أشاد المؤتمر العربي لاتحاد المكتبات والمعلومات في دورته الثامنة عشرة، في ختام أعماله أمس، بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لدعم المحتوى العربي الرقمي. وناشدت توصيات المؤتمر مؤسسات النشر والمؤسسات الأكاديمية والبحثية والأهلية بتطوير ودعم المحتوى العربي الرقمي على شبكة الإنترنت، وتطوير المصادر والأدوات الإلكترونية بشكل فعال، وضرورة قيام اللجان والمجالس العلمية في المؤسسات الأكاديمية والبحثية العربية بدور قيادي واضح، لطرح معايير وآليات اعتماد وتقويم المواد المنشورة إلكترونياً، وبذل الجهود في عمليات نشر الفكر والإبداع، وإتاحة ما ينشر للجميع من دون عوائق، تأكيداُ لمفهوم الوصول الحر للمعلومات. ودعا المؤتمر الناشرين العرب إلى المشاركة الفاعلة في مؤتمرات الاتحاد، والإسهام في تطوير العلاقة مع مؤسسات المعلومات العربية، وتشجيع الباحثين والمبدعين العرب على المشاركة والإسهام في تحرير ونشر المواد العلمية والإبداعية والمشاركات على الانترنت، والتفاعل مع تطورات الجيل الجديد، إضافة إلى إنشاء مستودعات عربية مفتوحة للمحتوى الرقمي، وتشجيع المبدعين العرب على إيداع إبداعاتهم فيها، فضلاً عن إصدار المزيد من الدوريات والمصادر العربية الرقمية المتاحة مجاناً عبر المواقع الإلكترونية، وتشكيل فريق عمل من الاختصاصيين للإسهام في تطوير آليات وقوانين حقوق التأليف والإبداع والنشر. كما أوصى بقيام المكتبات العربية بحساب الدوريات ومصادر المعلومات المتاحة وفقاً لنظام النفاذ الحر، كجزء من مجموعاتها المكتبية، لتسهيل الوصول إليها، وضرورة تعاون الجمعيات المهنية والأقسام العلمية لاعتماد برامج تطوير وتدريب مستمر للعاملين والعاملات في اختصاص المكتبات والمعلومات، واستحداث فروع للاتحاد تعكس الاهتمامات النوعية لأعضائه، من خلال إنشاء فرع التعليم والتدريب لتفعيل التعاون بين أعضائه ومناقشة قضاياه. وأشار المؤتمر إلى ضرورة عمل المؤسسات الأكاديمية العربية على اعتماد مقررات خاصة بتنمية الوعي المعلوماتي والمهارات المعلوماتية في المستويات الجامعية الأولى، وأن يكون لاختصاصيي المعلومات دور في تقديم هذه المقررات، ودعوة المكتبات العربية للمشاركة في مشروع الفهرس العربي الموحد والاستفادة من خدماته، وتبني الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات"اعلم"، وإنشاء قاعدة بيانات بالكفاءات العربية الاختصاصية وإتاحتها للجميع، دعماً للتواصل والاستفادة من الخبرات العربية في هذا المجال، إضافة إلى إتاحة الإصدارات العلمية للاتحاد تأكيداً لمبدأ الوصول الحر للمعلومات. وكان المؤتمر بدأ دورته الثامنة عشرة في جدة الأحد الماضي، تحت شعار"مهنة المكتبات والمعلومات وتحديات الواقع والمستقبل، ودورها في الوصول الحر للمعلومات العلمية والتقنية"، وشهد انعقاد عشر جلسات علمية وثلاث ندوات اختصاصية، قدّمت خلالها دراسات علمية وعروض ومداخلات، وتمت خلالها مناقشة المحاور كافة بشفافية وأسلوب علمي، تناول الأبعاد الأكاديمية والمهنية التي تصب في مصلحة المهنة وكيفية مقابلة التحديات المستقبلية. كما أقيم على هامش المؤتمر معرض اختصاصي، شاركت فيه العديد من الجهات الحكومية والأهلية المعنية، إضافة إلى مشاركة مكتبة الملك فهد الوطنية، ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة.