المملكة تدين القصف الإسرائيلي على مدرسة أبوعاصي في غزة    وزير الصحة: 10 % نموي سنوي لقطاع الأدوية بالمملكة    مشاركة عربية قياسية محتملة في أمم أفريقيا 2025 وغياب غانا والرأس الأخضر أبرز المفاجآت    شراكة إعلامية سعودية صينية تطلق برامج تنفيذية مع القطاعين العام والخاص    أكثر من 6 ملايين عملية إلكترونية عبر «أبشر» في أكتوبر 2024    الهيئة العامة لمجلس الشورى تعقد اجتماعها الرابع من أعمال السنة الأولى للدورة التاسعة    "خيرية العوامية" تحقق عوائد استثمارية تجاوزت 577 ألف ريال خلال 3 أشهر    تدشين 3 عيادات تخصصية جديدة في مستشفى إرادة والصحة النفسية بالقصيم    محافظ الطائف يلتقي مديرة الحماية الأسرية    مقتل المسؤول الإعلامي في حزب الله اللبناني محمد عفيف في قصف إسرائيلي على بيروت    انتظام اكثر من 389 ألف طالب وطالبة في مدراس تعليم جازان    رئيس مجلس الشورى يرأس وفد السعودية في الاجتماع البرلماني بدورته ال 29 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في باكو    نيابة عن ولي العهد.. وزير الخارجية يصل إلى البرازيل لترؤس وفد السعودية المشارك في قمة دول مجموعة ال20    "سعود الطبية" تستقبل 750 طفلاً خديجًا خلال 2024م    "وزارة السياحة": نسبة إشغال الفنادق في الرياض تجاوزت 95%    نمو سجلات الشركات 68% خلال 20 شهراً منذ سريان نظام الشركات الجديد    "دار وإعمار" تختتم مشاركتها في "سيتي سكيب جلوبال" بتوقيعها اتفاقياتٍ تمويليةٍ وسط إقبالٍ واسعٍ على جناحها    "الأرصاد"سماء صحو إلى غائمة على جازان وعسير والباحة ومكة والمدينة    وزير الرياضة يشهد ختام منافسات الجولة النهائية للجياد العربية (GCAT)    المكسيكي «زوردو» يوحّد ألقاب الملاكمة للوزن الثقيل المتوسط لWBO وWBA    منتخب هولندا يهزم المجر برباعية ويلحق بالمتأهلين لدور الثمانية في دوري أمم أوروبا    شمال غزة يستقبل القوافل الإغاثية السعودية    «الطاقة»: السعودية تؤكد دعمها لمستقبل «المستدامة»    اللجنة المشتركة تشيد بتقدم «فيلا الحجر» والشراكة مع جامعة «بانتيون سوربون»    «إعلان جدة» لمقاومة الميكروبات: ترجمة الإرادة الدولية إلى خطوات قابلة للتنفيذ    5 فوائد صحية للزنجبيل    أهم باب للسعادة والتوفيق    اختلاف التقييم في الأنظمة التعليمية    مهرجان الزهور أيقونة الجمال والبيئة في قلب القصيم    المتشدقون المتفيهقون    الإستشراق والنص الشرعي    بيني وبين زوجي قاب قوسين أو أدنى    تجاوز الدحيل القطري.. الخليج ينفرد بصدارة الثانية في «آسيوية اليد»    ضمن منافسات الجولة ال11.. طرح تذاكر مباراة النصر والقادسية "دورياً"    إطلاق النسخة الرابعة من «تحدي الإلقاء للأطفال»    السخرية    المؤتمر العالمي الثالث للموهبة.. عقول مبدعة بلا حدود    البيان المشترك الصادر عن الاجتماع الثاني للجنة الوزارية السعودية- الفرنسية بشأن العُلا    وزير الدفاع ونظيره البريطاني يستعرضان الشراكة الإستراتيجية    مشاركة مميزة في "سيتي سكيب".. "المربع الجديد".. تحقيق الجودة ومفهوم "المدن الذكية"    14% نموا في أعداد الحاويات الصادرة بالموانئ    أمن واستقرار المنطقة مرهون بإقامة دولة فلسطينية مستقلة    اكتشاف تاريخ البراكين على القمر    محافظ محايل يتفقد المستشفى العام بالمحافظة    دخول مكة المكرمة محطة الوحدة الكبرى    الحكمة السعودية الصينية تحول الصراع إلى سلام    رحلة قراءة خاصة براعي غنم 2/2    وطنٌ ينهمر فينا    المرتزق ليس له محل من الإعراب    حكم بسجن فتوح لاعب الزمالك عاما واحدا في قضية القتل الخطأ    «الجودة» في عصر التقنيات المتقدمة !    ألوان الأرصفة ودلالاتها    خطيب المسجد الحرام: احذروا أن تقع ألسنتكم في القيل والقال    أمير تبوك يطمئن على صحة الضيوفي    ختام مسابقة القرآن والسنة في غانا    أمير الباحة يكلف " العضيلة" محافظاً لمحافظة الحجرة    مركز عتود في الدرب يستعد لاستقبال زوار موسم جازان الشتوي    عبدالله بن بندر يبحث الاهتمامات المشتركة مع وزير الدفاع البريطاني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قال أنه ليس حنبلياً ولا ظاهرياً... وإنما على مذهب أهل الحديث . القرني ل"الحياة" : المنبر صنعني ... وإذا حضرت الكاميرا كان الشيطان ثالثنا !
نشر في الحياة يوم 23 - 02 - 2007

أقرَّ الداعية السعودي الدكتور عائض القرني بأنه صناعة المنبر، الذي لا يستوعب أن يكون على غير أريكته، حتى عندما يكون في درس أو حوار صحافي.
وفي حوار مع"الحياة"، دار حول النجومية الدعوية وشروطها، اعتبر القرني الكتاب أفضل وسيلة للخلود، ولذلك جعل الله رسالاته إلى الخلائق كتباً. لكنه نفى أن تكون مبيعات كتبه خلقت منه مليونيراً يعبث بالدولارات، فكتابه"لا تحزن"الذي تجاوز كل الأرقام العربية، باع حقوقه إلى يوم الدين وهو في صورة مسودة ب?"ثمن بخس"، إضافة إلى ترجماته التي كانت آخرها بالإندونيسية.
وحول الفضاء ومدى إسهامه في صناعة نجومية الداعية القرني، أجاب ضاحكاً:"أنا دائماً أقول للزملاء، إذا حضرت الكاميرا كان الشيطان ثالثنا"، في إشارة إلى أنه لم يتعود الحديث إلا أمام الجماهير.
أما لماذا لا يثبت القرني على آرائه التي قالها عن قناعة تامة؟ فأعاد ذلك إلى قوة ردود الفعل، وأشار إلى أنه رد على النساء اللائمات له على التراجع عن فتوى"كشف الوجه"بالقول:"جعلكن ما تكشفن وجوهكن إلى يوم الدين". وفي ما يأتي نص الحوار:
يعتقد كثير من الناس أن عائض القرني نجم دعوي - بغض النظر عن تحفظك على هذا المصطلح - كيف كانت بداياتك؟
- أما البدايات فأنت تعرف أن لكل بداية نقصاً، وقالوا قديماً في الحكمة"العبرة في كمال النهايات لا في نقص البدايات"، الأمر الآخر أن الإنسان قد يضخم أحياناً من جهوده في النجاحات، وقيل:"في كل نفس النمرود بن كنعان، فمنهم من يخفي ومنهم من يظهر"، فعلى الإنسان ألا يحسن الظن بنفسه إلى درجة العجب، ولا يسيء إلى درجة المقت، وهذا هو الاعتدال في ذاته.
أنا بدأت طريقي في الدعوة عبر إلقاء الخطب وارتجالها في جامع"المرقب"الواقع في حي"الحلة"بجوار معهد الرياض، الذي كنت طالباً فيه بالصف الثاني المتوسط، وساعدني على ذلك أنني كنت أملك قدراً لا بأس به من الجرأة في مواجهة الناس، وأقرأ كثيراً، فأنا لم أتميز بذكاء خارق ولا عبقرية فذة، ولكنني كنت دؤوباً في مسألة القراءة، فقد أملّ من السفر، أو من مزاولة بعض الأنشطة مثل السباحة وركوب الخيل، ولكنني لا أمل من القراءة، فمن أراد أن يكون شيئاً مذكوراً فعليه أن يتخذ الكتاب صاحباً له.
هل هناك قصص طريفة في البدايات كادت تسحقك، أو جعلت الآخرين يشككون في موهبتك باكراً؟
- أذكر أنني ذات مرة كنت ألقي كلمة عن وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم سمعتها من شريط لواعظ يمني فيه مواضيع عدة، فتأثرت بالشريط كثيراً وحفظته، وألقيت الكلمة في مسجد المرقب، وإذا بأحد مشايخي في المعهد حاضراً في المسجد، فارتبكت كثيراً وخلطت بين مواضيع لا علاقة بينها، ومرت علي ستة أشهر أو سنة لا ألقي كلمة من الإحباط، ولكن الذي دفعني بعدها إلى مواصلة هوايتي هو نظمي قصيدة في وفاة الملك فيصل، إذ شجعني أحد أساتذة المعهد العلمي الذي كنت طالباً فيه على إلقائها، لذلك انصح الأساتذة والمربين بألا يهاجموا المبتدئين بنقد غير سديد، أو تعليق ساخر أو تجريح، لأن تشجيع الطالب على جهده مهما كان حافز له لتقديم الأفضل.
عبَر كثير من الدعاة إلى بوابة النجومية بواسطة كراسي المحاضرات ومنابر الجمعة، فهل أنت من صُنْع الكرسي والمنبر، بعد الله طبعاً؟
- تستطيع أن تقول هذا، فأنا يغلب علي أسلوب الخطابة حتى في الدروس، الأمر الآخر هو أن أسلوب الجماهير يؤثر في الإنسان، لذلك حين أتكلم وحدي للكاميرا، أجد أن هناك ضعفاً في الأداء، والسبب في ذلك أنني اعتدت على مواجهة الناس، ولهذا أقول عن نفسي دائماً إذا اختليت بالكاميرا كان الشيطان ثالثنا ضاحكاً.
في مسألة القبول، هناك من يقول إن حضور الناس للشيخ ابن باز لم يكن مثل حضورهم للشيخ سلمان العودة مثلاً، فهل هذا هجاء للجماهير أم هجاء للدعاة؟
- اسمح لي بأن أفصّل في هذا الباب. كان سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله يملك أبواباً من التأثير لا يملكها سلمان العودة، كما أن سلمان العودة لديه من الأبواب مالا يملكه الشيخ ابن باز، مع احترامي لمنزلة الشيخ ومكانته، فمثلاً عالمية الشيخ ابن باز قبل وفاته كانت في كل أنحاء العالم الإسلامي، فكان يكتب للملوك ويفتتح المؤسسات ويقود المؤتمرات وهذا شيء لا يملكه الدكتور سلمان، أما الدكتور سلمان فقد درس العبارة والفكر المعاصر والثقافة وهذا ما يريده الناس، فهو يملك جوانب لم تكن عند الشيخ ابن باز، فالعالم ليس نبياً لتكتمل فيه المواصفات.
ولكن هنالك من يفسر هذا بشكل مختلف، فيقول إن العرب ظاهرة صوتية، وفي المملكة الشباب ظاهرة عاطفية، والشيخ ابن باز كانت عباراته خالية من التهييج العاطفي، كلمات مليئة علماً وأشبه ما تكون بالنصوص أو الدروس، والشباب يريدون الخطابة واللجلجة العاطفية، فما تعليقك؟
- هذا القول ليس صحيحاً، وابن باز أفضل منا جميعاً، ولكن المشكلة أن المفضول أحياناً قد يحضّر لدرسه ويهتم بأشياء يلبي بها طلبات الجمهور لا يهتمّ بمثلها العالم، فالشيخ سلمان مثلاً تجده عندما يكون على موعدٍ لإلقاء محاضرة، يعدّ لها ويستحضر الشواهد والأبيات الأدبية، ويعزو إلى المراجع الثقافية، وينقل عن الفلاسفة والمفكرين، ويسقط كل ذلك مع النصوص الشرعية طبعاً على الواقع، والناس تميل لهذا الأسلوب في الطرح، أما العالم فقد يعتمد على معلوماته فقط ولا يتكلف الإعداد، خصوصاً أن علماءنا يبتعدون عن البهرجة اللغوية والأساليب الخطابية، ولا يعني هذا أن هناك من يفضل الشيخ ابن باز، فيبقى الفضل في الإمامة له رحمه الله.
