بعد انتهاء الموسم الرياضي بقيت إدارات أنديتنا الرياضية تعمل كخلية نحل من اجل إعداد فرقها للموسم القادم وإنهاء صفقات جلب اللاعبين سواء على المستوى المحلي أو الأجنبي لضمان المنافسة على البطولات أو على الأقل البقاء في المناطق الدافئة والهرب من شبح الهبوط الذي يهدد بعض الفرق. «عكاظ» فتحت هذه القضية الموسمية أمام الرأي الرياضي لمناقشته من عدد من الفنيين ورؤساء الأندية والإعلاميين ووكلاء اللاعبين ووضع النقاط على الحروف، حول: المعيار الحقيقي الذي في ضوئه تختار الأندية اللاعبين المحليين والأجانب؟ ومن يحدد ذلك المعيار؟ هل لابد أن يضع المعنيون في الأندية «دولية اللاعب» المختار ضمن دائرة خياراتهم؟ بداية تحدث مساعد مدرب المنتخب السعودي الاول لكرة القدم الكابتن عبداللطيف الحسيني فقال: تعتمد أنديتنا على عدة سياسات للوصول لغاياتها فمنها من يمتلك أشخاصا لهم نظرية فنية فاحصة تستطيع تحديد حاجات الفريق ونواقصه وتقوم بجلب اللاعبين المطلوبين بعد التشاور مع الأجهزة الفنية، وهناك من يكون اعتمادها على سماسرة سبق التعامل معهم ونالوا ثقة هذه الأندية فكرروا التجربة معهم، والفئة الثالثة هي فئة الأندية الكادحة التي تعتمد على اجتهادات شخصية وسماسرة كل همهم الكسب المادي وترويج بضاعتهم وغالبا ما يجانبها التوفيق في اختياراتها. وحول من يحدد معيار جلب اللاعبين أكد الحسيني: بالتأكيد يجب ألا يكون هناك جلب إلا بعد الاتفاق مع مدرب الفريق ومن هنا لا بد أن يكون في الأندية لجنة فنية واستشارية متخصصة ومعنية بهذا الجانب مكونة من أشخاص لهم رؤيتهم الفنية الثاقبة، أو على الأقل تقوم الأندية بوضع مدير فني يخطط ويناقش ويحاسب ويتشاور مع الأجهزة الفنية حول اللاعبين ومراكزهم ومن ثم يسعى مع الإدارة لجلبهم. وحول ضرورة أن يكون اللاعب الأجنبي دوليا ذكر الحسيني: ليس بالضرورة أن يكون لاعبا دوليا كما انه ليس بالضرورة أن يكون النجاح حليفه فيما لو تم جلبه، ولكن يبقى الأهم هو اختيار لاعب مهاري يستطيع أن يضيف للفريق ويواكب رتم الكرة السعودية أما غيره فلن يكتب له النجاح. من جانبه، امتدح مدرب المنتخب السعودي للشباب الكابتن خالد القروني البداية المبكرة للأندية: البداية المبكرة لأنديتنا تعد أمرا جميلا وإيجابيا للانتهاء من مسألة اختيار اللاعبين المنضمين للفريق سواء المحليين أو الأجانب الذين لا بد أن يكونوا بحسب حاجة الفريق وان تكون لديهم الإضافة الايجابية على عطاء المجموعة. وأكد القروني أن الأجهزة الفنية هي من يحدد حاجة الفريق لهذا اللاعب أو ذاك: بلا شك فإن الأجهزة الفنية هي المعنية باختيار حاجاتها من اللاعبين في ضوء معرفتها بنواقص الفريق وحاجاته وطرق اللعب المتبعة والأهداف المرسومة لسير الفريق بدلا من الاختيارات العشوائية التي تتسبب في هدر الأموال على لاعبين لا حاجة بتواجدهم بسبب جلبهم دون رؤية فنية محددة. وأضاف: لا تعني دولية اللاعب ضمان نجاحه، فكم من لاعب