افتتح وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري صباح امس مشروع المكتبة الرقمية للجامعات السعودية التي تضم ما يزيد عن (114) ألف عنوان رقميا تمثل 300 ناشر عالمي في مختلف مجالات المعرفة البشرية. وذكر العنقري في كلمته التي ألقاها في حفل الافتتاح الذي تضمن كذلك تدشين فعاليات حلقة النقاش الثامنة بعنوان "دور المكتبة الرقمية السعودية في خدمة التعليم العالي"، التي ينظمها المركز الوطني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد، أن المكتبة الرقمية هي إحدى ثمار الدعم الكبير الذي تحظى به العملية التعليمية في المملكة من لدن خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني- حفظهم الله، وهو دعم يترجم التوجه الحقيقي لارتباط مسيرة الحضارة الإنسانية بمسيرته التعليمية. وأكد وزير التعليم العالي أن هذا التوجه هو ما يقود خطوات الوزارة لدعم كل ما من شأنه تيسير العملية التعليمية، وإدخال التقنية الحديثة، مشيراً إلى أن المكتبة الرقمية تأتي في إطار مواكبة التحول الذي يشهده العالم نحو رقمنة المعرفة، وتحويلها إلى الصورة الإلكترونية، وتبني الكتاب الرقمي. وأضاف أن هذا المشروع سيسهم في إثراء المحتوى العربي الرقمي بإتاحة مصادر المعلومات بمختلف أشكالها وصورها، مؤكداً أن المكتبة الرقمية تمثل إسهاماً حقيقياً في بناء مجتمع المعرفة، بما تتميز به خدماتها من توفير الوقت والجهد عبر إتاحة مصادر المعلومات الرقمية بمختلف أشكالها مجاناً للباحثين وأعضاء هيئة التدريس والطلاب. من جهة اخرى، فازت "المكتبة الرقمية السعودية" بجائزة الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات (اعلم) في مجال المشروعات المتميزة في المكتبات ومراكز المعلومات على مستوى العالم العربي لهذا العام 2010، وقد تسلم وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري الجائزة من رئيس الاتحاد الدكتور حسن عواد السريحي. وقد أرجع رئيس الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات فوز المكتبة الرقمية السعودية بهذه الجائزة إلى ما تتميز به خزانتها من المراجع الرقمية المنتقاة بعناية، والمتاحة للجمهور بكامل نصوصها ووسائطها المتعددة، إضافة إلى قائمة الناشرين التي تضم أكثر من (300) ناشر من أكبر دور النشر المتخصصة في العالم. وقد أعرب وكيل وزارة التعليم العالي للشؤون التعليمية الدكتور محمد العوهلي عن بالغ سروره بهذا الفوز، مشيراً إلى أن الجائزة تمثل تقديراً من الاتحاد للمكتبة الرقمية السعودية التي تعد أكبر تجمع أكاديمي لمصادر المعلومات في العالم، منوهاً بالنقلة الكبيرة التي ستحدثها المكتبة في العملية التعليمية والبحثية سواء في ما يتعلق بالوصول للمعلومة أو استخدامها وتوظيفها التوظيف الصحيح لدعم النتائج واتخاذ القرارات. وأكد الدكتور العوهلي أن المكتبة الرقمية تعد خطوة مهمة في توطين التقنية، ونشر الثقافة الإلكترونية، ومسانداً للتحول القوي إلى حكومة إلكترونية؛ مما يقود إلى مزيد من المعرفة والتعلم، وستكون بتوفيق الله وتسديده رافدا ثريا للحركة العلمية في المملكة العربية السعودية. والاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات (اعلم) هو أكبر اتحاد مهني وعلمي عربي في مجال المكتبات والمعلومات .. ويضم في عضويته الهيئات ومؤسسات المعلومات والجمعيات والأفراد من عشرين دولة عربية. وقد دأب الاتحاد على تكريم وتقدير الشخصيات التي قدمت للمكتبات والمعلومات الدعم والمساندة فتشرف بتقديم أول جائزة كبرى لشخصية عامة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله في مؤتمره العشرين لعام 2009، كما يقدم الاتحاد ست جوائز سنوية من بينها جائزة المشروع المتميز في المكتبات ومراكز المعلومات، وجائزة أفضل رسالة علمية، وأخرى لأفضل بحث في مجال "المعلوماتية الصحية" وجائزة الاتحاد للشخصية العامة.