إذاً، أفهم من ذلك أن نجومية الدعاة الصحويين التي بلغت الآفاق لم تأت من فراغ؟
- نعم لم تأت من فراغ، لأن الذي لا يملك القوة للصمود أمام العواصف فإن مصيره الانهيار، ومهما حاول بعض الناس من كتاب أو نقاد اتهام هؤلاء الدعاة بأنهم أوتوا أشياء ليسوا بأهلها، فإن الواقع يشهد ببطلان قولهم، لأن الناس ليسوا بأغبياء وليسوا بحمقى، وهؤلاء الدعاة لهم جماهير حتى في دول أخرى مثل الجزائر والمغرب وكثير من الدول، والدليل على تميزهم استمرارهم، فهناك من الدعاة من يظهر قليلاً ثم يختفي لعدم امتلاكه وقود المواصلة.
التأليف أهم من الخطابة
عندما خمدت الصحوة، وتراجع نشاطك المنبري، هل كان انتقالك إلى التأليف بعد الأشرطة مرتباً أم جاء بمحض الصدفة؟
- أنا أرى أن عمري على فترات: مرحلة الإلقاء ومرحلة التعلم والتأمل ومرحلة التدريس الخاص، ومعظم العلماء أو الدعاة يمرون بهذه المراحل، أنا انتقلت من المنبر وإن كان لا مانع عندي من العودة إليه، لكنني اكتشفت أن التأليف أكثر خلوداً مع الزمن، لما رأيت من تأثير التأليف في ردود أفعال الناس، خصوصاً في كتاب"لا تحزن"عندما سافرت إلى المغرب العربي، وإلى أوروبا وشرق آسيا، فكان هذا دافعاً لي على مواصلة التأليف.
هل جاء في قرارة نفسك يوماً التخطيط لأن تكون نجماً دعوياً إعلامياً فضائياً؟
- لا، لم أخطط لهذا أبداً، ولم يكن في حسباني هذا الأمر.
كنت نجماً قبل أن تؤلف كما أقر بذلك العبيكان ناشر كتبك، فهل زاد التأليف من نجوميتك؟
- الشريط عمره قصير، وأثبت الكتاب انه الأوسع انتشاراً والأقوى أمام تحديات العصر، وإن كنت لم أتوقع هذا الانتشار لكتاب"لا تحزن"والفضل في ذلك لله، فالكتاب أطول بقاء، وأوسع انتشاراً، وإن لم يكن يملك بريق القنوات الفضائية، إلا انه يبقى لأجيال، لذلك أرسل الله رسالاته في كتب.
سمعنا أنك بعت حقوق كتاب"لا تحزن"لجهة أخرى، وأنك لا تأخذ من حقوقه شيئاً الآن، فمتى كان هذا العقد؟
- أنا لا أريد أن أسمي جهة معينة، ولم أتقاض من هذا الكتاب سوى 500 ألف ريال، وقيمة ما يباع منه الآن يتجاوز عشرات الملايين.
وهل تشعر بأن المشتري غبنك؟
- صاحب العقد لم يتعمد غبني، لأنه عرض علي المبلغ في وقت كنت فيه بحاجة إلى ال5 وال10 آلاف حين كنت موقوفاً، وكان الكتاب عبارة عن مذكرات لم أتوقع لها هذا الانتشار، لذلك هو لم يغّشني، والموضوع بالنسبة إليه تجارة وكلها أرزاق.
فهم بعض الكتاب أن ترددك بين الشريط والخطابة والتأليف والقنوات الفضائية، إنما هو بحث عن المواطن التي تحقق لك أعلى قدر من النجومية، فكيف ترد على ذلك؟
- إذا فُتح لنا باب، ورأينا انه الأوسع، أصبح من حقنا أن نلجه مثل غيرنا من الدعاة والعلماء والمفكرين، والداعية كالتاجر يبحث عن مواطن تجمع الناس، والرسول عليه الصلاة والسلام بدأ دعوته في سوق عكاظ، لكثرة تجمع الناس فيه، ثم في موسم الحج لأن التجمع فيه أكثر، ولا يجوز لنا أن نتدخل في نوايا أعمال العباد، لأنه لا يعلم الخفايا والنوايا إلا الله سبحانه وتعالى.
