رياضتنا تعيش أزمات لا حدود لها. وكل من يمت بصلة للرياضة يعيش أزمة من نوع معين، تختلف بحسب اختلاف الزمان والمكان. أزمات في الاتحادات الرياضية وفي فلسفة أدائها واستراتيجية خططها. وأزمات في إدارات الأندية وفي تفاعلها مع المحيط من حولها وأزمات داخل المستطيل الأخضر من شد وجذب وحماسة وصراع بين اللاعبين أنفسهم تارة ومع الحكم تارة أخرى. وأزمات تعيشها الجماهير مع أنديتها ولاعبيها ومع بعضهم البعض. وأزمات تعيشها الصحافة الرياضية مع القراء والكتاب والوسط الرياضي بأنواعه. هذه الأزمات من شأنها أن تعوق الحركة الرياضية عندنا، ومن شأنها أيضاً أنها قد تمنح الوسط حراكاً وتفاعلاً تجعله في أتون مستمر يخرج كل شيء من خلاله. ليس عيباً أن نعيش أزمةً، العيب أن تجعلنا هذه الأزمة"مكانك راوح"أو تعيدنا إلى الوراء كثيراً. حلاوة الأزمة في أنها تخلق فكراً وإبداعاً متى ما تصدى لها الكبار بعقلية احترافية تمنح الحلول العقلانية. وهنا يأتي دور علم النفس الرياضي، ذاك العلم الذي ما زال لا يجد المكانة التي تليق به في وسطنا الرياضي. وعلم النفس يهتم بالسلوك الرياضي ويتناول مواضيع مهمة، مثل: الشخصية - الدافعية - الضغوط النفسية - الاحتراق النفسي - الاحتراف - العنف الرياضي - العدوان الرياضي - حركة الجماعة - أفكار ومشاعر الرياضيين، والعديد من الأبعاد الأخرى الناتجة من الاشتراك في الرياضة والنشاط البدني. ومن خلال هذا العلم تتم فلترة الكثير من الضغوطات، وتحويلها إلى طاقة منتجة قادرة على المنح والبذل والعطاء وفي الآونة الأخيرة بدأنا نسمع عن استشاريين نفسيين في بعض الأندية وفي المنتخب أيضاً لكن الأمر لا يزال يُدار بعفوية وحماسة فقط من دون منهجية واضحة تكفل الاستمرارية، ويبرز اسم الدكتور صلاح السقا كأحد أبرز المختصين في ذلك، ولكن اليد الواحدة لا تصفق. وآن الأوان لإنشاء مراكز رياضية للتأهيل النفسي وإخضاع اللاعبين والحكام والإداريين إلى دورات متخصصة في علم النفس الرياضي تجعله يعيد صياغة حياته الرياضية كما يجب. علم النفس الرياضي ليس ترفاً، ولكنه حاجة نغض الطرف عنها، فنخسر بسببها الكثير الكثير. ومع إطلالة العام الجديد والرياضة السعودية تنتظر النقلة الحضارية في برامجها من خلال الانتخابات واللوائح الجديدة. فهل يجد علم النفس الرياضي حيزاً في روزنامة الرياضة السعودية؟