كشف المدرب عبداللطيف الحسيني أنه عمل في بداياته في نادي الرياض في مقابل 500 ريال، مؤكداً أنه كان حريصاً في البداية على اكتساب الخبرة وتطوير مستواه، وأن الأمور المادية لم تكن تعني له شيئاً مقارنةً برغبته في تطوير ذاته. وطالب الحسيني في حوار أجرته معه"الحياة"بإيجاد حلقة وصل بين الأجهزة الفنية في المنتخب السعودي الأول والأندية، مؤكداً أن كل جهة من الطرفين لا تطلع على التقارير الفنية التي تكشف الأحمال التدريبية التي أداها اللاعب أثناء خضوعه للتدريبات، مشيراً إلى أن ذلك يؤدي إلى وجود خلل في البرامج التدريبية للاعبين، ويقود إلى تعرضهم للإصابات أو فشل البرامج العلاجية والاسشفائية اللازمة لهم. عملت لاربع سنوات متتالية مع الشباب، كيف هو شعورك وأنت تتابع لقاء الشباب والربيع للمرة الأولى خارج المستطيل الأخضر ومن خلف الشاشة؟ - كنت أتمنى أن أستمر مع الشباب، وأحقق معه المزيد من الألقاب، ولكن أعتقد أننا في الحياة لا نختار"نهايتنا"، أتابع المباراة وكلي أمل في أن يواصل الشباب مسيرته في كأس دوري خادم الحرمين الشريفين ويخطف اللقب. هناك من يقول أن استقالتك مخطط لها؟ - هي الحقيقة، وهو توجه كان لدي منذ نهاية الموسم المنصرم، من أجل التوقف ومراجعة ما أنجزت خلال السنوات الأربع الماضية، ولا تنس أنه خلال السنوات الأربع كان الجميع ينال إجازة، وكنت أنا أعمل في التحضير للموسم الجديد، وعموماً لم تتم الاستقالة في ذلك الحين، لأن الأمر توافق مع تولي الامير خالد بن سعد الرئاسة إذ طلب مني البقاء ولّبيت رغبته مع العلم أن هناك سراً سأفشيه، وهو وجود اتفاق بيني وبين الأمير خالد على أن أرحل بعد"الآسيوية"مباشرة، ولكن خروج الفريق من البطولة الآسيوية لم يُتح لي ذلك، وبعد استقرار الفريق قدمت اعتذاري لإدارة الأمير خالد بن سعد لظروفي العائلية، وعدت بعد ذلك لكون ظرف الشباب أقوى من ظرفي والذي تمثل في إقالة المدرب، وأيضاً جاءت استقالة الامير خالد بن سعد فقررت الاستمرار حتى لا تؤول الأمور فنحن في زمن التأويلات، وأعتقد أنني صبرت مع المدرب الجديد جوزيه حتى وصل إلى مرحلة معرفة اللاعبين والفريق بشكل يتيح له العمل من دون مساعدة مني، وحينها وجدت أنه من الأولى أن أتفرغ لظروفي الشخصية، لأنني لن أنجح في تقديم عمل متكامل إذا لم أكن متفرغاً ذهنياً لخدمة الفريق، ولذلك قررت الاعتذار في عهد الأستاذ خالد البلطان. ظروف داخل الوسط الرياضي أم الشباب أم على صعيدك الشخصي؟ - ظروف أسرية واجتماعية، وحتى بعد الاستقالة تلقيت ضغوطاً من رئيس النادي ومن المدرب. لكن توقيت الاستقالة جعل البعض يثير قضية أنك رحلت بعد استلام الاستاذ خالد البلطان منصبه؟ - هي ليست مرتبطة بالإدارة الحالية، فأنا اعتذرت عن الاستمرار مع الفريق في عهد الادارة السابقة، وظروف النادي هي التي فرضت علي الرجوع عن الاعتذار، والاستمرار مع الفريق، ولكن لوضع الفريق المستقر حالياً اخترت الاستقالة، وهناك من يسألني لماذا لم تضغط على نفسك، وانا أؤكد أنني اخترت أقل الضررين للنادي، لأن استمراري من دون تركيز يضر النادي. البعض يثير أيضاً أن الشباب أبرزك كمدرب، وبالتالي فبعد تجربة امتدت لأربع سنوات لم يعد لدى الحسيني ما يقدمه للشباب، ولذلك ابتعد للحفاظ على صورته؟ - الشباب يمثل مرحلة مهمة في حياتي، فناد مثل الشباب يرأسه رئيس شرفي بحجم الامير خالد بن سلطان وتولى رئاسته عدد من الرؤساء المرموقين من أصحاب الفكر، فهذا يضيف للحسيني، الكثير بما في ذلك الانجازات التي تحققت خلال هذه السنوات، فاعتقد أن الشباب أضاف لي الشهرة، ولكن قبل الشباب فأنا برزت مع نادي الرياض، ووصلنا كجهاز فني إلى نهائي كأس ولي العهد، ودربت في المنتخب السعودي الاولمبي، ودربت في منتخب الناشئين قبل أن آتي إلى نادي الشباب، علماً بأن المدرب دائماً يبحث عن الجديد، وهناك مدربون يستمرون في الأندية لمدة تصل إلى عشرة أعوام، ولكن الظروف هي السبب الوحيد. بما أنك فتحت ملف نادي الرياض، هناك مقولة تتردد في الشارع الرياضي بأن المدرب خالد القروني تأثر، ولم يوفق في الاستقرار الفني مع فريق بعد ابتعاد الحسيني عن جهازه الفني؟ - ليس هناك شك في أن وجود جهاز فني متفاهم يعرف كل منهم طريقة الآخر يكون له أثر إيجابي على العمل الفني ككل، فأنا لو كنت جيداً في العمل اللياقي والمدرب لم يكن جيداً فسيكون هناك أداء لياقي جيد، ولكن من دون مستوى فني يحقق النتائج والعكس صحيح. وعموماً أنا أخالف هذه المقولة، لأن القروني درب الوحدة وصعد به من دورى الدرجة الاولى إلى الدرجة الممتازة من دون عبداللطيف الحسيني، وصنع فريقاً للوحدة بشهادة الامير عبدالمجيد بن عبد العزيز، وأذكر أن القروني في ذلك الوقت قال إنه صنع فريقاً للوحدة وأن الوحداويين سيذكرون القروني، وبالفعل نحن نشاهد الوحدة ينافس هذا الموسم على الصدارة في المنافسة الرياضية، وأيضاً فالقروني أهَّل نادي الحزم للصعود إلى الدوري الممتاز. هل تعني أنك تربط إنجازات الوحدة هذا الموسم بجهود القروني خلال السنوات الماضية؟ - خالد القروني صنع فريقاً ومنح الفرصة للوجوه الشابة، ولطفي البنزرتي ثبت أقدامهم في الفريق خلال الموسم الماضي، واستفاد بوكير من قدرات اللاعبين بالشكل السليم. كثيرون يربطون بطولات الشباب بالعامل اللياقي المميز؟ - لا شك في أن العمل اللياقي يعتبر قاعدة للعمل الرياضي بشكل عام، ولا تستطيع تجهيز فريق تكتيكياً ومهارياً من دون عمل لياقي، فكلما كان هناك عمل لياقي سليم فبالإمكان نجاح بقية الاعمال. مدرب اللياقة في فترة الاعداد له دور رئيسي، تردد هذا الموسم أن إعداد الفريق لم يتم بالشكل المطلوب؟ - أنا لا أتفق مع من يقول ذلك، لأسباب عدة، فالموسم الرياضي انتهى متأخراً في الموسم الذي حقق فيه الفريق كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، وذلك لارتباطه بالبطولة الآسيوية، فالشباب تأخر وقتاً كبيراً وكان من المهم جداً أن ينال اللاعبون راحة حقيقية، وراحة المحترفين من أربعة إلى ستة أسابيع، ولاعبونا نالوا راحة 40 يوماً، ولم يكن بالامكان اعطاء الفريق راحة عشرة أيام بسبب"الآسيوية"، لأننا من الممكن أن نخسر"الآسيوية"ونخسر غيرها، بسبب الاحمال التدريبية الزائدة، الاعداد كان جيداً والمعسكر كان سليماً، وكل الامور كانت جيدة، كان هناك اتفاق على أن نلعب مباراتين فقط في معسكر التشيخ، والمباراتان اللتان برمجتا كانت لهما فائدة، بدليل تعادل الفريق في المباراتين، ولكن المدرب طلب مباريات ودية إضافية وهذا أمر غير متاح بسبب البرمجة الدقيقة للأندية الأوروبية لمبارياتها الودية المستقبلية، وليس مثل الفرق السعودية التي يتم فيها الاتفاق في 24 ساعة، ولذلك لعبنا أمام فرق ذات مستوى أقل، ولكن لم يكن هذا هدفنا، لأن الخطة كانت اكمال الاستعداد اللياقي في التشيخ، ويبدأ المدرب في التعرف على اللاعبين في التشيخ، ومن خلال كأس الامير فيصل بن فهد، واعتقد أن ما ضر الشباب هو أن الفريق لعب بطولة قوية في بداية الموسم. البعض يحمل الحسيني المسؤولية في خسارة الآسيوية الكبيرة كون المدرب كويلهو لم يتعرف على الفريق بالشكل الكافي حينها؟ - أنا أبديت وجهة نظري الكاملة للمدرب أثناء المباراة، وأيضاً نبهت المدرب إلى احتمال تعرض الفريق لنتيجة كبيرة بسبب العناصر المختارة للقائمة، فهنري لاعب جديد لم يشارك مع الشباب، وخوجه لم يكن مع الفريق، وكان وقتها جاء من المنتخب للتو، والشهيل كانت المباراة الاولى التي يلعب فيها محوراً، وكذلك سند لم يكن يلعب في الظهير بل كان لاعب سنتر، ويوسف الموينع لعب المباراة وهو لم يكن قبلها شارك في مباريات الدوري، عبده عطيف كان حضر للتو من المنتخب، واللاعبون لم يكن بينهم انسجام، ولم يلعبوا مع بعضهم البعض أي مباريات. هناك قصور في الجامعات السعودية في تصدير مدربين متخصصين في المجالات الرياضية المختلفة؟ - للأمانة من الأسباب الرئيسية في أننا لم نعد نجد مواهب كروية هو عدم وجود مدرسي تربية رياضية بمستوى الجيل السابق، إذ كانت كليات التربية الرياضية في السابق تشترط كون الطالب بها من ذوي الميول الرياضية، ولذلك فخريجو العصر السابق تجدهم الآن حكاماً أو مدربين أو قادة رياضيين، في حين أضحت الكليات لاحقاً تقبل أي طالباً فتخرج فيها مدرسو تربية رياضية أبعد ما يكونون عن الرياضة. وهنا ظهر الفرق بين الجيل السابق والجيل الحالي، فلو لاحظت لوجدت أن جميع النجوم السابقين تم تصديرهم من المدارس، أما الآن تجد أن مدرس التربية الرياضية ليست لديه معلومات في آليات تطوير اللاعبين، ولا يمتلك إمكانات حركية، وبالتالي فكيف نطالبه بتربية النشء رياضياً في حين يفتقد هو للجانب الرياضي. لماذا نلاحظ وجود تكرار لحالات الإصابات العضلية لدى اللاعبين السعوديين؟ - معظم اللاعبين يبدءون من سن 15 سنة، بينما المرونة يتوقف تطورها عند سن 12 سنة، وهذا سبب من أسباب نقص المرونة والمشكلات العضلية عند عدد من اللاعبين، فالتمزقات والإصابات العظمية بشكل عام تأتي من سببين الأول: حِمل التدريب الزائد، والسبب الثاني هو أسلوب حياة اللاعب الخارجية، ومن هذه الأمور مثلاً، أن اللاعب المحترف يجب ألا يبتعد مكان سكنه 20 كيلومتراً، واللاعب المحترف أيضاً يجب أن تكون غرفة نومه بمساحة 6 ? 6، فإذا لم ينم بشكل جيد بسبب الضوضاء أو سوء السكن فهذا يؤثر فيه. سمعنا أحد المتخصصين يقول إن الكبسة والبلوت من الأشياء المضرة باللاعب السعودي؟ - الجلسة غير السليمة مؤثرة، لكن نحن بصفة عامة كشعب تغذيتنا غير سليمة، ولو رجعنا للاحتراف في كوريا واليابان لوجدنا أن النجاح كان حليف التجربة الآسيوية هناك بأكثر مما كانت عليه في السعودية، والسبب هو أن الشعوب هناك شعوب محترفة تنام في وقت محدد وتقوم في وقت محدد، بينما نحن الوضع لدينا مختلف، فالبيئة حول اللاعب غير احترافية، وبالتالي يكون اللاعب ضحية البيئة المحيطة به. كثرة الإصابات في المنتخب السعودي إلى ماذا تعزوها؟ - أنا لا أعرف ما هو برنامج باكيتا مع اللاعبين، لكن السؤال الذي أسأله، هل مدرب اللياقة الذي كان مع المنتخب السعودي في كأس العالم هو ذاته الموجود في بطولة الخليج؟، فمن المفترض أن يكون تعرف على اللاعب السعودي وظروفه ومشاركاته الداخلية بشكل يتيح له عمل برنامج مناسب وملائم، أما إذا كان العكس صميماً، فمعنى ذلك أن هناك خلل في الجهاز الفني. والملاحظ أننا لو تتبعنا المنتخب السعودي في كأس الخليج، لوجدنا ان المنتخب السعودي كان يتعرض أحد لاعبيه لإصابة تبعده عن البطولة في كل مباراة تقريباً، مع أنه قد يكون هناك احتمال لتأثير الضغط النفسي والعصبي واللذيم يؤديان إلى الإصابة. وما أود التركيز عليه هو فقدان العلاقة والرابط بين الجهاز الفني للمنتخب السعودي الأول ونظرائه في الأندية، فاللاعب يذهب من النادي إلى المنتخب ولا يعرف مدرب المنتخب ما هو البرنامج الذي خضع له اللاعب خلال الاسابيع الاربعة الاخيرة قبيل مجيئه، مع أنه في علم التدريب نحن نضع مباراة حمل أقصى وتدريب حمل عالي في كل أسبوع لمدة ثلاثة أسابيع متتالية، في حين يكون الاسبوع الرابع هو أسبوع الاستشفاء، ويجب أن تكون التدريبات فيه ذات حمل تدريبي منخفض، وهنا لنفرض ان اللاعب جاء من النادي وخضع خلال الثلاثة الاسابيع الاخيرة لأحمال تدريبية عالية، أو شارك خلالها في مباراتين في كل أسبوع بسبب تعدد المشاركات الداخليه، فحينها لو جاء إلى المنتخب من دون أن يعرف الجهاز الفني ما فعله اللاعب خلال اسابيعه الثلاثة الأخيرة، ولم يمنح أسبوعاً للاستشفاء أو يقلل من الأحمال التدريبية خلال الاسبوع الاول لانضامه، فإن ذلك سيعرضه بالتأكيد إلى الإصابة نتيجة الإجهاد. هل هو تقصير من الجهاز الفني للمنتخب السعودي؟ - أنا أقول أنه يجب أن يتم إيجاد علاقة بين المنتخب والأندية، ويجب أن يكون هناك قرار يوضح حال اللاعب البدنية والطبية في النادي عندما يضم إلى المنتخب، وعندما يعود من المنتخب إلى النادي يجب أن يعود بتقرير فني وطبي مفصل. يوضح حاله خلال المرحلة التي سبقت عودته إلى النادي. ولو لاحظنا لوجودنا أن هناك اتهامات متبادلة بين الأندية والمنتخب حول المتسبب في إصابة اللاعب، علماً أنه منذ تولى باكيتا تدريب المنتخب لم أشاهده يقوم بزيارات الأندية للاطمئنان على لاعبيه خلال وجودهم مع النادي، أو الاجتماع مع المدربين لتبادل الأحاديث الفنية معهم، كما كما كان يحدث من سلفه كالديرون. لكن هناك قرارات أخيراً تخص الأجهزة الفنية ضمن خطة لتطوير الكرة السعودية؟ - نعم كان من ضمن القرارات القيام بجولات من اجل الاطمئنان على وضع الأجهزة الطبية في الأندية وهو قرار متأخر، وأعتقد أن مجرد اتخاذ قرار بهذا الشأن يعتبر اعترافاً من الاتحاد السعودي بوجود تقصير. إضافة إلى ذلك أننا نقول أنه يأتي للأندية مدربون لياقة لا يملكون أحياناً أية شهادة أكاديمية أو خبرات عريضة تتيح لهم العمل في المجال، لذلك أيضاً يجب الاهتمام بوضع الأجهزة اللياقية مقارنة بنظيرتها الطبية خصوصاً العاملين في المراحل السنية. هل تقصد بأن هناك مدربين غير مؤهلين يعملون في الأندية؟ أو أنهم خدعوا إدارات الأندية؟ - هم لم يخدعوننا، فنحن من نخدع أنفسنا ونحضرهم، فيجب أن يكون الوضع كما هو موجود في أوروبا، بوجود مستشارين فنيين توكل لهم مهمة اختيار المدربين، وتكون اللجنة مكونة من لاعبين قدماء ومتخصصين في المجالات الفسيولوجية ومدربين، بينما لدينا هنا السمسمار هو من يقوم بهذه المهمة، إذ يقوم بتقديم سيرة ذاتية للمدرب، وهنا أطرح تساؤلاً حول مدى صحة هذه السيرة، خصوصاً أننا لا نطلب نهائياً توثيق تلك السيرة والشهادات والإنجازات التي تتضمنها من اتحاد بلد المدرب أو الجهات الأكاديمية في بلاده. هل تقصد أنه من الممكن أن يكون هناك تزوير؟ - ممكن جداً، ونحن قرأنا قبل فترة بان هناك مدرباً يتهم زميلاً له بأنه كان سائق شاحنة، وهذا معناه أن هناك تلاعباً. أشيع في الإعلام أن اسم الحسيني كان مطروحاً ضمن خيارات باكيتا في الجهاز الفني للمنتخب السعودي في مرحلة كأس العالم، ما تعليقك؟ - أنا سمعت أنني كنت من ضمن الأسماء المطروحة، لكن تظل إشاعة، لكن من الممكن أن يكون باكيتا يخاف من الحسيني لاسباب عدة منها، أنه لا يعرف الحسيني وليس هناك ثقة متبادلة بينهما، ومن الصعب ان تعمل مع شخص لا تعرفه بشكل جيد، والسبب الثاني هو أن باكيتا أحضر جهازاً فنياً مساعداً عدده كبير، وبالتالي فلم يكن بحاجة إلى ضم الحسيني مع الجهاز الفني. لكن هناك من يتهم مدرب اللياقة في المنتخب بالتسبب في تراجع الأداء والإصابات وخلافه؟ - قد يكون هذا سبباً من الأسباب. هل تقصد بأن باكيتا بحث عن الثقة على حساب الأمور الأخرى؟ - قضية الثقة جانب مهم بالطبع، لكن لا بد يكون أعضاء الجهاز الفني المساعد مؤهلين، وما لاحظته في المنتخب السعودي أن من يعملون مع باكيتا ليسوا ذاتهم من كانوا معه في الجهاز الفني في الفريق الأول في نادي الهلال، بل هم مدربو الفئات السنية في الهلال، وبالتالي فأنا أتساءل اذا كان لديهم كفاءة عالية لماذا لم يعملوا معه في الهلال في الفريق الأول؟ أنا هنا لا أقول بأنهم غير أكفاء فمن الممكن أن يكونوا غير ذلك، عموماً من الممكن أن توجهوا هذا السؤال لباكيتا. يلاحظ في المنافسات السعودية تراجع مفاجىء لبعض الفرق الكبيرة التي كان لها حضور بارز، إلى ماذا تعزو ذلك؟ - نعم هناك فرق كبيرة تراجعت مستوياتها، ومنها النصر والاتفاق خلال فترة ماضية، فالفريقان أحدهما كان مهدد بالهبوط الموسم الماضي والثاني مهدد هذا الموسم، وهنا أعتقد أن هناك أسباب عدة منها تعدد الإدارات في هذه الأندية، وكذلك فقدان الاستقرار التدريبي بتعدد المدربين المشرفين على هذه الفرق، إضافة إلى أن الفريق يمر بمرحلة إعداد للمستقبل، وهو ما يؤدي إلى تراجع نتائجي لا يحظى بقبول جماهيري أو إعلامي، ما يؤدي إلى ضغوط على الإدارة فتتخذ قرارات تؤثر في مرحلة الإعداد وفي المستوى المستقبلي للفريق. دعنا نتحدث عن النصر تحديداً، كيف ترى السبيل إلى عودته من جديد إلى ما كان عليه سابقاً؟ - طبعاً هناك نقاط عدة يحتاجها النصر لكي يعود، منها الصبر على المواهب الموجودة في الفريق والمتمثلة في اللاعبين أحمد المبارك ومحسن القرني وإبراهيم شراحيلي وعواد العتيبي ومحمد الشهراني، فهذه المجموعة خامات مميزة وجيدة ولها مستقبل، لكنها تحتاج إلى الصبر، كذلك يحتاج الفريق إلى الاستقرار الفني بثبات مدرب واحد لفترة طويلة، أيضاً وجود لاعبين أجانب مؤثرين يستطيعون تغطية ضعف خبرة اللاعبين الشباب، كذلك يحتاج النصر إلى وجود قائد خبير داخل الميدان. مع العلم أنه يملك إدارة يترأسها الرئيس الذهبي الأمير فيصل بن عبدالرحمن الذي قاده في مرحلة سابقة بنجاح، لكن المشكلة أن النصر يمر بمرحلة إعداد وتجهيز تحتاج إلى الصبر. علماً أن النصر واجهته ظروف خارجة عن إرادة الإدارة، فمثلاً غياب لاعب بشكل مفاجىء بسبب اللاعب نفسه أو لظروف أخرى أمر مؤثر، فمثلاً لاعب مثل علي يزيد الجميع كان يتوقع لها بصمة بارزة وقدم مستويات رائعة أثناء إشراف جورج أرثر، لكنه واجه مشكلة الاصابات والغيابات وغيرها حتى غاب عن الخريطة النصراوية، فأنت اذا كنت تمر بمرحلة تجديد تصطدم بعدم قدرة اللاعبين على الاستمرار. متى ترى أن النصر بإمكانه أن يحقق بطولة؟ - يحتاج إلى خمس أو ست سنوات، وإن شاء الله تكون قبل ذلك، لكن اللاعبين الصاعدين يحتاجون إلى فترة لكسب الخبرة، مع العلم أنه في موسم 1413ه هجرية كان الفريق يحتل المركز التاسع في الترتيب العام، وفي الموسم الذي يليه نجح في خطف بطولة الدوري.