حققت أشرطتك أعلى المبيعات وتجاوزت كتبك كل الأرقام القياسية العربية، فهل بقي لك من حلم في النجومية؟
- أنا حلمي أن يتقبل الله هذا العمل وألاّ يكون فيه رياء ولا سمعة، وأن يمنّ علي بمغفرة من عنده، وحلمي الآخر أن أكمل تفسير القرآن الذي بدأته في قناة"المستقلة"، وأنا الآن في الحلقة ال57 من سورة آل عمران، وأن أشرح السنة شرحاً مبسطاً، وبالمناسبة، أنا لا أريد أن أرفع من مستواي كما يسألني البعض لماذا أنت شعبي؟ لأنني لو فعلت هذا فسأخسر الجمهور، لهذا أنا أتعمد البساطة في الطرح، وأتمنى أن يمكنني الله من شرح الكتاب والسنة بصورة مبسطة، فالفكر له عمر محدود، والسياسة متقلبة كالحرباء، والأدب له جمهوره الخاص، لكن الدعوة مع الكتاب والسنة هي التي تكسب الخلود ويُنال بها الأجر من الله سبحانه وتعالى.
هل ترى جميلاً أن تكون مؤلفات الإنسان مصدراً لرزقه، أم انك تعده من الأكل بالعلم؟
- أنا أرى انه لا بأس في ذلك، والألباني كان يفعل ذلك ويقول إن هذا من أحسن الكسب، أما أنا فمؤلفاتي منها ما يذهب لأناس يعملون معي، ومنها ما بعته بثمن بخس، وأنا ممن لا يمسك شيئاً، ولكن حالي مستورة ومستقرة والحمد لله، وإن توهم الناس أنني مليونير، لما يرون من كثرة مبيعات كتبي.
على رغم انك وعدت الأمير سلمان بالتراجع عن الاعتزال ولبيت طلب الجماهير، إلا انك ظللت شبه منطوٍ، فهل لا تزال دواعي تلك الاستقالة مسيطرة عليك؟
- لا، ومع احترامي الشديد لكلامك، فبعد وعدي للأمير سلمان انطلقت أكثر بكثير من السابق، ويشهد على ذلك الإخوان بأنني أصبحت أقوى والحمد لله، ولكنني انطويت من شيء واحد فقط، هو أنني لا أستقبل أحداً في منزلي، لأنني مشغول بالندوات والمحاضرات، أما محاضراتي فهي مستمرة هنا في الرياض، ولي دروس في خمس قنوات الآن والحمد لله.
وصفك كاتب سعودي بالفنان المقموع، أي انك فنان في ذاتك تحب الشعر والفن وتتذوق الجمال، ولكن تقوى الله تقمعك، فما رأيك في هذا؟
- في هذه الكلمة تجاوز، إن كان يقصد بالفنان المعنى المتداول بين الناس. أما أنا فكما تعلم شاعر وصاحب دعابة والنكتة منقوشة في دمي، وبعض الُكتّاب يُسمّون الأديب والشاعر فناناً، فإن كان هذا قصده فإن كلامه صحيح.
من قتل الحسين؟ لماذا النبش في التاريخ إلى هذا الحد؟
- قلت من قتل الحسين لأننا اقتربنا من عاشوراء، و أريد أن اقدم رسالة معتدلة علمية سنية للعقلاء من الطوائف، فأحياناً يفسر سكوتنا على أننا راضون بمقتل الحسين، أو أنه لم يغضبنا ذلك، وأريد أن أبين مسألة هي أننا أولى بالحسين من غيرنا، إذا كانت المسألة ولاءً وديناً وصهراً ونسباً.
وهل ترى أن من الموضوعية أن يقال إن الشيعة هم الذين قتلوا الحسين؟
- لا، لم يقتله الشيعة وهذا معروف في التاريخ، وأنا قلت في بداية المقال إنني أعلن صرخة احتجاج ضد ابن زياد والحجاج لأنهما هما من قتل الحسين.
نعود للنجومية، ماذا أخذت منك وماذا أعطتك؟
- هذا إذا اتفقنا على أنني نجم، ولكن على مصطلحكم أنتم فربما أعطتني معرفة الناس، وصداقات الخاصة والعامة، وأمثالك من الأخيار، فوصلت للمسؤول وللعالم وللصحافي وغيرهم، وأخذت مني الراحة والاستقرار النفسي في البيت ومع الأسرة.
قيل إن بين كل النجوم قواسم مشتركة، فما تلك القواسم المشتركة في نظرك؟
- أنا قلت لك في ما سبق أن يكون لديه"كاريزما"، وأن تكون شخصيته متقبلة لدى الناس، إضافة إلى التحمل والصبر والجلد.