دولي فشل وكان وجوده مثل عدمه وعلى النقيض نجح لاعبون كانوا مغمورين في ديارهم لرغبتهم في تقديم أنفسهم بمستويات مميزة لتنهال العروض عليهم فيما بعد، فالحد الفاصل في هذه المسألة هو حسن الاختيار بعد متابعة دقيقة من أشخاص يملكون النظرة الفنية ومدى تكيف اللاعب مع البيئة الجديدة. كما أكد الكابتن علي كميخ على أن المعيار الذي يحدد اختيار اللاعب يتوقف على عدة عوامل: هناك معايير وليس معيارا واحدا يحدد الاختيار ومنها الحاجة الفعلية لتواجد اللاعب ومدى تأثيره على عطاء الفريق دون مبالغة في المبالغ المادية المدفوعة له ما يؤثر على ميزانيات الأندية وهنا يجب على إدارات الأندية الأخذ بعين الاعتبار صرف مستحقاته على دفعات مع الراتب. وذكر كميخ ضرورة الرؤية الفنية للمدرب في عملية الاختيار: يجب أن يكون اختيار اللاعب قائما على رؤية فنية من مدرب الفريق الذي يعي متطلبات الفريق واللاعب القادر على خدمة طريقته داخل المستطيل الأخضر ولا تمنع الاستفادة من آراء محبي النادي الذين يمتلكون نظرة فنية لإمكانية نجاح اللاعب وعطائه الذي ليس بالضرورة أن يكون دوليا فالتجارب في ملاعبنا أكدت أن اللاعب الدولي قليل النجاح والعكس صحيح فمن هنا فقياس النجاح يكون من خلال عطائه وتأثيره وليس دوليته ولنا في كماتشو وتفاريس وغيرهما خير مثال. وقال المدرب الوطني الكابتن سلطان خميس: أول ما يتبادر للأذهان حول ذلك المعيار هو حاجة الفريق الفعلية للاعب وتميزه وقدرته على الإضافة والقيادة التي يتفوق بها على المتواجدين في الفريق كما أن الانضباطية اللاعب دور في نجاح انضمامه، ودونها فإن وجوده مثل عدمه. ونفى خميس أن يكون لغالبية الأجهزة الفنية دور في الاختيار كما شدد على مضرة تكدس اللاعبين من اجل رضى الجماهير: ما يحدث داخل بعض الأندية أن التعاقد مع اللاعب يسبق التعاقد مع المدرب ولا شك أن الجماهير لها دورها الفاعل بالضغط على إدارات الأندية في ضم لاعب معين دون النظر لفائدته على الفريق فهي من تؤثر في اتخاذ بعض القرارات وتحدد المعايير بمزاجيتها؛ ما يجبر الرئيس على تهميش آراء الأجهزة الفنية بجلب لاعبين إرضاء لها وعلى نظام تنازل عن شيء ونتنازل بدورنا عن شيء. كما أكد على ضرورة مشاركة لجنة الاحتراف في الأندية في معايير الاختيار: يجب أن تكون معايير اختيار اللاعبين من مهام لجنة الاحتراف بالنادي بعد التشاور مع الجهاز الفني الذي يحدد حاجاته وهم بدورهم يضعون الخيارات أمامه، كما أن دولية اللاعب ودولته ليست مقياسا لنجاحه فالمميز مهما كان موقعه ودولته يحتاج إلى أموال تعجز الأندية عن توفيرها. ويرى مدرب براعم نادي الشباب الكابتن نايف العنزي ضرورة وجود لجنة فنية استشارية في كل ناد لتحقيق النجاح في اختيارات اللاعبين: أنا من المنادين ومن زمن بضرورة تواجد لجنة فنية استشارية في كل ناد مكونة من أناس لهم نظرة فنية ويوثق بفكرهم وقراراتهم ولهم كلمتهم المسموعة وتكون مهامهم متابعة الفريق