أثارت مداخلات عدة حول موضوع"منبر الحوار"، الذي ينظمه نادي الرياض الأدبي كل أحد، نقاشاً حاداً، إذ نوقش الإبداع السلفي والليبرالي، وطرح مدير الحوار محمد الهويمل في تقديمه للمحاضرة تساؤلاً حول الإبداع عند المنهج السلفي، الذي يقف كطرف نقيض وضعيف أمام المنهج الليبرالي. وقال الضيف الباحث في قضايا الإبداع الدكتور عبدالله البريدي:"إن هناك ضموراً في الإبداع الفكري العربي"، وهو ما دعا وكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الثقافية الدولية الدكتور بكر باقادر، إلى وصف المحاضرة ب"التعميم المجاني"، مسمياً نماذج فكرية مبدعة مثل مالك بن نبي ومحمد الوردي وغيرهما، ضمن النتاج العربي المبدع الذي غفل عنه المحاضر. بدأ البريدي محاضرته متحدثاً عن منهجه المتجرد في البحث عن الحقيقة، فيما استهلك الوقت في تعريف لمصطلحي السلفية والليبرالية. وعرج إلى ما اعتبره قضية أساسية وتتمثل في تعطيل التحيّز وتحقيقه، فيما أنهى حديثه عن الإبداع بعد أن دهمه الوقت، من دون أن يقدم جديداً حول حقيقته لدى المنهجين بحسب معظم المداخلات، وقال:"كلا التيارين المتضادين يصنف منهجه على انه المخلص للأمة، إذ يعتبر السلفيون السلفية أساساً للنهوض الحضاري، لأنها مسؤولة عن جوانبه الفكرية والاجتماعية إلى حد اعتبارها هي الدين الحقيقي، فيما يرى الليبراليون في الجانب الآخر أن الليبرالية هي صناعة للعقل المتحرر وبحث عن الإبداع وقيم العدل والتسامح والحرية"، بينما وصف العقل السلفي بالمنمط والليبرالي بتعدد الوجوه وتضادها. وحول تعطيل التحيّز وتحقيقه قال:"إنه لم يحظ بالاهتمام"، وأضاف أن السلفية تتحرك في إطار فكري واحد، لا تؤمن بوجود تحيّزات ولا تتعاطى معها، بينما يهتم الفكر الليبرالي بها، لكنه يمارس الإقصاء ويتكئ على مفهوم البعد الإنساني المشترك الهزيل. وفي ما يتعلق بالإبداع قال:"ليس له تعريف متفق عليه"، وتساءل:"هل نعرفه كشخص أم كعملية إبداعية أم كناتج نتوصل إليه؟"، من جانب المداخلات، تمنى الدكتور منصور الحازمي لو ركز المحاضر على عرض نماذج من الإبداع. بينما وصف الدكتور محمود عمار المحاضرة بأنها طرح دراسي لظاهرتي السلفية والليبرالية، وقال:"إنها لم تصل لنتائج"، وتساءل الكاتب عبدالواحد اليحيائي قائلاً:"ألا يسعنا أن نكون محبين للسلف وتراثهم وفي الوقت ذاته حضاريين ومعاصرين في طرق البحث والتفكير؟". فيما وصف الدكتور فالح العجمي المحاضرة بأنها"ذات روح نقدية جميلة على رغم التسطيح".