق سابقا سلمان حمدان أن البداية تبعث رسالة مفادها عدم الاطمئنان على مستوى الفريق وقال: "عندما أقول عدم الاطمئنان لأسباب واضحة أهمها عدم بروز اللاعبين الأجانب وكذلك غياب الفريق وهو ما يجعلني غير مطمئن لتنظيمه وطريقة أدائه داخل الملعب". وزاد الحمدان: "ربما السقوط الباكر يعطي المسؤولين درسا لتعديل منهجيته وتصحيح أوضاعه المختلفة، التي أدهت إلى هذا الاهتزاز والخروج بنتيجة سلبية مفادها نقطة واحدة". أين صانع الألعاب؟! وأشار الحمدان إلى أن مشكلة الاتفاق واضحة لكل من تابع الفريق خصوصا أمام الاتحاد افتقاده لروح الجماعية والسرعة في التحول من الشق الدفاعي إلى النزعة الهجومية، "ما حدث جرس إنذار باكر للمدرب لتفادي هذه الأخطاء قبل دخول الجولة الثالثة، ولعل العلامة الواضحة على الأداء الحاجة إلى صانع ألعاب، وقد افتقدنا ذلك في الوقت الذي لعب المدرب بمحوري دفاع (كانو والبرقان) ما أعطى الاتحاد مساحة أكبر للتحرك والوصول لمرمى الاتفاق وتسجيل ثلاثة أهداف، الفريق لم يستفد من اللاعبين الأجانب عكس الموسم الماضي تيجالي ولازروني كان أداؤهما واضحا منذ الظهور الأول". شجاعة الإدارة واختلف الحارس المخضرم وأحد أبرز نجوم الذهب السابقين مبارك الدوسري مع الآراء الأخرى حول عمل ومنهجية الإدارة وقال: "قد يرى البعض أن الإدارة لم توفق في تجديد الثقة في المدرب وبعض المحترفين على الرغم من النتائج الجيدة في الموسم الماضي ولكنني أرى غير ذلك، لقد بذلت جهودها وقدمت العرض المناسب لتيجالي بيد انه فضل الرحيل إلى الشباب". وأضاف: "كذلك الحال للمدافع سياف منحته عرضا جيدا وفقا لإمكانات النادي المالية لكنه اختار الشباب وأرى أن محاولاتها وقراراتها كانت شجاعة تحسب للإدارة وليس عليها كما يرى البعض". وشدد الدوسري على أن الحكم على الفريق من مباراتين فيه ظلم للمدرب واللاعبين، "علينا التريث في إصدار أحكامنا ومن يعود لوقائع مباراتنا أمام الوحدة يجد عدم التوفيق في استغلال مجموعة الفرص التي سنحت لنا؛ بينما واقع لقاء الاتحاد يجد أن الحكم لم يمنحنا حقنا باحتساب حالتي طرد كانتا واضحتين للاعبي الاتحاد لإعاقة المهاجم يوسف السالم وبشهادة النقاد ومحللي الحالات التحكيمية". وأشار الحارس السابق إلى أن الخسارة لا تعني نهاية المطاف، "الدوري في بدايته ونحن قادرون على تصحيح موقفنا ومسار الفريق في الجولات المقبلة شرط الاستفادة من الأخطاء، وتصحيحها بشكل علمي بعيدا عن المكابرة وكأن محصلة الجولتين فنيا ونتائجيا هو أمر طبيعي".