طوال الموسم وعقد ورش عمل لتقييم ومتابعة عقود اللاعبين المحليين وإحلال الصاعدين في الفريق الاول ومناقشة المدربين حول كل جديد يمر بمستوى الفريق ومن ثم ترفع تقريرها لرئيس النادي لاتخاذ القرارات على أسس صحيحة وتسلسلية لتجنب الارتجالية والمزاجية فيها، وللأسف هذا غير معمول به في غالبية أنديتنا فالقرارات المفصلية تعتمد في اقل وقت ممكن ويكتشف أنها قرارات سريعة وفاشلة بعد خراب مالطا. وحول الذي يحدد المعيار لاختيار اللاعبين ذكر العنزي: بصراحة نسبة من الأندية ربما تتجاوز 80% تعتمد على نظرة إدارية بحتة ومن باب تسكيت الجماهير بجلب لاعبين قد تكون الفائدة منهم معدومة وكل ذلك بسبب أن الأجهزة الفنية لدينا متغيرة بحسب النتائج الوقتية. وقلل العنزي من تأثير دولية اللاعب على نجاحه: لا، ليس ذلك بالمقياس على نجاحه، فيجب أن يكون اختيار اللاعبين الأجانب من اختصاص اللجنة الفنية بالنادي فهي المخولة بدراسة مستويات اللاعبين وتتابعهم من قرب في أكثر من مباراة، وعليها ألا تعتمد على لقطات مختارة له لأنها عادة ما تكون اختيرت بعناية فائقة بدواع استثمارية وتجارية. وذكر رئيس مجلس إدارة نادي الاتفاق عبدالعزيز الدوسري أن حاجة الفريق للاعبين في عدد من المراكز هي من يحدد الوجهة واللاعب المطلوب: تظل حاجة الفريق للاعب بمواصفات معينة هي المعيار الذي ننطلق منه لمفاوضته بعد متابعة مشاركاته في آخر مباريات الموسم وتكون غالبا مسؤولية إدارية فنحن بصراحة لسنا مثل أوروبا تبقى أجهزتها الفنية طويلا وتمنح كافة الصلاحيات فالأجهزة الفنية لدينا متحركة ومتغيرة وعادة ما تتحمل إدارات الأندية مسؤولية اختيار وجلب اللاعبين سواء على المستوى المحلي أو الأجنبي ويكون ذلك بالتشاور مع الأجهزة الفنية الوطنية المتواجدة بالإضافة للتشاور حول ذلك مع بعض الأشخاص الملمين بالأمور الفنية. وأضاف: ليس بالضرورة أن يكون اللاعب دوليا لنضمن نجاحه بل لا أخفيك أن متاعب اللاعب الدولي كثيرة وذهابه عن الفريق في أوقات مهمة ومؤثرة تلغي الفائدة المرجوة منه ثم إن اللاعب الدولي المميز يحتاج لمبالغ تعجز أنديتنا عن توفيرها وخاصة الأندية التي دون رعاة. من جانبه، أكد رئيس مجلس إدارة نادي التعاون محمد السراح على أن اختيار اللاعبين يكون بحسب الحاجة وبحسب المراكز المطلوبة: الأندية ملزمة بعدد معين من اللاعبين فيجب أن يكون في كل مركز لاعبان على الأقل وتكون معايير ضمهما خاضعة للأجهزة الفنية وكذلك من محبي النادي ولاعبيه القدماء الذين قد يساعدون في اتخاذ القرار لإتمام ضم اللاعب الذي يعتمد نجاحه على طريقة لعب الفريق الذي يجب أن تتلاءم مع اللاعب الأجنبي نفسه بعد متابعته عبر مواقع تظهر إمكاناته وسيرة الذاتية كاملة والتي في ضوئها يتحدد التفاوض لضمه بشرط إجراء الفحوص الطبية التي تؤكد سلامته، إما بالنسبة للاعب المحلي فتميز مستواه وانضباطيته تدعم التوجه لمفاوضته إذا ما استثنينا بعض المغامرات التي تعد محدودة ومحسوبة لضم لاعب من أندية الدرجة الأولى أو الثانية. وحول من يحدد ذلك المعيار ذكر السراح: الجهاز الفني المشرف على الفريق يقدم تقريرا مفصلا للإدارة في نهاية الموسم يحدد فيه حاجات الفريق من اللاعبين وهي بدورها توفر له مطالبه بحسب الإمكانيات المتاحة. وقلل السراح من نجاح اللاعب الدولي في الملاعب السعودية: ليس بالضرورة أن يكون اللاعب الأجنبي دوليا لضمان نجاحه فاللاعب الدولي تكون الفائدة منه محدودة بحكم كثرة مشاركاته مع منتخب بلاده، لتظل عوامل نجاح اللاعب بسرعة تأقلمه مع الأجواء المحيطة به وكذلك طرق اللعب التي قد تسهم بنجاحه من عدمه، ونحن استفدنا كثيرا من سلبيه الاختيارات في المواسم السابقة والتي نسعى لتلافيها في الاختيارات القادمة. وبدوره، أكد فهد المطوع رئيس مجلس إدارة نادي الرائد أن المعيار هو حاجة الفريق للاعب معين وفي مركز محدد سواء أكان أجنبيا أو مواطنا: تظل الحاجة للاعب معين هي سيدة الموقف فإذا استقرت الآراء حوله تكمل بقية التفاصيل ولكن ما يقف في طريق الاختيارات المضمونة بالنسبة لنا هو شح النواحي المادية كأندية دخل محدود كل ما نملك انتظار انتهاء عقد لاعب أو استغناء ناديه عنه لضمه على أمل تطور مستواه، أما بالنسبة للاعب الأجنبي فأنت وحظك لأنه يرفض فكرة التجربة الميدانية فنعتمد على سمعته وسيرته ومن ثم نستوفي باقي الشروط للتوقيع معه. وحول ضرورة أن يكون اللاعب الأجنبي دوليا قال: بالعكس فالنجاح لا يرتبط بدولية اللاعب بل قد تكون دوليته سببا في إرباك مخططاتنا بكثرة ارتباطاته مع منتخب بلاده، ثم ان المتابع يدرك أن غالبيه اللاعبين الأجانب الذين كان لهم حضورهم لم يكونوا دوليين. ومن الجانب الإعلامي، يرى رئيس تحرير صحيفة (قوول أون لاين) خلف ملفي أن لكل ناد معايير خاصة به فالبداية المبكرة تدل على عمل احترافي جيد داخل أورقة الأندية: يجب ألا نعمم معايير محددة تسير عليها الأندية فلكل ناد ظروفه ومعاييره الخاصة به ولكن ذلك لا يعني إلغاء دور الأجهزة الفنية في عملية الاختيار بحسب نواقص الفريق ومراكزه وطرق اللعب التي يتبعها وخاصة في الأندية التي تشهد استقرارا فنيا وإداريا، ولكن الأدهى والأمر أن كان التعاقد مع اللاعبين تم قبل التعاقد مع الأجهزة الفنية فهنا تكمن المشكلة فقد يكون فكر وطريقة الجهاز الفني القادم لا تتناسب مع اللاعب. وذكر ملفي: أن الأجهزة الفنية هي من تحدد حاجتها والنواقص في مراكز الفريق أو أن تكون من خلال أشخاص لهم رؤية فنية ثاقبة ولديهم الإلمام الكامل بحاجات الفريق ونواقصه. وأضاف: لا يشترط دولية اللاعب وسمعته لتضمن نجاحه، فاللاعبون البرازيليون الذين قدموا لملاعبنا لا يحملون الصفة الدولية ومع ذلك نجحوا وقدموا أنفسهم بشكل جيد وحتى تعاقدات أنديتنا على مستوى اللاعبين العرب فعادل هرماش ويوسف العربي ليسا أساسيين في المنتخب المغربي ونجحوا هنا فالمقياس هو عطاء اللاعب واختياره حسب رؤية فنية واضحة ومحددة.