استسلم لاعبو فريقي الهلال والنصر للمؤثرات الخارجية التي كانت عليها الأجواء المحيطة بهم قبل بدء المباراة التنافسية بينهم، فظهرت الحماسة وكان الاندفاع طاغياً على تحركاتهم وتفاعلهم على أرضية ملعب المباراة، حتى غابت الجملة التكتيكية وجماعية الأداء بشكل كبير خلال شوطي المباراة، وأثرت هذه العوامل على نتيجة الشوط الأول التي وصلت لأربعة أهداف، ثلاثة منها سجلت لفريق الهلال عن طريق الكرات الثابتة من الجهة اليمنى النصراوية تحديداً. مباراة وسط الميدان ذهب مدربا الفريقين من بداية المباراة إلى البحث عن أفضل الطرق والحلول التي تضمن له إحكام السيطرة على منطقة المناورة، وهذا ما جعلهما يتفقان على أسلوب لعب متشابه، ويختلف في التنفيذ فقط، لذلك اعتمد مدرب النصر فوكي بوي على الزهراني والقرني كمحوري ارتكاز عن يمينهما عواد العتيبي وفي جهة اليسار احمد مبارك، ويلعب أمام هذا الرباعي وبشكل حر البرازيلي التون، الذي تنقل في جميع أنحاء وسط الملعب، وحاول الاقتراب ومساندة المهاجم الوحيد سعد الحارثي في بعض الهجمات، وعلى الطرف الآخر فاجأ المدرب الهلالي منافسة بالاعتماد على الغامدي والخثران في محور الاتكاز وفي الجهة اليمنى الكلثم وفي الوسط الأيسر محمد الشلهوب وأمامهم طارق التائب بالدور نفسه الذي يقوم به التون، مع الابقاء على احمد الصويلح وحيداً في خط الهجوم. وإذا كان الهلال حقق الأهم في هذا الشوط بتسجيله لثلاثة أهداف، إلا أن تحضيره للهجمة كان يستهلك العديد من التمريرات العرضية والبينية التي سمحت لمدافعي ووسط النصر بالعودة واغلاق جميع المساحات، إضافة لاعتماد لاعبي الهلال الكلي على التايب، كي يجدوا لديه الحلول الهجومية، وعلى الجهة الأخرى كانت خطورة فريق النصر تنحصر في تحوله السريع من الدفاع للهجوم، جراء الانتشار السليم الذي ظهر عليه لاعبو الوسط، خصوصاً المبارك والعتيبي والتون، وهذا ما منح النصر تسجيل الهدف من قدم الحارثي، إضافة لبعض الهجمات الخطرة على حدود مناطق الهلال الدفاعية. شوط انضباطي أزرق نتيجة الشوط الأول أجبرت مدرب الهلال على أن يشدد في توصياته للاعبيه على أن يكونوا أكثر هدوء وتركيزاً من منافسهم، وأن يغلقوا جميع المساحات في وسط الملعب، خصوصاً في عمق الوسط التي كانت مسرحاً في الشوط الأول، استغله النصراويون جيداً، لهذا وفق لاعبو الهلال في قتل رتم المباراة وتعقيد مجرى هذا الشوط على لاعبي النصر حتى حققوا مبتغاهم بالخروج بمرمى خال من الأهداف، ولم يسمحوا بمجرد التهديد الفعلي على مرمى الدعيع، حتى إن التبديلات التي أجريت في هذا الشوط لم تكن ذات تأثير أو دعامة حقيقية تذكر على أحداث المباراة. الصاعدون عوضوا المستوى حضور الإثارة وبقوة في الشوط الأول وحضور الأهداف الأربعة معها أتى على رغم غياب المستوى الفني المقنع، الذي كان الجميع يأمله وينتظره من لاعبي الفريقين في مباراة"دربي"لها خصوصيتها وحساسيتها كما جرت العادة في مثل هذه المباريات، وعلى رغم ذلك سجلت هذه المباراة حضور بعض الوجوة الصاعدة بشكل لافت، ربما تكون هذه المباراة الانطلاقة الفعلية والحقيقية لهم نحو طريق النجومية كما حصل مع عبدالله الزوري وعبدالعزيز الكلثم ومحمد نامي في فريق الهلال، ومشعل المطيري وعواد العتيبي ومحسن القرني وإبراهيم شراحيلي في الفريق النصراوي. حضور الكرات الثابتة كان للكرات الثابتة حضورها المميز في هذه المباراة، وتشكل هذا الحضور في تهديد المرميين بالعديد من الكرات الثابتة، سواء في الأخطاء الجانبية أو المواجهة للمرمى، أو في الضربات الركنية، وكانت الأسبقية والتميز لفريق الهلال في استغلال هذه الكرات، التي تمكن بواسطتها من زيارة مرمى محمد شريفي في ثلاث مناسبات، وكان لفريق النصر حضور جيد مع هذه الكرات الثابتة، هدد فيه مرمى الدعيع، كان أخطرها تمريرة التون لسعد الحارثي داخل منطقة ال18 في منتصف الشوط الأول، وتسديدة البديل محمد الشهراني التي تصدى لها ببراعة محمد الدعيع. تفوق التحكيم يُسجل للاعبين في هذه المباراة الحساسة والجماهيرية تعاملهم الرائع والمميز مع طاقم المباراة بقيادة حكم الساحة عبدالرزاق المقهوي، وبالفعل كانت مباراة تنافسيه مثالية على رغم الأحداث المتسارعة في الوقت الباكر منها، حينما سجل الهلال هدفي السبق، ورد عليه النصر بتقليص النتيجة قبل منتصف الشوط الأول، إلا أن هدوء طاقم التحكيم وثقتهم باتخاذ القرار الصائب كان أهم العوامل التي جعلت اللاعبين يتفرغوا لتأدية واجباتهم فوق المستطيل الأخضر من دون التدقيق أو التفاعل مع القرارات الصادرة عن حكم المباراة.