ذكرت شخصية في حفر الباطن أنك أحد رموز المذهب الظاهري، فهل هذا صحيح؟
- لا، أنا لست من رموز المذهب الظاهري، أنا مع أهل الحديث، وأحب ابن حزم كثيراً، ولكنني لم أتقلد مذهبه أو أوافقه في ما وافق فيه الحديث، فأنا محدّث على منهج المحدّثين، ولست ظاهرياً ولا حنبلياً ولا شافعياً، أنا مع الكتاب والسنة وأبحث عن الدليل ممن قاله.
قيل إن القنوات الفضائية غدت تتنافس على المشايخ في صورة غير لائقة، فهل ستقبل أنت خوض تنافس كهذا؟
- المسألة مسألة طلب، لأن الناس أهل دين وأهل إسلام، والتنافس يُشترط فيه التحدي والمزايدة، وهذا لا يحدث، لأن لكل واحد من الدعاة مجاله المعروف به وأسلوبه المختلف عن أسلوب غيره من الدعاة، أما قضية التنافس المعروفة بمعنى خذوني أنا لأنني خير من فلان أو أصلح منه فهي غير موجودة.
أما أصحاب القنوات فهم على قسمين: منهم من يريد تحقيق الكسب المادي، ومنهم من يرغب فقط في إيصال الخير للناس، ونحن لا نأخذ مقابلاً إذا كانت هذه البرامج لوجه الله أو في وجوه الخير، أما إذا كانت برامجها تجارية أصلاً فنأخذ نسبة منها.
لماذا تُستكثر عليكم النجومية؟
- هذا سؤال وجيه ويدل على ذكائك، لأن أهل الديانة يكثر فيهم النقد، حتى انك تجد الناس الآن إذا اعتزل أحد الدعاة الظهور، قالوا ترك الدعوة وهي رسالة يجب عليه أن يؤديها، وإن ظهر قالوا يظهر في كل القنوات قاصداً الشهرة، فهم دائماً مُنتقَدون.
الدعاة النجوم هل يقبلون أن يستخدموا سفراء للنوايا الحسنة، كنظرائهم من نجوم الكرة والفن؟
- أنا أرى أن يقبل الداعية هذا الأمر إذا كانت في هذه المهمة مصلحة شرعية يتحقق فيها خير للإسلام والمسلمين، وضابطي أن يكون في مصلحة الدعوة والدين، ولماذا نحصر دور الداعية في أن يلقي كلمتين في مسجد أو برنامج؟
لماذا الشيخ عائض القرني له آراء منفتحة ولكنه لا يصمد أمام رد الفعل؟
- أنا أقول لمن عنده الشجاعة أن يتفضل إلى الميدان وينوب عنا ليرى الأهوال، أنا دعاني الأخ عبدالمقصود خوجه وأكرمني - جزاه الله خيراً - فسألتني امرأة من وراء حجاب، لماذا لم تثبت على رأيك في الحجاب وفي كشف الوجه؟ فقلت:"جعلكن ما تكشفن وجوهكن إلى يوم الدين"ضاحكاً.
الدعوة ليست مناسبة للباحثين عن الشهرة
حول المواصفات الخاصة، التي يلتقي عندها النجوم، أياً كان اختصاصهم، إن جانب العلم والدعوة وتبليغها للناس يتأثر بالقبول، وبالإمكانات الذاتية للشخص، وبغض النظر عني أنا. انظر إلى الشيخ ابن باز أو ابن عثيمين، كان لديهما قبول وكان الناس يقبلون على دروسهما ومحاضراتهما، ومن الناس من يقول حسداً أو جهلاً لا يغرنكم حضور الناس وإقبالهم، فهذا كله فقاقيع، ويصفونه بالظاهرة الصوتية، وليخبرني هؤلاء ما معيار القبول من عدمه؟
أمر آخر، هو انه على الإنسان أن يكون قصده الله عز وجل، لأن بعض الناس لا تهمه إلا الشهرة، وإذا كان هذا مقصده فليجرب حقلاً آخر غير الدين لهذه الشهرة، كالنجومية في الأدب أو الفكر المجرد، أو غيرها من العلوم والفنون، أما بالنسبة إلى الداعية فيجب أن تتوافر فيه أمور عدة أولاً: أن يكون لديه قبول في شخصيته أو"كاريزما"كما يطلق عليها لدى الناس، ثانياً: أن تكون لديه الجرأة فيقتحم من دون أن يخشى الانتقاد، وحتى لو انتقد فلا يصاب بالإحباط، ثالثاً: يجب أن يكون لديه قدر لا بأس به من ثلاثة: من البيان، وفهم العبارة، والحفظ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.